شهد علماء الفلك نجمًا عملاقًا أحمر في أيامه الأخيرة وانفجاره الهائل وتحوله إلى سوبر نوفا Supernova (مستعر نجمي هائل)، وهي المرة الأولى التي تُلاحظ فيها هذه الظاهرة على الإطلاق، وقد تم اكتشاف هذا النجم واسمه "إس أن 2020 تي إل إف" SN 2020tlf لأول مرة في صيف 2020 من قبل فريق من الباحثين في جامعة نورث وسترن. جامعة كاليفورنيا، بيركلي باستخدام تلسكوب Pan-STARRS التابع لجامعة هاواي على قمة بركان هاليكالا في ماوي.
ووفقا لموقع "لايف ساينس" فقد بدأ العلماء في مراقبة النجم، وهو عملاق أحمر الواقع على بعد حوالي 120 مليون سنة ضوئية من الأرض، قبل أكثر من 100 يوم من انفجاره النهائي العنيف.
وقد التقط التلسكوب الآلي موت النجم بعد بضعة أشهر بسبب بعد المسافة، يمكن مشاهدة الفيديو الممثل لهذا الإنفجار هنا، ونُشر اكتشاف الفريق في مجلة Astrophysical Journal في 6 كانون الثاني/يناير.
قال وين جاكوبسون غالان Wynn Jacobson-Galán، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي والمؤلف الرئيسي للدراسة، لصحيفة USA TODAY: "موت نجم ضخم مثل هذا، إنه أمر درامي وعنيف للغاية، لم نر في الواقع أي شيء كهذا من قبل".
تعد السوبرنوفا أكبر الانفجارات التي شهدها البشر على الإطلاق، وعادة ما تحدث مع نجوم أكبر من الشمس بمقدار 8 إلى 12 مرة، وفقًا لوكالة ناسا. بينما رآها البشر، لم يتم اكتشافها إلا بعد الانفجار، عندما يتم إطلاق الغاز والحطام الآخر في الفضاء، حيث يمكن لهذا الحطام بعد ذلك تكوين نجوم جديدة وإنتاج العناصر الموجودة على الأرض.
قال جاكوبسون غالان إن النجم كان في مجرة بعيدة جدًا، على بعد حوالي 120 مليون سنة ضوئية. بعد أن رأى الفريق النجم لأول مرة، كان عليهم مشاهدته وهو يزداد سطوعًا تدريجيًا أثناء إطلاق الغاز قبل أن ينفجر ويضيء الفضاء، وقد وقع الانفجار في أقل من دقيقة.
وقال: "المستعرات الأعظمية (السوبرنوفا) رائعة حقًا لأنها تأتي من نجم واحد يمكنه بعد ذلك إنتاج انفجار وضوء وفوتونات ساطعة بما يكفي لتفوق المجرة بأكملها التي نشأت فيها".
على الرغم من أن الفريق رأى نهاية حياة النجم تتكشف، إلا أنهم ما زالوا غير متأكدين مما رأوه بالضبط لأنه لم يتم ملاحظته من قبل. بعد تحليل البيانات من الوقت الذي كان فيه النجم سليمًا ومقارنته بالمستعر الأعظم، أدركوا أنهما مرتبطان في الواقع، مما منحهما إحساسًا بـ "الرضا المتأخر".
قال جاكوبسون غالان إن هذه الملاحظة تغير الطريقة التي يفهم بها علماء الفلك دورة حياة النجوم، وتحديداً العملاق الأحمر الخارق. كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن النجوم ستنهار بهدوء إلى مستعر أعظم، ولن تصبح أكثر سطوعًا وشدة. تتمثل الخطوة التالية في معرفة ما إذا كان هذا يحدث لجميع النجوم العملاقة الحمراء أو بعضها فقط، وكذلك معرفة ما يحدث بالضبط في المراحل الأخيرة من حياة النجم.
قال جاكوبسون غالان: "إنه اكتشاف قوي حقًا بالنسبة لنا لفهم ما تفعله النجوم الضخمة قبل أن تنفجر، لأنه من الواضح أن هذا النجم بالذات يمر بالعديد من التغييرات الدراماتيكية، مستقبل هذه الملاحظات مثير حقًا."