لا شيء يتقدم على الإنتخابات النيابية. دخل لبنان عملياً في مدارها، كل القوى تتحضر لخوض الإستحقاق الذي أصبح قائماً ما لم يكن هناك أي تطورات دراماتيكية قد تؤدي إلى تأجيله.
وفيما حضر ملف "الميغاسنتر" الانتخابي على طاولة مجلس الوزراء تم تأجيل البتّ به وسط مخاوف من أن يُتخذ ذريعة لتأجيل الاستحقاق، بالإضافة إلى استخدام ذريعة أخرى تتعلق بتمويل آلية تصويت المغتربين، وآلية نقل الأصوات، إذ تكشف معلومات "الأنباء" الالكترونية أن هناك مطالبة لبنانية بتوفير التمويل اللازم لنقل الأصوات إذ تحتاج العملية إلى 156 ألف دولار اميركي يبحث لبنان عن جهة خارجية لتوفيرها.
وعلى وقع التحضير للانتخابات، لا يزال البحث مستمراً على الساحة السنّية، في ظل عدم تبلور أي موقف واضح حول تشكيل جبهة سياسية قادرة على خوض الإنتخابات بشكل موحد، إذ أن نواف سلام لم يعط الإجابة النهائية والحاسمة حول استعداده لخوض الإستحقاق.
الواقع الإنتخابي انعكس في تيار المستقبل، بعد تقديم نائب رئيس التيار مصطفى علوش إستقالته، وتقول المعلومات إن استقالة علوش جاءت بعد تواصله مع الرئيس سعد الحريري وأبلغه بأنه مقتنع بما يفعله الرئيس فؤاد السنيورة، وإذا كان ذلك يتوجب عليه تقديم استقالته فهو مستعد، ثم سأل علوش الحريري عن تفسيره لصدور بيان من تيار المستقبل يمنع أعضاء التيار من المشاركة في الإنتخابات بينما أحمد الحريري وأحمد هاشمية يعملان على تشكيل اللوائح والتفاوض مع المرشحين. وقد نفى الحريري ذلك، وطلب منه أن ينتظر ويتريث، وأنه سيطلب من الجميع وقف هذه الأنشطة.
وتشير المعلومات أنه على أثر ذلك ادلى علوش بتصريح مؤيد لحركة السنيورة، فعندها صدرت مواقف معارضة له في تيار المستقبل وشنّت حملة عليه، فأعاد علوش التواصل مع الحريري وأبلغه بأنه جاهز لتقديم إستقالته، فأجاب الحريري بأنه في حال كان ينوي تقديم الإستقالة فهو على استعداد لقبولها، فاعتبر علوش نفسه أنه قد قدّم الإستقالة، التي قبلها الحريري وأعلن عن ذلك.
مصادر متابعة كشفّت أن "التوجّه الطاغي اليوم لدى علّوش الترشّح للانتخابات في دائرة طرابلس المنية الضنية، على لائحة بدأت تظهر معالمها، وعلى الأغلب ستضم سامي فتفت، كريم كبّارة نجل النائب محمد فتفت، عثمان علم الدين، عبد العزيز الصمد وهيثم مبيّض".
ولفتت المصادر عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ "ترشّح علوش المحتمل وراءه سببان أساسيان، الأول يكمن في مطالبة القواعد الشعبية الطرابلسية بترشّحه، والثاني في عدم ترك الساحة السنّية في حالة من التفلّت، خصوصاً في ظل المحاولات الكثيرة لاستقطابها لجهات معيّنة، وعدم نيّة الرئيس نجيب ميقاتي على الترشّح حتى الآن"، وشددت المصادر مؤكّدة أن "موقف علوش لن يؤدّي إلى تراجع العلاقة بينه والحريري، بل على العكس، وهو ينبثق من حرصه على حماية الحريري".
كل ذلك يضاف للى المؤشرات المتزاحمة على المشهد الانتخابي العام، والذي بدأ يتبلور في كل الدوائر، حيث ينطلق العد العكسي الى حين اقفال باب الترشح في 15 آذار (مارس) الجاري، ليبدأ حينها حسم اللوائح والتحالفات بشكل نهائي.
الأنباء الإلكترونية