info@zawayamedia.com
بيئة

مبادرة طموحة لمجموعة درب عكار لتشجير 10 آلاف شجرة غبيراء!

مبادرة طموحة لمجموعة درب عكار لتشجير 10 آلاف شجرة غبيراء!

مبادرة طموحة جديدة تضاف لرصيد مجموعة "درب عكار"، حيث بدأ ناشطوها بتنفيذه بصورة علمية وممنهجة وكعادتهم، بهدف استنبات أشجار الغبيراء أو الغبيرة، باللاتينية  sorbus في منطقة عكار، بجمع ثمار هذه النباتات، حيث تمكنوا من جمع 20 كيلوغراما من ثمار هذه الشجرة الجميلة، ويتابعون مع باحثين طرق استنباتها بهدف القيام بحملة تشجير بين ألف و10 آلاف شجرة من هذه النتبة المميزة، علما أن هذا المشروع بتمويل ذاتي.


فبعد رحلات المشي التوعوية وتوثيق الحياة البرية بالصور والفيديو والمنشورات العلمية الهادفة، بالإضافة إلى مشروع "لزاب" وهي آلية دفع رباعية لمكافحة الحرائق التي اجتاحت غابات عكار ونالت منها المنطقة الحصة الأكبر، يأتي هذا المشروع من التشجير لهذه الشجرة بسبب تناقص أعدادها كثيرا، خصوصا وأن عملية تجددها وغيرها من الأشجار عبر إنبات البذور بصورة طبيعية وبسبب طول فترة الجفاف فإن بقاء الشجيرات الحديثة قد انخفض بسبب التغير المناخي وخصوصا وهو الأمر الذي أثر على الغابات والمسطحات الخضراء في كافة أنحاء العالم وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط.


آلية مكافحة الحرائق "لزاب" تيمنا بشجرة لزاب معمّرة احترقت في الحرائق الأخيرة


ووفقا للمجموعة واختيارها لهذه الشجرة، ومميزاتها قال المهندس الزراعي والناشط في المجموعة علي طالب بأن "أشجار الغبيراء تنتمي إلى عائلة "الورديات" Rosaceae ويوجد نوعان منها في لبنان الغبيراء الممغصة Sorbus torminalis وتشبه أوراقها أوراق شجر القيقب، والثانية مروحية الورق  Sorbus flabellifolia وتتميز بأوراقها البيضاوية الشكل وأطرافها المسننة، والتي تثمر عناقيد من ثمار تشكل غذاء للحيوانات المختلفة، كما يمكن تناولها من قبل الإنسان وقت نضجها، ويتشابه النوعان في شكل الثمر وفي الغبار الذي يكسو أسفل الأوراق، لذا سميت بهذا الإسم، ويمكن استخدام الثمار في بعض المشروبات الكحولية، إلا أنها كغيرها من النباتات لم تحظ بالإهتمام الكافي في الأبحاث العلمية، على الرغم من فوائد كل أجزائها اللحاء والأوراق والثمار والجذور كمضادة للأكسدة وفي علاج الأمراض المزمنة مثل السكري وغيرها، على أمل أن تنال أشجارنا ونباتنا البرية على اختلافها المزيد من الإهتمام العلمي".


وأشار طالب إلى أن: "هذه الأشجار تظهر بهاءها في فصل الخريف، وتستقطب هواة التصوير، حيث تتلون بأطياف الألوان الدافئة من الأحمر والأصفر والبرتقالي والبني، وهي من الأشجار متساقطة الأوراق والتي تنمو فوق المرتفعات الجبلية في لبنان من ارتفاع 1300 متر حتى ارتفاع 2000 متر، وتتحمل درجات حرارة بين – 20 و42 درجة مئوية وتتركز في غابات بلدة مشمش أعالي عكار، وتصل في نموها الى ارتفاع 18 مترا أو أكثر".


ولفت طالب إلى أنه "بسبب تقلص الموائل، انخفضت أعداد هذه الأشجار، لذا كان اهتمام مجموعة "درب عكار" على استنبات هذه الأشجار من البذور عبر جمع أكثر من 20 كيلوغراما منها، يمكن الحصول منها على أكثر من 10 آلاف بذرة، ولكن عملية استنباتها معقدة، وقد استشرنا عدد من الخبراء في مجالات عدة، وسيتم استنبات البذور في مشتل في أرض خاصة وريها بطريقة التنقيط، واخترنا قطعة أرض زراعية عبارة عن بستان من التفاح، وليس في الأراضي المحروقة، حيث سننتظر مواسم عدة، كي تحاول الطبيعة استعادة توازنها المرتقب بعد هذه الحرائق، وهذه الأرض سيجري زرع  أنواع مختلفة من الأشجار فيها وعلى عدة مراحل، ومن المتوقع زراعة بين ألف و10 آلاف شجرة من الغبيراء، بالإضافة إلى أشجار برية أخرى، لتشكل التنوع البيولوجي المتميز من نباتات وبالتالي تستقطب الحشرات والحيوانات والطيور كما لو كانت في غاباتنا، كما وأنها تساهم في التنمية المستدامة لغاباتنا وهي جزء من مفهوم Agroforestry، بالإضافة إلى الفائدة الإقتصادية لجهة السياحة البيئية التي نعمل على إنعاشها بمبادرات شاملة وفي كافة المجالات".


لمشاهدة فيديو تفصيلي عن هذه المبادرة: هنا


الصور: خالد طالب


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: