اكتشف باحثون في العلوم البحرية شعابا مرجانية عملاقة "عذراء" (لم يكتشفها أحد من قبل) بطول 3 كيلومترات (ميلين) على أعماق 30 مترًا (100 قدم) قبالة سواحل تاهيتي، في بولينيزيا الفرنسية.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، التي قادت البعثة، إنها واحدة من أكبر الاكتشافات في هذا العمق، وقال الدكتور جوليان باربير Dr Julian Barbiere، من اليونسكو، إنه ربما كان هناك الكثير من هذه النظم البيئية التي "لا نعرف شيئًا عنها"، وقال "يجب أن نعمل على رسم خرائط لها وحمايتها".
منطقة الشفق Twilight zone
وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي Audrey Azoulay، إن هذا الاكتشاف "الرائع" وسع نطاق معرفتنا بـ "ما يكمن تحت".
تم العثور على الشعاب المرجانية في تشرين الثاني (نوفمبر)، خلال رحلة استكشافية للغوص إلى عمق يعرف باسم "منطقة الشفق" في المحيط - وهي جزء من مهمة رسم خرائط لقاع البحار العالمية.
قال المصور الفرنسي تحت الماء، أليكسيس روزنفيلد Alexis Rosenfeld، الذي وثق هذا الإكتشاف بالصور إنه كان "من السحري مشاهدة الشعاب المرجانية الوردية العملاقة والجميلة الممتدة على مد البصر"، واضاف "كان مثل عمل فني".
وتعد الشعاب المرجانية من أكثر النظم البيئية المعرضة للتهديد في المحيط - وهي عرضة للتلوث وارتفاع درجات حرارة البحر والتغير في الكيمياء الناجم عن ذوبان انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في المياه.
قال عالم البحار البارز من جامعة إدنبرة، البروفيسور موراي روبرتس Murray Roberts، "إن هذا الاكتشاف أعاد إلينا الفكرة بمقدار ما لا يزال يتعين علينا تعلمه عن المحيط"، وأضاف: "ما زلنا نربط الشعاب المرجانية بأكثر البحار الاستوائية ضحالة، ولكن هنا نجد نظامًا ضخمًا للشعاب المرجانية لم يكن معروفًا من قبل"، وتابع: "نظرًا لأن المياه الضحلة دافئة بشكل أسرع من المياه العميقة، فقد نجد أن أنظمة الشعاب المرجانية العميقة هذه هي ملاجئ للشعاب المرجانية في المستقبل. نحتاج إلى الخروج إلى هناك لرسم خريطة لهذه الأماكن الخاصة، وفهم دورها البيئي والتأكد من حمايتها للمستقبل . "
وأشار إلى أنه "لا يوجد حاليًا دليل على تضرر هذه الشعاب المرجانية من جراء تلك الضغوط، فعمقها غير المعتاد كان أحد أسباب بقائها في مثل هذه الحالة الجيدة جدًا".
وقال لبي بي سي BBC نيوز: "بشكل عام نجدها في أعماق ضحلة، لأن الطحالب التي تعيش داخل أجسام الشعاب المرجانية وبعلاقة تكافلية تحتاج إلى ضو، وبينما تعتبر هذه الشعاب المرجانية عميقة بشكل غير عادي، لا يزال هناك ضوء في المحيط في منطقة الشفق لكي تعيش طحالبها،"لذا فإن المرحلة التالية هي العثور على الأنواع التي تعيش حول هذا النوع من الشعاب المرجانية"
وأشار إلى "إننا هنا في جزء من المحيط أبعد عن اليابسة، لذلك هناك القليل من الرواسب التي تنتهي في المحيط هنا، وقال الدكتور إن "هذا الاكتشاف قدم نظرة ثاقبة مهمة في التنوع البيولوجي للمحيطات"، وأضاف "نعلم أن حوالي 25 بالمئة من الأنواع البحرية يمكن العثور عليها في الشعاب المرجانية، والأشهر القادمة ستشهد المزيد من الإكتشافات".
وقالت الدكتورة لاتيتيا هيدوين Laetitia Hedouin، وهي من الغواصين المتخصصين، من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي: "نتوقع أن يستغرق نمو شعاب مثل هذه وان تتطور بهذا الشكل حوالي 25 عامًا، كما ونعتقد أن الشعاب المرجانية العميقة قد تكون محمية بشكل أفضل من الإحتباس الحراري، لذا فإن اكتشاف هذه الشعاب المرجانية في مثل هذه الحالة البكر هو خبر سار ويمكن أن يلهم الحفاظ عليها في المستقبل".
بتصرف عن BBC, New Scientist
الصور: Alexis Rosenfeld
