نظم البنك الدولي لقاء افتراضيا جمع خبراء ورواد أعمال تناول فيه الزراعة المائية وتربية الحشرات كحل اقتصادي دائري مستدام لمشكلة الغذاء في العالم وخصوصا في أفريقيا.
فمع أكثر من ملياري شخص يتغذون على الحشرات وأكثر من 2100 نوع من الحشرات التي يمكن تناولها، توفر حلول الزراعة المستدامة هذه مع الزراعة المائية أكثر من 15 مليون وظيفة جديدة في أفريقيا وحدها، ومستقبلا للغذاء في العالم وفق وسم "هاشتاغ" #Futureoffood
ويوجد في إفريقيا بالفعل مزارع للزراعة المائية وأكثر من 850 مزرعة للحشرات تنتج الغذاء والأعلاف. لكن هذا القطاع لا يزال في مهده، مع إمكانية خلق ملايين الوظائف، بما في ذلك للنساء والشباب، إذا تم توسيع نطاقه في إفريقيا وخارجها.
ويوفر الاقتصاد الغذائي الدائري الجديد المبني على الزراعة المائية Hydroponic التي تستخدم كميات أقل بكثير من المياه ممن الزراعة التقليدية، مجالا هاما في المناطق التي تعاني شحا في المياه، وبالمقابل فتربية الحشرات توفر البروتين للبشر وبديلا هاما للعلف للحيوانات، فضلا عن تحويل النفايات العضوية إلى سماد عضوي عالي الجودة، لا بل يمكن باستخدام الحشرات المناسبة تقديم حلول للنفايات العضوية، التي تعمل بعض هذه الحشرات على تحويلها إلى سماد عضوي.
وإحدى هذه الشركات الأفريقية هي Insectipro من دولة كينيا kenya، حيث تحدثت رئيسة الشركة التنفيذية ومؤسستها Talash Huijbers في الفيديو التثقيفي حول تجربة شركتها في استخدام الحشرات بطرق مبتكرة لإنتاج علف ومنتجات غذائية أكثر استدامة، وهي بذلك تحقق 4 أهداف مختلفة من أهداف التنمية المستدامة، وهي الهدف الثاني بالقضاء التام على الجوع وسوء التغذية، عبر إنشاء مصادر غذاء بديلة ذات جودة أعلى وبأسعار معقولة، والهدف التاسع وهو الصناعة والإبتكار، لتصنيع منتجات غذائية مستدامة من الحشرات، والهدف 12 بالإنتاج والاستهلاك المسؤول، بإنتاج نموذجًا بلا نفايات يركز على أنظمة مغلقة دائرية، مما يضمن إنتاج الغذاء واستهلاكه بشكل مسؤول، والهدف17 عبر الشراكات لتغيير النظام الإستهلاكي الحالي.
ومن هذه الحشرات التي وقع عليها الإختيار للمتابعة في هذا المشروع المستدام، ذبابة الجندي الأسود Black soldier flies، واسمها العلمي Hermetica Illucens، موطنها الأصلي أميركا الجنوبية، لكن بسبب النشاط البشري، تمكنت الأنواع من الانتشار إلى مناطق شبه استوائية واستوائية مختلفة بما في ذلك أفريقيا ومنها كينيا، على الرغم من مظهره الشبيه بالدبور، إلا أن ذباب الجندي الأسود لا يلدغ. ويمكن للأنثى أن تنتج ما بين 500 و 900 بيضة خلال فترة حياتها التي تبلغ أسبوعين، ينفق الذباب البالغ بشكل طبيعي بعد أسبوعين ولا تنمو اليرقات إلا على فضلات متحللة.
وتوفر هذه الحشرة:
- نسبة عالية من البروتين:يحتوي ذباب الجندي الأسود على أكثر من 50 بالمئة بروتين مما يجعله خيارًا أفضل من فول الصويا وهو منتج نقي أكثر من مسحوق السمك.
- زيادة استفادة المزارعين:تعتبر ذبابة الجندي الأسود بديلاً مستقرًا وعالي الجودة للعلف ومغذيًا في الوقت عينه، مما ينتج عنه حيوانات عالية الجودة.
- الإستدامة:تحوّل يرقات ذبابة الجندي الأسود النفايات العضوية إلى بروتين عالي القيمة. باستخدام ذبابة الجندي الأسود، يمكن إجراء دورة إنتاج دائرية لا تقلل من النفايات فحسب، بل تقلل من النفايات العضوية في جميع أنحاء أفريقيا، والعالم.
وتُستخدم يرقات ذبابة الجندي الأسود (BSFL) في تحويل النفايات إلى سماد أو تحويل النفايات إلى علف للحيوانات، وتعد هذه اليرقات من أكثر الحيوانات كفاءة في تحويل الكتل الحيوية إلى علف، وهي من أكثر أنواع الذباب فائدة في الوجود وتعتبر من غير الآفات، فذبابة الجندي الأسود البالغة لا تحتوي على فم ولا تتغذى على النفايات، ولا تلدغ، وكأعلاف تستخدم اليرقات فقط، ولا ترتبط بنقل أي مرض، وقد توجد حشرات أخرى تحلل النفايات العضوية ولكنها آفات.
وكما يوضح التقرير، يمكن للزراعة الحشرية والزراعية المائية أن تخلق فرص عمل وتنوع سبل العيش، وتعمل على تحسين التغذية، وتقديم العديد من الفوائد الأخرى في أفريقيا والبلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات. جنبا إلى جنب مع الاستثمارات الأخرى في المناخ مثل الزراعة الذكية، مثل زراعة الأشجار في المزارع، والترطيب المتبادل مع تجفيف الأرز، والزراعة التي تحافظ على الموارد، والثروة الحيوانية المستدامة، هذه التقنيات هي جزء من قائمة واعدة من الحلول التي يمكن أن تساعد البلدان على تحويل أنظمة الأراضي والغذاء والمياه والزراعة نحو مزيد من الاستدامة وفي الوقت نفسه خفض الانبعاثات.
لقد أكل الناس الحشرات والمحاصيل المائية لمئات السنين. لكن زراعتها جديدة، ولديها إمكانات هائلة للأغذية البشرية وعلف الحيوانات على مدار السنة بموارد قليلة جدًا. يمكن تغذية الحشرات المستزرعة بالنفايات العضوية، ثم تتحول بسرعة إلى أغذية غنية بالبروتين للإنسان والحيوان. يمكن أن تعود نفايات الحشرات بعد ذلك إلى التربة كسماد حيوي، مما يخلق اقتصادًا دائريًا.
لمشاهدة الفيديو كاملا هنا