استهلت معظم الصحف الإسرائيلية، افتتاحياتها، أمس، بضرورة "الاتفاق المؤقت" مع إيران، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "الدولة العبرية تفتقر إلى القدرة على شن هجوم يمكن أن يدمر، أو حتى يؤخر بشكل كبير، برنامج إيران النووي، في وقت قريب"، وكشف جنرال إسرائيلي سابق، عن السيناريو "الأكثر رعباً" على تل أبيب في حال نشوب حرب، بحسب صحيفة "الراي" الكويتية.
ونقل موقع "مفزاك لايف" العبري عن رئيس لجنة الشكاوى السابق في الجيش الجنرال يتسحاق بريك، أن "السيناريو الأكثر رعباً، استهداف إسرائيل بنحو ثلاثة آلاف صاروخ يومياً، ما سيدفع إلى موجات هجرة كبيرة".
وقال إنّ "إسرائيل ستدخل حرباً على جبهات عدة، ما قد يعرقل أو يشل الجبهة الداخلية"، موضحا أنّ الرد على أي هجوم إسرائيلي "سيؤدي إلى أعمال عنف بين العرب واليهود"، وسقوط عدد كبير من الضحايا، فضلاً عن تدمير كبير في البنية التحتية.
ورأى أن "على القادة إدراك أنّ إيران لا تنوي إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل، حينما تصل إليها، الإيرانيون ليسوا أغبياء لهذه الدرجة، كما أن إسرائيل لن تجرؤ على استخدام قنبلة نووية ضدهم، أيضاً، ما يعني وجود حالة من الردع المتبادل".
وتشير تقديرات إسرائيلية، إلى أن إيران والدول الكبرى المشاركة في محادثات فيينا النووية لن تعود إلى اتفاق العام 2015، حسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" أمس.
وانتهت جولة المفاوضات، الجمعة، من دون تقدم كبير نحو اتفاق، لكن يتوقع استئنافها الخميس المقبل أو في الثالث من كانون الثاني (يناير)، ونقلت "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي، تقديره أنه إذا التقت الأطراف خلال أيام عيد الميلاد، فإن ذلك سيدل على تقدم.
واعتبرت التقديرات الإسرائيلية، أن عدم عودة أطراف المفاوضات إلى الاتفاق النووي الأصلي "نابع من أن سريانه يوشك على الانتهاء، وأنه يتوقع أن تتجاوز إيران العتبة التكنولوجية، التي كان يفترض بالاتفاق الأصلي منعها، في نهاية يناير أو بداية فبراير، كما أن المطالب الإيرانية تستوجب مداولات طويلة".
وحسب التقديرات، فإن الدول الكبرى ستطالب بالاختيار بين مسارين محتملين، الأول "تفجر المحادثات بحيث تنشأ بعدها أزمة مراقبة مقابل إيران، يمكن أن تستمر فترة طويلة. وقد يؤدي ذلك إلى دفع طهران للعودة إلى طاولة المحادثات وإبداء ليونة أكبر"، والمسار الثاني، "التوصل إلى اتفاق مرحلي، يشمل تفاهمات جزئية حول البرنامج الإيراني، خلال الأسابيع المقبلة".
وفي السياق عينه، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز»"عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، أنّ "الأمر سيستغرق عامين على الأقل للتحضير لهجوم قد يتسبب في أضرار جسيمة لمشروع إيران النووي".
وأشارت في تقرير، إلى أنه، بحسب الخبراء والمسؤولين، فإنّ "هجوماً صغيراً يلحق الضرر بأجزاء من البرنامج من دون إنهائه تماماً، سيكون ممكناً في وقت قريب، لكن الجهود الأوسع لتدمير عشرات المواقع النووية في أجزاء بعيدة من إيران - وهو نوع الهجوم الذي هدد به المسؤولون الإسرائيليون - سيكون خارج نطاق الموارد الحالية للقوات الإسرائيلية".
من جانبه، قال ريليك شافير، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو كان طياراً في الهجوم عام 1981 على منشأة نووية عراقية "من الصعب جداً بل من المستحيل إطلاق حملة عسكرية من شأنها أن تهتم بكل هذه المواقع، فقط القوات الجوية الأميركية قادرة على ذلك"، بحسب "الراي" الكويتية أيضا.