قامت الجمعية اللبنانية للطيور المهاجرة Lebanese Association of Migratory Birds (L.A.M.B.)، وللمرة الأولى في لبنان من إطلاق طائر جارح مهاجر مع جهاز تعقب، وذلك بعد تأهيله من إصابة بطلق ناري أصيب بها في الخريف الماضي، من إحدى مرتفعات جبل تربل في شمال لبنان، وبحضور خبراء طيور وناشطين بيئيين، وممثلين عن مجموعات من الصيادين المسؤولين وعدد من مصوّري الطيور والطبيعة.
وقد قام رئيس جمعية L.A.M.B. وخبير الطيور الدكتور ميشال صوان بمحاولة إطلاق طائرين أحدهما نسر الثعابين Short-toed Snake Eagle واسمه العلمي Circaetus gallicus، وطائر الحدأة السوداء Black Kite واسمه العلمي Milvus migran، وبينما انطلق نسر الثعابين نحو الحرية وفي مسار هجرته، لم يتمكن طائر الحدأة السوداء من الطيران، ليتم إعادته إلى الملجأ الخاص بالجمعية، بهدف إعادة تأهيله ليعتاد جهاز التعقب، وليتم محاولة إعادة إطلاقه في وقت لاحق.
وعالميا، يتم استخدام أجهزة التعقب للطيور ليتم مراقبة مسار هجرتها باستخدام الأقمار الإصطناعية، وفي هذا المجال، أشار صوان لموقعنا "زوايا ميديا" إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يتم إطلاق طائر مع جهاز تعقب، ولكنها لن تكون الأخيرة، حيث سيتم إطلاق طيور عدة مع أجهزة تعقب خلال الفترة القادمة، بعد أن يتم تأهيلها وتقييمها بعد تعرضها لإصابات مختلفة نتيجة الصيد الجائر، لتتمكن من متابعة مسار هجرتها"، وتمنى على المواطنين "ترك هذه الطيور تمر بسلام فوق سماء لبنان"، حيث يتم اصطياد عدد كبير من الطيور المهاجرة ومنها الجارحة، والمجهزة بأجهزة تعقب في مناطق عدة في لبنان، وقال: "يتابع خبراء الطيور حول العالم مسارات هجرة هذه الطيور، عبر إحداثيات أماكن تواجد الطيور خلال مسار هجرته وعلى مدى الـ 24 ساعة، وهذه الأجهزة خفيفة الوزن ولا تعيق حركة طيرانها، ولكنها تخدم الدراسات العلمية المتخصصة المختلفة، وهو ما نحاول القيام به في الجمعية، ومتابعة البحث العلمي، ومراقبة هذه الطيور لنرى إمكانية عودتها في موسم الهجرة القادم".
وأكد صوان على متابعة الجهود لإنقاذ أكبر عدد من الطيور على الرغم من الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها لبنان، والتي انعكست على كافة القطاعات، لا سيما ما يختص بمتطلبات الملجأ من علاجات ومستلزمات طبية وطعام لعدد كبير من الطيور، بعض منها لن يستطيع الطيران بسبب إصابات خطيرة في الأجنحة وغيرها، لافتا إلى أنه تم إطلاق طيور عدة بعد تعافيها من إصاباتها في السنوات السابقة.
