info@zawayamedia.com
لبنان

المطران عودة: المغامرة باستقرار البلد جريمة

المطران عودة: المغامرة باستقرار البلد جريمة


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، في حضور حشد من المؤمنين.


بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران عودة عظة، قال فيها: "إن ما يحدث في بلدنا الحبيب هو العمى بذاته، لكن العميان عندنا لا يلجأون إلى الرب لينير عيونهم وعيون ضمائرهم، بل يتلطون خلف المظاهر الإنسانية والتسميات الدينية والمطالبة بحقوق الطوائف، لا محبة بأبناء الإيمان، بل خدمة لمصالحهم الشخصية. لهذا، يطبق على قادتنا ما قاله الرب للنبي إشعياء: غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه واطمس عينيه، لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه، ويرجع فيشفى (إش 6: 10). كلما أراد المسؤولون الإستفادة شخصيا يسمعوننا الكلام الطائفي المحرض أو المفرق. الله يجمع ولا يفرق. الدين محبة لا تفرقة فيه، فلا تستخدموه إلا للاقتراب من الرب، وطلب الغفران منه على ما اقترفتم بحق الشعب.


الأسبوع الماضي فرح البعض لأن الحكومة ستعود للعمل من أجل تسيير أمور الناس. أليس الطبيعي أن تجتمع الحكومة وتستميت في خدمة الشعب عوض جعله رهينة ومطية للمصالح والأهواء؟ أليس طبيعيا أن تكون اجتماعاتها مفتوحة في هذه الفترة العصيبة الحرجة، وألا تهمل أي تفصيل يساهم في إنهاض البلد وإنقاذه؟ طبعا نأمل أن تجتمع الحكومة باستمرار، وأن تعمل من أجل إنقاذ ما تبقى من الشعب في أرض الوطن، أو ما تبقى منه حيا يرزق بعد أن فقدت مقومات الحياة في البلد، ولم يتبق شيء يذكر. وعوض بحث بعض الأمور، عليها البحث في كل الأمور ومعالجتها بأقصى سرعة. كما نأمل ألا يسود قانون الغاب حيث يحصل الأقوى على ما يريده، ويأكل الأضعف، بل أن يدار البلد بحكمة وتعقل وشفافية وضمير حي، وبحسب ما يمليه دستور البلد وقوانينه لا مصالح الأفراد أو الجماعات. إن قيام المسؤول بمهامه، ومنها حضور جلسات مجلس الوزراء والمشاركة في إنقاذ البلد، يجب ألا يكون خيارا يتخذه بل واجبا يحتمه الحس الوطني والمسؤولية. إن المصلحة الوطنية هي الحد الذي تتوقف عنده الأنانيات والمصالح. أما المغامرة باستقرار البلد فهي جريمة، لذلك فإن المطلوب عمل إنقاذي سريع قبل فوات الأوان".


وختم عودة: "دعاؤنا أن يحفظ الله أبناء هذا البلد الحبيب من كل مكيدة وشر، وأن يمنحهم الإستنارة كي يعرفوا أخطاءهم ويحسنوا الطلب إلى الله العطوف، الذي لا يهمل طلبة البار، ويستجيب دعاء الصادقين. فكما قال للأعمى: إيمانك قد خلصك، هكذا إيماننا بالله الذي يشدد انتماءنا إلى الوطن هو سبيلنا إلى الخلاص. كما نسأله أن يلهم هذا الشعب الطيب لكي يحسن اختيار ممثليه، لأن الوقت حان لإجراء تغيير حقيقي يقود البلد إلى حيث يطمح شعبه ويستحق. شددكم الرب وأناركم وبارك حياتكم، آمين".

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: