بدعم من جمهور ملبورن الصاخب، انتزع رافائيل نادال Rafael Nadal المصنف السادس للفوز على ملعب رود لافر أرينا في ملبورن في نهائي مثير لبطولة أستراليا المفتوحة، وبعد 5 ساعات و24 دقيقة من اللعب، مقدما إحدى أفضل مبارياته، وكان دانيل ميدفيديف Daniil Medvedev، بطل الولايات المتحدة المفتوحة، يتجه للفوز بلقبه الكبير الثاني على التوالي، وبعد أن كان ميدفيديف (25 عامًا) في الصدارة، قبل أن يكافح نادال من أجل تحقيق فوز استثنائي، وباللقب 21 في البطولات الأربع الكبرى للرجال وبعد الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي لمدينة ملبورن.
كان الإسباني البالغ من العمر 35 عامًا في قلب بعض الانتصارات الرياضية الأكثر روعة - لكن هذا بالتأكيد يعتبر أكثر انتصارات غراند سلام المدهشة في مسيرته اللامعة.
في غياب اللاعب الصربي الذي تم ترحيله نوفاك ديوكوفيتش Novak Djokovic(بسبب عدم حصوله على لقاح كورونا)، والمصاب روجر فيدرر Roger Federer في ملبورن، تقدم نادال بفارق واحد عن منافسيه الكبار في السباق لينتهي بمعظم ألقاب فردي الرجال، ويأتي إنجاز نادال بعد أشهر قليلة فقط من اعتقاده أنه لن يتمكن من العودة إلى الجولة ومن انتهاء مسيرته بسبب إصابة في قدمه..
وقال بعد استلامه الكأس: "إنه بلا شك أحد أكثر المكاسب عاطفية في مسيرتي".
اقتصرت القضية على مشاركته في بطولة واحدة فقط في الأشهر السبعة الأخيرة من عام 2021، بينما تركته نوبة من فيروس كورونا في منتصف كانون الأول (ديسمبر) "مريضًا جدًا بالحمى".
كانت تلك الانتكاسات تعني أن بطولة أستراليا المفتوحة كانت ثاني حدث تنافسي لنادال في خمسة أشهر، بعد أن فاز ببطولة إحماء في ملبورن بارك في وقت سابق في كانون الثاني (يناير).
وحسم نادال الفوز بعد خمس ساعات و 24 دقيقة - وفي الساعة 01:11 بالتوقيت المحلي في ملبورن، بنتائج للأشواط 2-6 و6-7 (5-7) و6-4 و6-4 و7-5، وبعدما لم يتمكن ميدفيديف من تسديد كرة في الشباك على أول نقاط المباراة الثلاث للاسباني، وفي مباراة مليئة بالإثارة، كان نادال يحتاج إلى نقطتين لحصد اللقب، لكنه خسر إرساله بعدما تقدم 5-4 في المجموعة الأخيرة، لكنه عاد واستعاد قوته وكسر إرسال ميدفيديف، ثم فاز بالشوط الأخير دون خسارة أي نقطة لتنتهي المعركة.
ويأتي هذا الفوز بعد أقل من ثلاث سنوات من التفوق على اللاعب الروسي في خمس مجموعات بنهائي أميركا المفتوحة 2019.
وألقى نادال مضربه على الأرض وأمسك برأسه بقوة، ثم ضرب كرة التنس بعيدا ، ووقف بلا حراك ويداه على وركيه، وبعد عناق دافئ مع ميدفيديف، وسار نحو فريق الدعم الخاص به محتفلا بصخب داخل الملعب، وأوضح احتفال نادال فرحه الكبير بعد العقبات التي تغلب عليها خلال الفترة الماضية للفوز.
وبعد الخسارة في النهائي أربع مرات في 2012 و2014 و2017 و2019، وصل نادال أخيرا إلى لقبه الثاني في ملبورن بارك، وبعد 12 عاما من انتصاره على فيدرر في نهائي 2009.
في مسيرته سابقا، فاز نادال بثلاث مباريات فقط من مجموعتين أخيرتين وآخرها في ويمبلدون عام 2007 ضد الروسي ميخائيل يوزني Mikhail Youzhny.
وغاب نادال عن بطولة ويمبلدون الماضية بسبب الإرهاق ثم ابتعد عن أميركا المفتوحة بسبب إصابة في القدم، وكان على وشك الاعتزال قرب نهاية 2021، لكنه كان سعيدا لمجرد المشاركة في ملبورن هذا العام.
ونجح نادال في خوض سبع مباريات قوية ليصبح رابع رجل يحرز لقبين على الأقل في كل مسابقة من البطولات الأربع الكبرى بعدما فعلها ديوكوفيتش ورود ليفر وروي إيمرسون.
والآن وقبل أي وقت مضى، ربما يتحسر ديوكوفيتش المصنف الأول عالميا على إخفاقه في الدفاع عن لقبه في ملبورن بعدما رفض الحصول على التطعيم ضد كوفيد-19.
بعد ذلك، شكر ميدفيديف فريقه، وقال مازحا: "أنا متأكد من أن زوجتي تشاهدني في المنزل، لكني أعتقد أن التلفزيون قد تكسر الآن".