info@zawayamedia.com
تربية وثقافة

باحثون أستراليون يكتشفون ممرات جنائزية عمرها 4500 عام في شبه الجزيرة العربية!

باحثون أستراليون يكتشفون ممرات جنائزية عمرها 4500 عام في شبه الجزيرة العربية!

 


 


ضمن خطة رئيسية بعنوان "رحلة عبر الزمن" تمتد لـ 15 عاماً، تهدف إلى تطوير محافظة العلا وأجزاء من خيبر باعتبارهما وجهة عالمية رائدة للتراث الثقافي والطبيعي، كشفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشراكة مع جامعة غرب أستراليا أن السكان الذين عاشوا في شمال غربي شبه الجزيرة العربية القديمة قاموا ببناء "ممرات جنائزية" funerary avenues طويلة، وهي عبارة عن مسارات رئيسية مُحاطة بآلاف المعالم الجنائزية التي كانت تربط بين الواحات والمراعي، وتعكس درجة عالية من الترابط الاجتماعي والاقتصادي بين سكان المنطقة في الألفية الثالثة قبل الميلاد.



ويأتي نشر نتائج الاكتشاف في مجلة "ذا هولوسين" The Holocene تحت عنوان The Middle Holocene ‘funerary avenues’ of northwest Arabia تتويجاً لعمل عامٍ كامل من التقدم الهائل الذي أحرزه فريق جامعة غرب أستراليا، والذي يعمل تحت إشراف الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لتسليط الضوء على حياة السكان القُدامى في شبه الجزيرة العربية.


وتشير الممرات الجنائزية إلى وجود شبكة علاقات اجتماعية متطوّرة قبل 4500 عام امتدت عبر مساحات شاسعة من شبه الجزيرة العربية. كما يُضاف الاكتشاف إلى التقدم المُطّرد لعلماء الآثار الذين يعملون بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا في فهم أسرار الوجود الإنساني والمجتمعات السابقة التي عاشت في شمال شبه الجزيرة العربية.


ويُعدّ عمل فريق جامعة غرب أستراليا ‏جزءاً من جهودٍ أوسع لـ 13 فريقاً متخصصاً شارك أعضاؤها من مختلف أنحاء العالم ويعملون في مشروع الآثار والحفظ بالتعاون مع خبراء سعوديين في العلا ومحافظة خيبر.


حول هذا الاكتشاف، قال عمرو المدني الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: «كلما عرفنا أكثر عن السكان القدامى لمنطقة شمال غربي شبه الجزيرة العربية، كلما استوحينا المزيد في مهمتنا لكشف الطريقة التي كانوا يفكرون بها، فقد عاشوا في تناغم مع الطبيعة، وكرّموا أسلافهم وتفاعلوا مع العالم الأوسع، ويعكس العمل الذي قامت به فرقنا الأثرية في عام 2021 تصدر المملكة كموطن للعلوم المتقدّمة، ونتطلع بالطبع إلى انضمام المزيد من فرق الأبحاث في العام الحالي 2022".


من جهتها، قالت الدكتورة ريبيكا فوت، مديرة البحوث الأثرية والتراث الثقافي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «المشاريع التي انطلقت في العلا وخيبر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وتتضمن المسوحات الميدانية التي تقوم بها فرق متخصصة مثل جامعة غرب أستراليا، وبدأت نشر نتائجها. ومن اللافت أن نرى ما تعكسه تحليلات بياناتها للعديد من جوانب الحياة في فترة العصر الحجري الحديث إلى العصر البرونزي في شمال غربي شبه الجزيرة العربية، وهذه المقالة مجرّد بداية للعديد من الأبحاث التي ستُثري معرفتنا بالتاريخ الممتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، والتي بالطبع سيكون لها أثر هام على المنطقة بشكل عام".


في أغسطس في مجلة الآثار العربية والنقوش، قام الفريق بتأريخ المقابر التي على شكل قلادة pendant-shaped tombs في واحة خيبر إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد - وهو أول دليل منشور بالكربون المشع يؤرخ للمقابر. كان هذا أيضًا أول مقال في مجلة تمت مراجعتها من قبل الزملاء فيما يتعلق بالعصر البرونزي في خيبر. لا يزال التنقيب الأثري عن أسرار خيبر في مهده.


<br />
                        figure<br />


في نيسان (أبريل)، كتب الفريق في مجلة Antiquity أن الهياكل الأثرية المعروفة باسم mustatils أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، ويعود تاريخها إلى 5200 قبل الميلاد، ويبدو أنها كانت لها وظيفة طقسية.


في آذار (مارس)، أفاد الفريق في مجلة علم الآثار الميدانية أنهم اكتشفوا بقايا أقدم كلب مستأنس (أليف)  domesticated dogمعروف في شبه الجزيرة العربية.


استخدمت أحدث أبحاث فريق UWA، مع الدكتور ماثيو دالتون كمؤلف رئيسي، تحليل صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي والمسح الأرضي والحفر لتحديد وتحليل الطرق الجنائزية على مساحة لا تقل عن 160 ألف كيلومتر مربع في شمال غرب شبه الجزيرة العربية. سجلوا أكثر من 17800 مقبرة "معلقة" في مناطق دراستهم الأولية في مقاطعتي العلا والخيبر، والتي شكلت حوالي 11000 منها جزءًا من الطرق الجنائزية.


سواء في السهول البازلتية أو الممرات الجبلية، فإن التجمعات الأكثر كثافة للهياكل الجنائزية في هذه الطرق تقع بالقرب من مصادر المياه الدائمة. يشير اتجاه الطرق إلى أنه تم استخدام العديد منها للتنقل بين الواحات الرئيسية، بما في ذلك خيبر والعلا وتيماء. تتلاشى طرق أخرى في المناظر الطبيعية المحيطة بالواحات، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم لنقل قطعان الحيوانات الأليفة إلى المراعي القريبة خلال فترات هطول الأمطار.



قال الدكتور هيو توماس، مدير المشروع: "يظهر البحث الذي أجراه فريق UWA وزملاؤنا العاملون في العلا وخيبر مدى أهمية علم الآثار في هذه المنطقة لفهمنا للعصر الحجري الحديث والعصر البرونزي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، توضح النتائج التي توصلنا إليها أن هذه الهياكل ربطت بين العديد من الواحات المأهولة الواقعة عبر مساحة شاسعة، وأن الطرق الجنائزية وقد تم إنشاؤها منذ حوالي 4500 عام، إنها كثيفة بشكل خاص حول خيبر، وهي واحدة من أكثر المناظر الطبيعية الجنائزية لجهة الكثافة المرئية في أي مكان في العالم ".


شرعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في خطة رئيسية مدتها 15 عامًا بعنوان "الرحلة عبر الزمن" لتجديد العلا وأجزاء من خيبر كوجهة عالمية رائدة للتراث الثقافي والطبيعي.


وتعمل الأبحاث الأثرية في مقاطعتي العلا وخيبر من قبل فرق من المملكة العربية السعودية وخارجها على تعميق وتوضيح سرد الرحلة عبر الزمن للمنطقة وتوفير أساس لمعهد الممالك، وهو مركز عالمي المستوى لبحوث الآثار والحفظ.


من جهتها، تعمل الأبحاث الأثرية في محافظتي العلا وخيبر التي يقوم بها فرق من محلية ودولية، على تعميق وتوضيح مسار رحلة السكان عبر الزمن في المنطقة، وتوفير البيانات لمعهد الممالك الذي يُعد مركزاً عالمي المستوى لبحوث الآثار والحفظ، مع التركيز على اكتشاف تفاصيل تاريخ يمتد لمئتي ألف سنة من تاريخ البشرية في العلا.


 


 


 

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: