منذ اكتشافه لأول مرة في العام 1981، تم تسجيل أكثر من 36 مليون حالة وفاة بالإيدز في جميع أنحاء العالم، واعتبارا من عام 2020، كان هناك حوالي 37 مليون شخص يعيشون مع المرض، بشكل أساسي في شرق وجنوب إفريقيا، وبعد أكثر من 4 عقود، بدأت شركة موديرنا التجارب السريرية البشرية للقاح تجريبي مضاد لفيروس نقص المناعة، باستخدام نفس النوع من تقنية mRNA الموجودة في لقاح COVID-19 الناجح من موديرنا Moderna، حسبما أعلنت شركة الأدوية هذا الأسبوع.
ووفقا لتعريف منظمة "الصحة العالمية"، فإن فيروس نقص المناعة البشري أو متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة "الإيدز" هو عبارة عن مرض تحدث الإصابة به بسبب فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، والذي يستهدف جهاز المناعة ويضعف أنظمة الوقاية والدفاع الخاصة بالأفراد ضد حالات العدوى وبعض أنواع السرطان، وقد تمكن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) لمدة 4 عقود،من تفادي محاولات جهاز المناعة لتدميرها. لم يتمكن العلماء من تطوير لقاح، على الرغم من أنهم حققوا تقدمًا في العلاجات، مثل الحقن طويلة المفعول للوقاية والعلاج قبل وبعد التعرض. يمكن أن يؤدي فيروس نقص المناعة البشرية إلى الإيدز، والذي يمكن أن يكون قاتلاً.
بدوره، قال رئيس شركة موديرنا، ستيفن هوغ، إنه "يسعدنا جدا تطبيق تقنية mRNA في تلبية احتياجات الصحة العامة غير الملباة في جميع أنحاء العالم، وتحديدا في وضع حد لفيروس نقص المناعة البشرية"، دون أن يوضح الفرق بين الجرعتين.
وتقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (mRNA) استخدمت من قبل شركتي "موديرنا" و"فايزر" لتصنيع لقاحيهما المضادين لفيروس كورونا المستجد.
و"الحمض النووي الريبوزي المرسال" هو عبارة عن جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات.
وقد تم تصميم اللقاح لحث خلايا الدم البيضاء على التحول إلى أجسام مضادة يمكنها تحييد فيروس نقص المناعة البشرية، حسبما ذكرت شبكة ABC News كما تجري دراسة حقنة معززة للعمل مع لقاح فيروس نقص المناعة البشرية، بينما تعتمد اللقاحات التقليدية على مبدأ الفيروسات المعطلة، وتدرب هذه اللقاحات الجسم للتعرف على "المستضدات"، وهي بروتينات ينتجها الفيروس، ومن شأن ذلك أن يفعّل استجابة جهاز المناعة عند مواجهة الفيروس فعليا، بحسب فرانس برس.
وتنقل لقاحات الحمض النووي الريبوزي "المرسال" تعليمات جينية لإنتاج هذه المستضدات مباشرة في الخلايا، ويتحول جسم الإنسان إلى مقر لإنتاج اللقاحات.
وقالت الشركة في بيان صحفي إن اللقاحات الأولى أعطيت يوم الخميس في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية واشنطن. وسيتم إجراء تجارب المرحلة الأولى أيضًا في عيادة الأمل في مركز إيموري للقاحات في أتلانتا، ومركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، ومركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو.
وقال البيان إن 56 من البالغين الأصحاء غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يشاركون في التجربة السريرية، حيث حصل 48 منهم على جرعة واحدة أو جرعتين من لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال، و 32 حصلوا أيضًا على جرعة معززة، ثمانية أشخاص سيحصلون على الجرعة المعززة فقط. ستتم مراقبة كل منهم لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد تلقي جرعة نهائية.
وقد تم تطوير المستضادات immunogens - التي تثير استجابة مناعية - التي يتم اختبارها بواسطة مبادرة لقاح الإيدز الدولية (IAVI) وأبحاث سكريبس، وقال البيان الصحفي إنه سيتم إعطاءها للمرضى باستخدام نفس تقنية messenger RNA (mRNA) في لقاح COVID-19 الناجح من موديرنا.
حوالي 1.2 مليون شخص في الولايات المتحدة أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية في نهاية عام 2019، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتم تشخيص أكثر من 36000 شخص في عام 2019، وتقول منظمة الصحة العالمية إن 37.7 مليون شخص في العالم أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2020.
من جهته، قال مارك فاينبرغ، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة IAVI، في البيان الصحفي: "نحن متحمسون للغاية لدفع هذا الاتجاه الجديد في تصميم لقاح فيروس نقص المناعة البشرية من خلال منصة mRNA الخاصة بشركة Moderna". "لقد كان البحث عن لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية طويلًا وصعبًا، وامتلاك أدوات جديدة من حيث المستحضرات المناعية والمنصات يمكن أن يكون المفتاح لإحراز تقدم سريع نحو لقاح فعال لفيروس نقص المناعة البشرية مطلوب بشكل عاجل".