حذّرت منظمة الصحة العالمية WHO اليوم الجمعة من أن المقاومة المتنامية للمضادات الحيوية لا تقل خطورة عن جائحة فيروس كورونا المستجد COVID-19، وتهدد بإطاحة التقدم الطبي الذي تم احرازه على مدى قرن كامل.
ووصف مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس القضية بأنها "واحدة من أكبر التهديدات الصحية في زماننا"، وتحدث مقاومة المضادات عندما تكتسب البكتيريا والفطريات والطفيليات مناعة ضد تأثير الأدوية، ما يزيد من صعوبة معالجة أنواع شائعة من الأمراض وتفاقم خطرها بما يؤدي احيانا الى الوفاة.
وهناك عوامل عدة أدّت الى تنامي مقاومة مضادات الميكروبات حول العالم في السنوات الأخيرة، من بينها الإفراط في استخدام الأدوية وإساءة استخدامها لدى الإنسان وفي قطاعي الماشية والزراعة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية AFP.
وقال تيدروس خلال مؤتمر صحافي "مقاومة المضادات الحيوية قد لا تبدو أمرا طارئا مثل الجائحة لكنها بنفس مستوى الخطر"، مضيفا "انها تهدد بالإطاحة بقرن من التقدم العلمي وتتركنا بلا حماية أمام العدوى التي يمكن علاجها اليوم ببساطة".
وقالت المنظمة إن مقاومة المضادات الحيوية تهدد الأمن الغذائي والتطور الاقتصادي وقدرة العالم على محاربة الأمراض. وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية الى زيادة فاتورة الاستشفاء وطول فترة الرقود في المستشفيات وزيادة معدل الوفيات.
وضمت منظمة الصحة العالمية جهودها الى منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان لاطلاق حملة للحض على التحرك السريع لمواجهة هذا التهديد.
وستجمع "مجموعة قادة العالم للصحة حول مقاومة المضادات الحيوية" رؤساء حكومات ورؤساء تنفيذيين لشركات وقادة من المجتمع المدني، وتشارك في رئاسة المجموعة رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة ورئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي.
وقال الاتحاد الدولي لمصنعي الأدوية إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة حاليا باتت تلقي بثقلها وتتسبب بخسائر فادحة.
وقال الاتحاد في بيان ان "نحو 700 ألف شخص يموتون كل عام على مستوى العالم بسبب مقاومة المضادات الحيوية، وبدون اتخاذ إجراءات قوية لضمان الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية الموجودة، بالإضافة الى استحداث علاجات جديدة أفضل، قد يرتفع هذا الرقم الى 10 ملايين بحلول عام 2050".