بناءً على الحسابات الفلكية يصادف يوم الثلاثاء الموافق لـ21 ديسمبر/كانون الاول 2021 موعد الانقلاب الشتوي في النصف الشمالي من الكُرة الأرضية بما في ذلك الوطن العربي، وسيكون 31-1-2022 نهاية المربعانية .
وقد اعتبر هذا اليوم عند أجدادنا وضمن أعرافنا الاجتماعية والتقليدية بدايةً لما يُسمّى بـ "مربعانية الشتاء" حيثُ ارتبط هذا الموعد بذكريات وتجارُب الأجداد، وتنبئهم بقدوم البرد والأمطار الأشد على مدار العام وعلى مدى أربعين يوماً، وهو أمرٌ يتّفق مع العلم الحديث حيثُ تعمل الزاوية التي تدور بها الأرض، ويدل هذا التاريخ على ازدياد عدد ونشاط المُنخفضات الجوية التي تؤثر على منطقة بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية خلال هذه الفترة.
جاءت تسمية مربعانية الشتاء بهذا الاسم، نتيجة لعدد أيام هذه الفترة من الناحية الفلكية (40 يوماً تقريباً) تبدأ من موعد الانقلاب الشتوي، لغاية نهاية شهر يناير/كانون الثاني، ولكن على أرض الواقع فإن هذه الفترة قد تكون أقل أو أكثر من ذلك حسب الأنظمة الجويّة السائدة.
والمربعانية في فلسطين بدأت بالعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة والبرد الشديد، حيث كانت فترة شهر تشرين أول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) جافّة نسبيا، وذات مُعدلات أمطار مُتدنية فيما تحسنت الأحوال خلال شهر كانون أول (ديسمبر)، ومن المتوقع أن تتأثر البلاد بمنخفضات جوية مصحوبه بكتل هوائية باردة.
لقد تكيف الفلسطيني مع ظواهر الشتاء ولديه استعداد لمواجهة كل الاحتمالات، فإن كان نهار الشتاء قصيراً، فهو يشكل موسم الراحة في النهار الماطر، والسهرات العائلية في لياليه الطوال.
وقال الأجداد في المربعانية والشتاء الأقوال والأمثال التالي:
- ان اجا كانون لف الفحم والكانون
- المربعانيه يا شمس بتحرق يا مطر بغرق
- المربعانيه صيفها حريق واشتاها غريق
- المربعانية يا بتشَرّق يا بتغرّق
- المربعانيه يا بتربع يا بتقبع
- المربعانية لا عشاها بكفي ولا غطاها بدفي
- برد الفجر برمي النمر
- بالصيف محراقه وبالشتا مخراقه
- طلع النرجس والحنّون ظُب بذارك يا مجنون
- بعد كانون الشتا بهون
وقالوا ايضا "أطول من ليالي الشتاء" وعادة ما يستعد الناس لمواجهة الشتاء بالمؤن التي تم تخزينها خلال الصيف، من فواكه مجففة وأنواع المربيات والدبس والبقول الجافة والزيت والزيتون، ويعدون الحلويات ذات السعرات الحرارية المرتفعة، ومنها "المطبق والعوامة والزلابية والتمرية والسحلب"، كما يستغل الفلاحون أيام البرد الشديد لطبخ "المفتول"، وهي أكلة غنية بالطاقة والمواد المغذية وتحتاج إلى مهارة وجهد، ومن أكلات الشتاء الرئيسة أيضا العدس والسبانخ.
يقسم الشتاء في فلسطين وبلاد الشام إلى أربعينية وخمسينية، ومع انتهاء الأربعينية في شهر كانون الثاني، يبدأ موسم إزهار اللوز فيملأ المكان ببياضه المدهش، ويقول المثل الشعبي: "يا لوز يا مجنون بتزهر في كانون" أي أن اللوز أول من يزهر بين الأشجار، ويذكر بتجدد الحياة في الشجر واقتراب موسم الربيع.

