info@zawayamedia.com
لبنان

الترسيم اعتراف... وخبز وملح سياسي!

الترسيم اعتراف... وخبز وملح سياسي!


لماذا كل هذا التكتم حيال مفاوضات الترسيم في الناقورة؟ وما معنى التضييق على وسائل الإعلام وصولاً إلى الإعتداء على فريق تلفزيون لبنان (تلفزيون الدولة)؟ ومن أين يستقي الرأي العام معلوماته؟ وهل ممنوع الوصول إلى معلومة إلا عبر وكالات أجنبية ووسائل إعلام العدو؟


في مطلق الأحوال، وأيا كانت المسوغات التي سيسوقها هذا المسؤول أو ذاك اليوم أو غداً أو بعده، تبريراً ومواربة واختلاق أعذار، الترسيم البري أو البحري هو اعتراف ضمنا بإسرائيل، والإعتراف لا يعني أن هذا الكيان لم يعد كيانا غاصباً ومحتلاً، فلماذا الخوف والتورية؟ فضلا عن أن الترسيم حاجة لبنانية لا تقصر على كيان العدو فحسب، وبالأهمية عينها - وربما أكثر - ثمة ضرورة لترسيم الحدود مع سوريا، ولا ما يبرر الإستثناء حتى وإن لم يرغب النظام السوري بالترسيم مع لبنان، لاعتبارات ربما قد لا تكون منفصلة عن مقولة تبناها نظام دمشق لجهة أن "لبنان خطأ ارتكبه الجنرال غورو"!


نتفهم في هذا السياق أن تكون مفاوضات الترسيم سرية، ولكن في حدود لا تبرر القمع والتعدي، وما قد تحصل عليه اليوم بمال ستعرفه غداً مجاناً، ما يسقط ذريعة الخوف حد الإرتباك، فالأمور واضحة لجهة أن لبنان يخوض معركة ترسيم حدوده، ونقاط الخلاف مع العدو متصلة بعلم المساحة والقوانين الدولية المعمول بها في مثل هكذا ظروف.


أما مسارعة القوى السياسية بالأمس إلى نفي ما تم تسريبه عن لقاء حول مائدة غداء، كان ضرورياً تصويباً للحقيقة، لكن بمجرد انطلاق المفاوضات بات هناك "خبز وملح" سياسي مع الكيان المغتصب، فضلا عن الإعتراف ضمنا بحدود مع دولة عدوة كانت أم صديقة!


  


الترسيم اعتراف... وخبز وملح سياسي!  1
أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير