info@zawayamedia.com
بيئة

هواة جمع نبات معمر معاصر للديناصورات يساهمون بدفعه للإنقراض!

هواة جمع نبات معمر معاصر للديناصورات يساهمون بدفعه للإنقراض!

يحذر محللو الجرائم البيئية من أن نبات معمر معاصر للديناصورات تتعرض للانقراض بسبب هواة جمع متحمسين، يبذلون الغالي والرخيص للحصول عليها.


فقد حذر محللون في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود (GITOC) أو Global Initiative against Transnational Organized Crime، من "الصيد الجائر" poaching للسيكاسيات (السيكادا) Cycad، وهي نبات "ما قبل التاريخ" ومن أقدم نباتات البذور gymnosperms  في العالم، إذ تعود مستحاثات تمثل هذه الأنواع إلى أوائل العصر البرمي  Permian أي إلى قبل أكثر من 280 مليون عام، والمعرضة للإنقراض على قدم المساواة مع وحيد القرن والفيلة.


ويتم إخفاء هذه التجارة غير المشروعة داخل سوق قانوني للأصناف المزروعة، مما يوفر غطاءًا للمتاجرين وجامعي الثروات الأثرياء الذين يرغبون في زرع السيكاسيات النادرة في حدائقهم، وقال أحد المصادر لشبكة محللي الجريمة ومقرها جنيف: "إن امتلاك سيكادا نادرة يظهر الثروة والذكاء بطريقة لا يظهرها امتلاك السيارات الفاخرة".


ويتم الخلط بين هذه الأشجار وأشجار البلح، وثمة أشجار مؤنثة، وأشجار مذكرة من هذه النباتات، حيث تحمل المؤنثة الأكواز وتشبه أكواز أشجار الصنوبر وتحتوي البذور، بينما تحمل الأشجار المذكرة أكوازا تحتوي حبوب اللقاح، وتتطلب نوعا معينا من الحشرات لتلقيحها.


محبوبة حتى الموت


وتعد جنوب إفريقيا نقطة ساخنة لتنوع نبات السيكاد، حيث يوجد 38 نوعًا - 29 منها لا توجد في أي مكان آخر في العالم. الآن، وهي معرضة لخطر أن تكون "محبوبة حتى الموت" حيث انقرض بالفعل ثلاثة أنواع  في البرية كما أن نصف تلك الأنواع التي بقيت تتجه نحو نفس المصير، وفقًا لأحدث تقييم للمخاطر لهذه المبادرة العالمية، ويتم حفظ أندر أشجار السيكاد في قفص في حديقة كيب تاون للنباتات لمنع صيادي النبات من حفرها، بعد غارة على أشجار السيكاد في عام 2014.


تتمتع النباتات بنوع من الجاذبية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، مع وجود مخاريط بذور ضخمة وقاعدة قوية؛ ويمكنها العيش لألف عام من خلال إنتاج فروع جديدة من قواعد جذوعها أيضا.


وقال الباحث دانيال ستيلز لـ "يورونيوز غرين": "بعضها جذاب للغاية، لا سيما عندما تكون موضوعة في حدائق ذات مناظر طبيعية، وعادة ما يكون لهؤلاء المقتنين حدائقهم الخاصة"، وقد قام ستيلز وهو محقق للتجارة غير المشروعة في الحياة البرية بزيارة عدد من هؤلاء في جنوب إفريقيا.


لكنها في الحقيقة حلقة مفرغة تحيق بالسيكاسيات، يشرح ستيلز أنه كلما ندر وجودها في البرية، زادت قيمتها، وأصبح هوسًا مشابهًا لما يحدث في حالة أزهار الأوركيد النادرة.


من بين أكثر من المئات من السيكاسيات التي صادرتها الشرطة في مقاطعة الكاب الشرقية على مدار السنوات القليلة الماضية، كان كل واحد منها مدرجًا في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي  International Union for the Conservation of Natureللحفاظ على الطبيعة، "مما يدل على تفضيل السوق الواضح للأنواع المهددة بالانقراض".


كيف يعمل السوق غير القانوني؟


لم يبطئ الوباء جرائم صيد النباتات النادرة مثل السيكادا، فقد سُرقت "سيكاسيات" تبلغ قيمتها حوالي مليون دولار أميركي (880 ألف يورو) في ستة أشهر فقط من العام 2021، وفقًا للسلطات في ويسترن كيب.


تقول المبادرة العالمية إن القليل جدًا من هذه الأموال يصل إلى الأشخاص المسؤولين عن جمع هذه النباتات، أفاد بعض الصيادين أنهم تم توظيفهم بناءً على ادعاءات كاذبة – أي "قطع بعض الأشجار"، كما قال أحد الصيادين المسجونين لـ TRAFFIC (وهي منظمة تعمل على الحد من التجارة بالحياة البرية) - ويكسبون ما يزيد قليلاً عن 35 يورو لكل مرة.


إلا أن الصيادون الأكثر خبرة تحولوا إلى موظّفين، حيث يستخدمون أشخاصًا آخرين لقطع السيكاسيات، وأشار ضابط شرطة متقاعد إلى أن "الجامعين الأثرياء" في مقاطعة غوتنغ، التي تضم جوهانسبرغ وبريتوريا، يدفعون بالطلب على هذه الأشجار النادرة.


ويقوم بعض المشترين يعملون على "تبييض" تجارة هذه النباتات من خلال مشاتلهم، بدعوى أنها قد تم تكاثرها هناك مما يمكنهم من شراؤها أو تصديرها بشكل قانوني.


وللأسف، يبرر التجار دورهم بالقول إنه إذا تُركت النباتات في البرية، فسيتم حصادها لبعض العلاجات، كما تقول المبادرة العالمية، لكن سوق الأدوية أصغر بكثير وأقل ضررًا لنبات السيكاد من هذه التجارة الجائرة.


وقد تم تزويد الأشجار بشرائح إلكترونية Micro-chip كما جرى رشها بطلاء غير مرئي، إنما هذه الإجراءات لا تردع "الصيادين"، الذين ظلوا متقدمين على السلطات بخطوة من خلال فحص النباتات بالأشعة السينية واستخراج الشرائح.


وقد اكتشف باحثون من جامعة كيب تاون أسلوبًا موثقا أكثر عبر تحديد عمر السيكاسيات البرية باستخدام التأريخ بالكربون المشع الذي يعطي طابعًا "محليًا للغاية" عن المكان التي نشأت فيه.


لكن منع "الصيد الجائر" للسيكاسيات في المقام الأول لا يزال يمثل مشكلة شائكة، يقترح ستايلز أن "أندر الأنواع يمكن العمل على إكثارها بواسطة منشأة غير تجارية وإتاحتها للشراء بأسعار معقولة، وقال في هذا المجال، "في نهاية المطاف، سيكون لدى الجامعين أنواعًا خاصة بهم ما يكفي بحيث لا توجد أنواع نادرة في أي مكان، باستثناء البرية، لماذا تشتري شجرة مسروقة من البرية بأسعار مرتفعة، بينما يمكنك الشراء بتكلفة معقولة في مكان آخر؟ "


السيكاسيات ليست من الأنواع الأساسية ولن يكون لانقراضها تأثير كبير على النظام البيئي، لكن لها قيمة جوهرية، ويضيف ستايلز "إن فقدان هذا (الديناصور الحي في عالم النبات) سيكون عارًا رهيبًا على البشرية".

هواة جمع نبات معمر معاصر للديناصورات يساهمون بدفعه للإنقراض! 1 هواة جمع نبات معمر معاصر للديناصورات يساهمون بدفعه للإنقراض! 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: