في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا روسيا على الأرض، وفي الجو، وفي البحر الأسود، فإنها تحارب أيضا في الفضاء الإلكتروني.
ومع اندلاع الصراع في جميع أنحاء أوكرانيا، توقع كثيرون أن تتزامن الهجمات العسكرية الروسية بأخرى الإلكترونية، أو حتى تسبق الغزو.
ومع ذلك، لم تظهر حتى الآن أي تقارير عن هجمات كبرى تعطل البنية التحتية، ولكن هذا لا يعني أن الجبهة السيبرانية كانت هادئة، كما يقول تقرير لموقع National Interest الأميركي.
وقال الموقع إن القراصنة الروس نشروا برنامج HermeticWiper، وهو برنامج خبيث يدمر البيانات، على الأرجح في محاولة لعرقلة مواقع وكالات إنفاذ القانون الأوكرانية، والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومواقع الدولة، والتنظيم الاجتماعي. وأضاف أن الأضرار الناجمة عن هذه الحملة كانت كبيرة، ولكن بعيدة عن الضرر المتوقع طوال الأسابيع التي سبقت الغزو، وفيما لا يمكن التأكد من السبب حتى الآن فإن المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة ربما تكون حاسمة.
وأضاف الموقع أن المدافعين الأوكرانيين عن الإنترنت بدوا مستعدين إلى حد كبير للهجمات السيبرانية الروسية حيث قاموا بتحويل حركة المرور إلى مزودي الشبكات الآخرين، وأثبتت كييف أنها مرنة تماما مقابل الهجمات، بحسب قناة "الحرة".
ويقول الموقع إن الكرملين قام فعليا بتفويض عصابة كونتي لانتزاع الفدية، وورد أن قراصنة بيلاروس شنوا حملة ضد أهداف عسكرية أوكرانية.
وفي المقابل، دعت كييف القراصنة المحليين المختبئين عادة إلى المشاركة في الدفاع عن البنية التحتية الحيوية للبلاد، والتجسس على القوات الروسية.
وذهب نائب رئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي في أوكرانيا، ميخائيلو فيدوروف، إلى حد إنشاء قناة على تطبيق تلغرام للإعلان عن الوظائف لأي شخص، أوكراني أو أجنبي، للانضمام إلى المعركة إلى جانب أوكرانيا.
ويشجع الإعلان، الذي يتكرر باللغة الإنكليزية للقراصنة المتعاطفين مع أوكرانيا، على استخدام "أي ناقلات لهجمات الإنترنت أو DDoS"" ضد الشركات والبنوك وكيانات استخراج الموارد الروسية مثل غازبروم، وحتى مواقع الدولة الروسية نفسها.
وتفيد التقارير أن هذه الجهود قوبلت ببعض النجاح، حيث أسقطت موقع الكرملين على شبكة الإنترنت، واخترقت القنوات التلفزيونية الروسية بتشغيل الأغاني الأوكرانية.
وانضمت جماعة "هاكتيفيست" المجهولة إلى المعركة، معلنة أنها "رسميا في حرب إلكترونية ضد الحكومة الروسية".
وتزعم الجماعة أنها اخترقت شركة تترادر البيلاروسية لصناعة الأسلحة، وسرقت 200 غيغابايت من رسائل البريد الإلكتروني، انتقاما لمساعدتها في تقديم الدعم اللوجستي لقوات بوتين.
وعلاوة على ذلك، ادعت أنها اخترقت شبكات البث التلفزيوني الروسية وقامت ببث لقطات صريحة من الخطوط الأمامية، من أجل كسر التعتيم الإعلامي الروسي على أوجه الفشل في الحملة.
ويقول الموقع إن قيام مسؤولين حكوميين بتشجيع قراصنة إنترنت على من بلدانهم إلى دعم أوكرانيا بصفتهم الفردية يشير إلى تطور، بل تصعيد، للصراع السيبراني على مستويات متعددة، قد يستحق لقب الحرب الإلكترونية الحقيقية.
ويختم الموقع بأن هناك شيئا واحدا يبدو مؤكدا، هو أن بوتين، وبعد بداية محرجة لحملته، فإنه سيصعد جهوده للاستيلاء على كييف بأي وسيلة ضرورية.
وفي الوقت الذي يستعد فيه المواطنون من خلال تصنيع زجاجات المولوتوف واستلام البنادق حثت وزارة الداخلية المواطنين على إيقاف تشغيل ميزات تحديد الموقع الجغرافي على أجهزتهم المحمولة خوفا من تعقب الروس لتجمعات المقاتلين المدافعين عن المدن الأوكرانية، وفقا لـ "الحرة".