info@zawayamedia.com
علوم

شمع الأذن لقياس تركيز هرمون التوتر Cortisol المزمن؟

شمع الأذن لقياس تركيز هرمون التوتر Cortisol المزمن؟



لطالما نصح الأطباء بعدم إزالة شمع الأذن باستخدام مسحات قطنية لأنها قد تسبب ضرراً في طبلة الأذن الحساسة، ولكنهم قد يطلبون من مرضاهم قريباً إستخدام جهاز Trears لجمع شمع الأذن. لماذا؟


الـــ Trears هو جهاز جديد طوره فريق من الباحثين من المملكة المتحدة وتشيلي وألمانيا لأخذ عينات شمع الأذن الذاتيّة في المنزل دون إشراف طبي، ولكن الهدف الرئيسي هو إجراء فحوصات مخبريّة. فقد تم إختبار الجهاز لجمع عينات من شمع الأذن وقياس مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول" (Cortisol) المرتبط بشكل مباشر بالعديد من الأمراض، وكذلك بالقلق والإكتئاب.


أكثر دقة


على الرغم من أنه يمكن قياس الكورتيزول في عينات من مصادر أخرى بما في ذلك الدم أو البول أو اللعاب أو الشعر، فإن هذه العينات توفر فقط لمحة موجزة ومعزولة عن مستويات الكورتيزول، خصوصاً وأن هذا الهرمون يتميّز بتقلباته السريعة التي تسببها عوامل متعددة مثل الإجهاد المحلي والنظامي والعوامل غير المرتبطة بالتوتر.


لتطوير وإختبار Trears، قام فريق البحث بقياس مستويات الكورتيزول في 37 مشاركاً. كانت العينات المستخدمة عبارة عن شمع الأذن الذي تم جمعه باستخدام Trears وشمع الأذن الذي تم جمعه بإستخدام الإجراء السريري الشائع، بالإضافة إلى الشعر والدم.


ووجدت نتائج البحث المنشورة في مجلة Heliyon أن عينات شمع الأذن تحتوي على الكورتيزول بنسب أعلى من تلك الموجودة في عينات الشعر، وليس ذلك فحسب، بل ويمكن أن توفر طريقة أكثر دقة لقياس تركيز الكورتيزول المزمن. وعلى الرغم من أن مستويات أعلى للكورتيزول سجلت في عينات الدم، إلّا أن العينات "قصيرة المدى" ليست الأنسب لتعكس تركيز الكورتيزول المزمن.


قياس مستويات الغلوكوز


لذلك، خلصت الدراسة إلى أن قياس تركيز الكورتيزول في صمغ الأذن بإستخدام التقنية الجديدة في جمع العينات هي الأفضل والأوفر والأقل تأثراً بعوامل أخرى مثل إستهلاك الكحول والأحداث المجهدة المؤقتة.


كما يدرس فريق البحث أيضاً إمكانية إستخدام عينات شمع الأذن لقياس مستويات الغلوكوز (Glucose) لمراقبة مرضى السكري، أو حتى قياس مؤشرات حيوية أخرى، مثل الأجسام المضادة لـكوفيد-19 (COVID-19).


ومع ذلك، ومثل أي دراسة أخرى، يجب تقييم النتائج التي تم الوصول إليها بدقة، خصوصا وأن عدد المشاركين كان ضئيلاّ نسبياًّ، وأن مختبرات مختلفة قامت بقياس مستويات الكورتيزول في العينات، ولم يتم تسجيل كافة المعلومات عن المؤشرات التي تؤثر على مستويات الكورتيزول، والأهم من ذلك، أن بعض الباحثين المشاركين ساهموا في تمويل الدراسة.