info@zawayamedia.com
لبنان

في الذكرى الـ 77 للاستقلال... اللبنانيون مستقلّون عن لبنان!

في الذكرى الـ 77 للاستقلال... اللبنانيون مستقلّون عن لبنان!


باختصار، إنّه الاستقلال الأكثر صدقاً في تاريخ لبنان منذ مُنح استقلاله في العام 1943:


لبنان مستقلّ عن العالم.. منعزل، منكسر، منهزم وعلى وشك الاندثار..
الرئاسات الثلاث مستقلّة عن بعضها البعض، وكلّ رئيسٍ منهم مستقلٌ عن موقعه ودوره ومسوؤلياته الوطنية.


"الزعماء" مستقلّون عن "الجماهير"، وقد تركوهم لقدرهم الذي ساهموا هم على مدى عقود، وأباً عن جدّ وابن وأخ وصهر، في تحويله واقعاً مراً.


السلطة مستقلّة عن الشعب.. هي في وادٍ وهو في واد.. هي في ملهاة المحاصصة وهو في جهنّم القصاص..


القضاء مستقلّ عن العدل، وقد بات حقّ الناس، الأحياء منهم ومن رحلوا ومن ينتظرون، وجهة نظر كرمى لعين المرجع الذي عيّن..


المؤسسات مستقلّة عن الدولة.. الحكم للصناديق المستقلّة..


المصارف مستقلّة عن أيّ قرار يُلزمها بإعادة الأموال إلى مستحقيها..


الأمن مستقلّ عن فرض ذاته في كل بقعةٍ من أرض الوطن، فهو مرةً بالتراضي، ومراراً بالتراخي..


الأمان مستقلّ عن بيوت الناس.. هجرها بعدما هجّر الفرح منها..


النقابات مستقلّة عن منتسبيها، تابعة خاضعة لمن تنتسب إليهم..


اللبنانييون مستقلّون عن وطنهم، بعدما سلّموا قوّتهم الشرعية إلى من يشرّع موتهم ويسرّع فناء بلدهم..


المناطق مستقلّة عن بعضها البعض، كلّ تنادي أنا أمّة.. وحدودها حقدٌ دفين بات يُعلن..


الأبناء والآباء مستقلّون عن الغد الموعود.. جميعهم أكلوا حصرم الفساد والخنوع، وجميعهم ضرسوا..


نحن مستقلّون عن دورنا: نغضب، ننتفض، نثور.. نهداً، نخبو، نستسلم..


لكأننا نقول: هذا هو لبنان، وليس بالإمكان أن يصير أفضل مما كان..


عاشت استقلالاتكم..


بسام سامي ضو

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي