في مقاربة سوريالية لواقعنا الحالي نصل لزاماً إلى قناعة راسخة بأن تشكيل الحكومة ترفٌ لا نستحقه كلبنانيين، ودلعٌ لسنا مؤهلين للتعايش معه، ففي بلد "الدلعونا" حياتنا مُدلَّعة دائماً ولا نتحمل دلعاً "أوفر دوز"، ومن ثم ما زال أمام العهد أكثر من سنتين "ومش ملحوقين"، فلماذا العجلة؟
التأني في تشكيل الحكومة يعكس حرصاً على مناعة لبنان، "الأسطورة السويسرية" في الشرقين الأوسط والأدنى، وفي المدى الحيوي لبحرنا المتوسط، وفي لبنان قامات سياسية لا يُشقُّ لها غبار، نظافة كف، شفافية، عفة وتعفف، شرف وإن كان مبتوراً أو ضائعاً مُضيّعاً، لكنه "شرف" و"يُعتدُّ" به، ومن ثم لا ننسى الكرامة، وأي كرامة؟ وهناك أيضا العنفوان وهو سمة كل مسؤول لبناني توالى على السلطة فقيرا معدماً، وخرج منها عاريا متعاريا لا ما يستر عورته إلا المرافقين والأتباع والتبَّع والتابعين.
في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، تأنوا حتى يصير لبنان "قاعاً صفصفاً، ولسان حال اللبنانيين اليوم "ما في شي حيتغير" مع حكومة أو بدونها، فالبلد أساسا محكوم بتصريف الأعمال الخاصة والعامة، والـ "بين بين"، ولا يسع أي لبناني إلا وأن يقيم الصلاة لمسؤولين يرشحون زيت قداسة... وتعاسة!