info@zawayamedia.com
عرب وعالم

حرب روسيا أوكرانيا... رأي خاص

حرب روسيا أوكرانيا... رأي خاص

زارني في مكتبي (مكتب جريدة "السفير" في مدينة عاليه) الدكتور الصديق عمر الحلبي وبرفقته خبيرة تغذية من إحدى دول البلقان، وبعد التعارف ومجاملات أخبرتها أنني ماركسي وشيوعي ولينيني، فتغير لون وجهها ولم تنبس ببنت شفة، عندها غمزني الدكتور عمر طالبا تغيير الحديث، فأعلمني أن أهلها قتلوا جميعا بعد الحرب العالمية الثانية، ليضيف أنه تم رميهم من قطار كان يقل منفيين إلى سيبيريا، وأن كل من كان يموت خلال "الرحلة" كان يرمى به من القطار للتخلص من جثته.


هذه الواقعة وغيرها، دفعتني للتفكير "خارج الصندوق"، وتوصلت في مـا بعد إلى قناعة تقول بأنْ لا قيمة للفكر الماركسي إن لم يُحصَّن بقيم إنسانية: حرية، عدالة، مساواة، خير، جمال... إلخ، وأن الشيوعيين مدعوون لتبني نهج فكري وثقافي تنويري، بعيدا من الجمود، أي ثمة ضرورة لإعادة قراءة التاريخ، ما له وما عليه، واستخلاص الدروس من أجل صوغ مشروع يساري عصري جديد يحاكي اللحظة والمتغير في مسار العولمة وما فرضته من تحديات، وحده هذا المشروع يمكن أن يمهد السبيل للتصدي للرأسمال الجشع ولكارتيلات الاحتكار، دولا وشركات، والتصدي كذلك لنهب خيرات الشعوب.
روسيا ليست الاتحاد السوفياتي، بوتين ليس لينين، وما يجري اليوم أن "القطار" الروسي إياه، لا زال يلقي الجثث، واليوم ترمى جثث الشعب الأوكراني على طريق مثقل بإرث تاريخي يراد إسقاطه على الحاضر، وما هو إلا طريق الوهم المحكوم بجنون العظمة وكأن هذا الكوكب قادر بعد على استنساخ طغاة جدد!


ملاحظة: ظهرت هذه المقالة في وقت سابق على حساب الصحافي أنور ضو على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" فاقتضى التوضيح

أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير