عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن أو الحفاظ عليه، بالطبع، فإن ما تأكله أمر بالغ الأهمية، وتشير بعض الأبحاث إلى أن وقت تناول الطعام مهم أيضًا. لكن دراسة جديدة في مجلة Scientific Reports تشير إلى أن عنصرًا كبيرًا آخر من عادات الأكل الخاصة بك يمكن أن يساعد: وهي مضغ الطعام بشكل أبطأ.
لتحديد الآثار المحتملة للمضغ البطيء، طلب الباحثون من 11 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة وذوي وزن طبيعي إجراء ثلاث تجارب: شرب الطعام السائل بشكل طبيعي كل 30 ثانية، وشرب الطعام السائل مع الاحتفاظ به في أفواههم لمدة 30 ثانية قبل البلع، ومضغ الطعام. لمدة 30 ثانية قبل البلع.
أدت الأساليب الثلاثة جميعها إلى نفس المستوى من الشبع، ولكن اتضح أن المضغ البطيء فريد من نوعه، لأنه زاد مما يسمى "التوليد الحراري الناجم عن النظام الغذائي" diet-induced thermogenesis، أوDIT ، يشير هذا إلى مقدار الحرارة التي يولدها الجسم بعد تناول الطعام وكيف تؤثر على معدل الأيض. يميل المستوى المنخفض من DIT إلى تعزيز زيادة الوزن، بينما يؤدي المستوى المرتفع إلى تأثير معاكس.
على الرغم من أنه قد يبدو إجراءً سخيفا وصغيرا، إلا أن زيادة المضغ بين المشاركين أدت إلى زيادة DIT لديهم ولاحظ الباحثون أن الاختلاف في كل وجبة أو وجبة خفيفة قد يكون صغيرًا، لكن التأثير التراكمي الذي يحدث في كل مرة تأكل فيها قد يكون كبيرًا.
على الرغم من أن الدراسة بها قيود، استنادًا إلى حجم العينة الصغير، إلا أنها ليست أول من يربط بين الأكل البطيء وفقدان الوزن أو المحافظة عليه، على سبيل المثال، وجدت تجربة سريرية نُشرت في مجلة أكاديمية التغذية وعلم التغذية Academy of Nutrition and Dietetics أن زيادة عدد المضغ قبل البلع، يقلل من حجم الوجبة جزئيًا لأن الناس يأكلون لفترة أطول، وهذا أدى إلى تناول كميات أقل.
تشير دراسة أخرى في Frontiers in Psychology إلى أنه قد يكون هناك عنصر نفسي أيضًا، في هذا البحث، أظهر المشاركون الذين أولوا اهتمامًا أكبر للمضغ تغيرًا في دوائر المكافأة reward circuits في الدماغ، مما أدى إلى سلوكيات أكل أقل اندفاعًا.
من الفوائد الأخرى للأكل البطيء أن تصبح أكثر وعيًا بما تأكله، والاستمتاع ببساطة بالطعم والنكهة أكثر، كما تقول اختصاصية التغذية في نيويورك فانيسا ريسيتو Vanessa Rissetto، المؤسس المشارك لشركةCulina Health، وتقول إنه من الممكن أن تشعر بالإرهاق عند محاولة تناول كل قضمة باهتمام شديد، ولكن مثل تمرين التأمل، ابدأ بمحاولة متواضعة.
على سبيل المثال، حاول الانتباه إلى قضمات طعام ثلاث، بينما تعمل على إدخال واتباع هذه الإستراتيجية في تناول الطعام بشكل متكرر، فمن المرجح أن تتطرق إلى هذا السؤال الكبير الآخر حول الطعام، والذي يمكن أن يساعدك على تحسين عاداتك الغذائية، بهدف تحقيق أهدافك في إنقاص الوزن.
وتطلب ريسيتو أن يتساءل المرء: "هل تأكل لأنك جائع بالفعل، أم لأنك تشعر بالملل أو التوتر أو التعب؟"، وأنه "هل تتغذى في دوامة العادات هذه حيث يشعرك أحد العناصر السكرية بشعور جيد، لذلك عليك فقط الحصول على واحدة وكأنك تعمل في وضع الطيار الآلي أي بطريقة أوتوماتيكية؟ إن فهم سبب تناولك للطعام يحدث فرقًا كبيرًا"، وتضيف أنه "مع هذا القدر من الوعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عادات غذائية صحية دون الشعور بالحرمان على طول الطريق".