"عمُّو" جورج قرداحي بدأ بتصنيف اللبنانيين بين شرفاء وبلا شرف، مدشنا دخوله إلى المعترك السياسي من بوابة رفيق نصْرالله وقوى الممانعة، فقال "توقعت أن يقف الاعلام كله معي ولكن لم يقف معي إلا الشرفاء الاحرار"!
ما هكذا تورد الإبل يا "عمو جورج"، وما هكذا تكون السياسة، انغماسا في ثوب الآخرين لتوفير حيثية غير موجودة ولن توجد، وما هكذا تكون السياسة عبر تصنيف الناس، فمن انت لتصنف من هو شريف ومن هو غير شريف؟ وإذا كانت "السياسة كياسة"، فأنت افتقدت الثانية و"إذا هيك مبلش" أهلا وسهلا.
وبصفتي غير شريف، أنا الفقير إلى الله، كاتب هذه السطور، أقول لك بأنني كنت مقاوما، امتشقت السلاح وواجهت الاحتلال الإسرائيلي، فقدت أعزاء ورفاقا، يوم كنت أنت يا "عمو جورج" مع الفريق الذي داهن ومالأ العدو الإسرائيلي، فإذا بك بين "ليلة مين بعدا ليلة" تنقل البندقية من كتف إلى أخرى، وكل ذلك "في يوم وليلة"، بما ذكرني بـ "عمو ميشال"، نعم ميشال سماحة القابع في سجن عاره، ولكن ثمة فارقا أن سماحة كان يود تفجير دور عبادة بـ "تي إن تي" مبارك ومبخَّر من النظام السوري الذي تدافع أنت عنه اليوم، لكنك وللأسف جلبت "مفرقعات" لن تكون بأكثر من "فتيش" قيصر عامر وشركاه.
تستحق تكريمك بحضور سفير النظام السوري في لبنان، وهو تكريم على أنقاض سوريا وجماجم أطفالها، وأنت مزدهٍ بأجواء "كيميائية" تشبه ما واجه خان شيخون ودوما والغوطة والعديد من المناطق السورية المستهدفة بغاز مسموم، فيا عمو جورج مبروك لك التكريم ولنا الله ونعم الوكيل!!