سلم الشيخ نبيل العياص أمره لله في قضية خسارته 300 قفير نحل في المنطقة الواقعة بين بلدتي سرجبال والجاهلية في قضاء الشوف، إلا أن خلية وحيدة ناجية قدر لها أن تكون الشاهدة الوحيدة على هذه الجريمة التي يندى لها الجبين.
وفي متابعة لمقالنا السابق تحت عنوان ""جريمة غير مسبوقة... تسميم 300 قفير نحل في سرجبال الشوف!"، قال العياص لموقعنا "زوايا ميديا": العوض من عند الله عز وجل، فالخسارة المادية مقدور عليها، إلا أن هذه الجريمة البيئية فلا تعويض لها، ولكن علينا اعتبار المِــحـَن مِــــنـَـحا، وهي فرصة للجميع لتكون هذه الكارثة صدمة إيجابية للتوعية بأهمية البيئة، وهذه الحشرة الكريمة وتوعية للأجيال نحو المحافظة على هذه الحشرة والبيئة".
وأكد العياص أنه "ليس لديه أي شكوك ولا بنسبة 1 بالمئة بأي شخص، فنحن دعاة صلح وتآخي ومحبة، ولا عداوات لدينا مع أحد"، وأشار إلى أن "القفران كانت على ارتفاع بين 300-350 م، وفي منطقة نائية بعيدة عن السكن والطريق العام وتبعد أكثر من 700 م عن الطريق العام، وأن التحليل أفاد بأن المادة السامة قد استخدمت بواسطة مرشة للمبيدات على مداخل الخلايا الـ 300، ما عدا خلية واحدة، قدر الله نجاتها، كونها طردا جديدا ووضعها العمال بين الأشجار، فلم يجدها الجاني".
وقال: "نقدر أن هناك حوالي 50 مليون نحلة قد نفقت، حيث نقدر أن عدد النحل بكل خلية بين 75 و250 ألف نحلة، وكنا نستعد لموسم الربيع لوضع أطر شمع جديدة وطبقات إضافية، لذا فالخسارة مضاعفة للأسف، وأسفنا الثاني أنه لحد الآن لم يتم الكشف عن أمر في قمة الاجرام ويعتبر مرتكبه عبئا على المجتمع".
وختم بأن "أتمنى أن ينكشف الفاعل، لننمي ثمرة الخير، وهي فرصة لنا لنتجه نحو حماية هذا المرفق البيئي الإقتصادي الهام وإنمائه، وتوعية الأجيال القادمة حول أهمية النحل والطبيعة".
وبالتواصل مع وزارة الزراعة، أكد المكتب الإعلامي للوزارة أن "الموضوع اصبح في عهدة القوى الامنية والقضاء المختص، كما وطالبت الوزارة بأعلى درجات القصاص للمرتكبين، تطبيقاً للقوانين المرعية الاجراء".
وهناك سابقة وحيدة في العالم لجريمة مماثلة في النتائج ولكن ليس بعملية تسميم، حدثت في الولايات المتحدة الأميركية في العام 2018، حيث قام ولدان قاصران بعملية تخريب لخمسين قفير نحل في ولاية أيوا ما أدى إلى نفوقها تجمدا، وقد واجه القاصرين حكما بالسجن لفترة عشر سنوات وغرامة تقدر بعشرة آلاف دولار، إلا أن سياسة الولاية، لا تسمح بكشف الفاعلين أو الحكم عليهما
ويواجه النحل بأنواعه خطر الإنقراض وخصوصا بسبب استخدام المبيدات السامة ولا سيما تلك من مجموعة neonicotinoids.