بعد نحو أسبوعين من الحرب على أوكرانيا، تكبد الجيش الروسي خسائر فادحة من حيث المعدات والأفراد، حيث يفوق عدد القتلى في القوات الروسية ما تكبدته أميركا خلال 20 عامًا من الحرب في أفغانستان، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وأكد مراقبون أن الجيش الروسي فشل في السيطرة بشكل كامل على السماء، على الرغم من امتلاكه لواحدة من أكثر القوات الجوية تقدمًا في العالم، وأشاروا إلى أن الهجوم البري على العاصمة يتقدم ببطء بسبب مشاكل الإمداد.
ويرى محللون أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يتم التخطيط له، كما أن الجيش الروسي الذي تم التباهي به كثيرًا قد لا يكون القوة الهائلة التي كان يُخشى منها في يوم من الأيام.
وقال باري بافيل، المسؤول الكبير السابق في البنتاغون والذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول في المجلس الأطلسي: "ما حدث للقوات الروسية في أوكرانيا كان مفاجأة للجميع. لكن بالنسبة لي صدمة"، بحسب "الحرة".
وأضاف بافيل "إنه لصدمة مدى عدم كفاءتهم في أساسيات العمليات العسكرية"، وأشار إلى أن هذا لا يعني أن روسيا لن تستولي في نهاية المطاف على كييف وتطيح بالحكومة الأوكرانية.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن الوتيرة المتعثرة للهجوم الروسي، الذي اتسم بالارتباك الواضح بين القادة بالإضافة إلى صور سقوط الطائرات والدبابات الروسية أعادت التوقعات بشأن كيفية تطور الصراع. وأضافت أن المقاومة الشرسة من الأوكرانيين رفعت تكلفة الحرب بالنسبة للجيش الروسي.
وأعلن الجيش الأوكراني على فيسبوك، الأربعاء، أنه منذ بدء الغزو، بلغت خسائر الجيش الروسي نحو 12 ألف شخص و526 مركبة و335 دبابة و123 مدفعية و81 طائرة هليكوبتر.
إذا كانت هذه الأرقام دقيقة، فإن موسكو خسرت ما يقرب من 7 بالمئة من القوات التي حشدتها على الحدود مع أوكرانيا قبل بدء الغزو، وقدرت بنحو 190 ألف جندي.
والثلاثاء، قال مسؤولون استخباراتيون أميركيون كبار إن التقديرات تشير إلى مقتل 2000 إلى 4000 جندي روسي منذ بداية الحرب، حتى التقدير الأميركي يمثل خسارة غير عادية في الأرواح للجيش الروسي.
خلال الحرب الأميركية التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان، مات 2461 جنديًا أميركيًا، وفقًا لإحصاءات وزارة الدفاع الأميركية، وقال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في CNA""، إن الرقم الأميركي ربما يكون أقرب إلى الحقيقة من الرقم الأوكراني، الذي وصفه بأنه "مبالغ فيه". لكنه يرى أن حجم الخسائر الروسية كبير.
وأضاف كوفمان: "نعم، لقد فقدوا الكثير من المعدات لكن لديهم القدرة لاستبدالها"، مشيرًا إلى أن روسيا لا تزال تمتلك مجموعة من أفضل الطائرات والغواصات بالإضافة إلى أسلحة متنوعة أخرى.
وقال فرانسوا هايسبورغ، المحلل السياسي الفرنسي الذي اعتاد تقديم المشورة للرئيس إيمانويل ماكرون بشأن الأمن القومي، إن التقدم الروسي كان محدودًا بشكل مذهل، وأضاف هايسبورغ: "لقد أخذوا عاصمة إقليمية واحدة فقط من بين 26 عاصمة كانت خالية من النفوذ الروسي قبل 25 شباط (فبراير)".