يأتي توقيف الناشط السياسي والأستاذ في الجامعة الأميركية مكرم رباح في مطار بيروت، ومصادرة جواز سفره وهاتفه من دون معرفة الأسباب، ومن ثم إخلاء سبيله، بمثابة مؤشر على فساد السلطة بسائر منظوماتها الزبائنية، أوليس كل جهاز ومؤسسة ومرفق عام يعتبر جزءاً من محاصصة مقيتة وسَمَتْ الدولة بالفساد؟
يبدو أن ثمة من يريد استحضار النظام الأمني السوري، باعتباره "نموذجاً مثالياً" للأنظمة "الديموقراطية" في العالم، خصوصاً وأن هذا النظام وغيره من الأنظمة التوتاليتارية، يخاف الرأي الآخر، ويؤثر "تدجين الفكر" سبيلا وحيدا ليبقى ويستمر و"يتناسل" تحاصصا و"هبشا" وسرقات وصفقات.
دولة لم تحاسب سارقاً وفاسداً وناهب أموال الناس، تستقوي على ناشط وأكاديمي، وفيما لبنان صار في قاع الهاوية، لا من يسأل عما آلت إليه أوضاع الناس، جوع وفقر وعوز وفاقة، والسلطة ماضية في غِيِّها، ويبدو أن من يتسنَّمون مواقع ويتولون مسؤوليات خائفون ومرتبكون، فمحاربة الفساد تعني أن جُلَّ هؤلاء، ومن كل الطوائف المذاهب، هم مرتكبون وفاسدون، أخافهم رأي مفكر وتغريدة أستاذ جامعي.
لا يسعنا، إلا أن نؤكد لذوي الجاه الأجوف وأصحاب المروءات الضائعة، أن كل لبناني اليوم هو مكرم رباح، كل ثائر هو مكرم رباح، ولا أحد في التاريخ تمكن من الصمود في وجه رياح التغيير، ودائما ثمة في التاريخ عينه "مزبلة"!