هي آلة موسيقية سحرية، وقد وصف الناقد الموسيقي المشهور هارولد شونبرغ Harold C. Schonberg  صوت آلة الثيريمين Theremin بأنه "يشبه صوت آلة التشيلو الضائع في ضباب كثيف، يبكي لأنه لا يعرف كيف يصل إلى المنزل"، وهي تعزف بطاقة اليدين فقط معتمدة على علم الطاقة quantum لتصدر الصوت المميز الشبيه أيضا بصوت الإنسان ممزوجا بصوت الكمان في آن واحد.

منذ أن اخترع الفيزيائي الروسي ليون ثيربمين الآلة التي سميت باسمه في العام 1920، وقام بتسجيل براءه اختراعه في الولايات المتحدة الأميركية بعد هجرته إليها في العام 1928، ولم تنل هذه الآلة التي تشكل مجالًا مغناطيسيًا وتُعزف دون لمسها إهتماما كافيا، بل ليس هناك سوى ثلاث دول فقط في العالم لديها مدارس موسيقى تعلم كيفية العزف على الثيريمين وهي روسيا واليابان وأيرلندا.

ووفقا لإحدى الروايات، كان ثيريمين جاسوسًا روسيًا ابتكر تقنية جهاز استماع تم استخدامه بنجاح لسنوات عديدة. كما طور الآلة الموسيقية وقام بجولة في الأداء معها كغطاء له حتى يتمكن من السفر دوليًا.

وقد وصلت الآلة في  أربعينيات القرن الماضي إلى هوليوود، حيث أصبح استعمالها شائعًا لمرافقة المشاهد التي تصور أحلامًا مزعجة، وهلوسة، وما إلى ذلك، وفي خمسينيات القرن الماضي، بدأ استخدام الثيرمين بشكل شعبي في أفلام الخيال العلمي والرعب. كان أول من استخدمها هو فيلم الخيال العلمي عام 1953 It Came From Outer Spaceوهي بالفعل أداة رائعة يمكن أن تخلق جوًا غريبًا حقًا، إلا أنها فقدت شعبيتها لصعوبة العزف عليها أمام الآلات الإلكترونية الحديثة.

إلا أنه ومنذ إصدار فيلم "الثيريمين: ملحمة إلكترونية" Theremin: An Electronic Odyssey في العام 1993، عاد الإهتمام بهذه الآلة الموسيقية وأصبحت تستخدم على نطاق واسع من قبل الموسيقيين المعاصرين. على الرغم من أنه يمكن تقريب العديد من أصوات الثيرمين في العديد من أجهزة المزج الحديثة، إلا أن بعض الموسيقيين يستمرون في تقدير مدى التعبير والجدة والتفرد في استخدام الثيريمين الفعلي. حصل الفيلم نفسه على تقييمات إيجابية.

في الفيديو المرافق على قناة يوتيوب للعازف الكندي بيتر برينغل Peter Pringle لمعزوفة Over The Rainbow والتي كتبها Harold Arlen في العام 1939 في فيلم MGM الكلاسيكي THE WIZARD OF OZ، والتي يُعتقد أنها الأغنية الشعبية الأكثر شعبية على نطاق واسع خلال القرن العشرين. وهنا يقوم برينغل بأدائها على ثيرمين  مصنوع في العام 1929، الذي كان في يوم من الأيام ملكًا للراحل العازف على هذه الآلة الفريدة الدكتور صمويل هوفمان، وقد نالت أكثر من 10 مليون مشاهدة، يمكن للقارئ أن يستمتع بما تجود به هذه الآلة والعازف من أداء متميز.

لرابط الفيديو: هنا