حصل ما حذر منه خبير الطيور والناشط البيئي الدكتور ميشال صوان، وهو خشيته من أن ينال أحد الصيادين من اكتشافه لطائر يمر للمرة الأولى عبر لبنان في نيسان (أبريل) من العام الماضي، كونه قام برصده في موقع يعتبر مقصدا للصيادين العشوائيين، أو القواصين، أو غير القانونيين وهي تسميات مخففة لمجرمي الصيد البري، حيث تمكن أحدهم من اصطياد هذا الطائر النادر.
والطائر المقصود هو الأبلق أبو قلنسوة Hooded wheatearواسمه العلمي Oenanthe monacha، الذي تباهى الصياد م.ن.أ.ع.أ. بأنه لن يعود للظهور مرة أخرى، عبر مجموعات الصيد في لبنان وأخرى في منطقة عكار، موثقا بالصورة اصطياده للطائر النادر، ومعلقا عليها "ما عاد يظهر قوصوا".
وقد كشفت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" هذه الجريمة البيئية في تغريدة كتبت فيها: بنيسان 2021، سجل الخبير البيئي د. ميشال صوان، حضور طائر الـ "أبلق أبو قلنسوة" لاول مرة بلبنان، ومبارح، يتفاخر احد قاطعي الطرق الجَهلة وعدو تراب هالأرض، بقتل هالطير، ما حنقدّر قيمة هالخسارة الاخلاقية والانسانية الا لما نبكي بدل الدموع دم".
وأكدت نحفاوي أنه تم تبليغ وزارة البيئة بهذه الجريمة، ويتم متابعتها عبر المدعي العام البيئي، وسجلت مخالفات عدة، وهي الصيد خارج الموسم، وفي فترة الربيع وتزاوج الطيور، فضلا عن المباهاة بالقتل وعرض الإنجازات "المبهرة" عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وقتل طائر نادر لا يعتبر طريدة صيد، مشيرة إلى أن الجريمة الأكبر، هي بحق الوطن والبيئة، بحرمان لبنان من طائر جديد ربما كان قد بدأ بالتعشيش فيه".
ويعيش هذا الطائر وفقا لصوان ونقلا عن الوكالة الوطنية للإعلام في "الأماكن النائية الجرداء ومجاري المياه الصخرية والأودية العميقة والصحاري ويعشعش في فجوة في الصخر، ويقتات على الذباب والحشرات وطوله في حدود 13,5 سنتيمترًا، أبلق كبير، رشيق، طويل الذيل والأجنحة. المنقار طويل والطيران مرح مثل الفراشة ويذكرنا بخاطف الذباب الأرقط عندما يصطاد فريسته والتي تكون أحيانا عبر هجمات طويلة"، لافتا الى ان "ما يميز الذكر هو اللون الأسود الممتد لمنتصف الصدر، وفي ما عدا الريش الأسود الموجود وسط الذيل، فان كل الذيل تقريبا لونه أبيض مع الزوايا السوداء فقط مما يسهل التعرف عليه. كما ان نهاية ريش الحنجرة والوشاح وغطائيات الجناح السوداء تكون ضاربة للبياض في طيور الخريف واليافعين وكذلك الأجزاء السفلية الخلفية. وتوجد صبغة مصفرة على العجز وجوانب الذيل".
أما بالنسبة إلى الأنثى فأشار إلى انها "رمادية بنية رملية من الأعلى، ويتداخل اللون المصفر للعجز وغطائيات الذيل وأطراف الذيل الذي يكون ريش الوسط فيه وزواياه ذات لون بني داكن، والأجزاء السفلية رمادية ضاربة للبياض وتوجد مسحة مصفرة على جوانب الصدر والخواصر".
وبدورنا، نضع المعلومات المذكورة في المقال، وتلك المذكورة على حساب الناشطة نحفاوي بعهدة المعنيين لإجراء المقتضى القانوني، وتشديد العقوبة بحق الجاني، لعله يرتدع وأمثاله عن القيام بهذه الجرائم التي تستمر في استنزاف كائنات الطبيعة النادرة ومواردها.
