لا يزال السرطان وهو النتيجة النهائية للتكاثر غير المنضبط للخلايا التي تنتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم، أحد أكبر التحديات الصحية التي يواجهها العالم، وفي المملكة المتحدة يُعتقد أن الورم الخبيث يصيب واحدًا من كل شخصين ولدوا بعد عام 1960، على مدار حياتهم، تتضمن حماية النفس من المرض الالتزام بمجموعة من القواعد الغذائية، وفي ظل عدم وجود علاج مؤكد له فإن الوقاية من هذا المرض تعد أمراً أساسياً، إلا أنه ووفق دراسات فإن إضافة تابل الكركم يمكن أن يساعد في كبح نمو الأورام وتقليل مخاطر الإصابة بها، لذا ينصح الخبراء بإضافته إلى الأنظمة الغذائية المختلفة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إكسبرس" البريطانية أنه وفقاً لدراسة علمية حديثة فإن مادة في نوع خارق من البهارات، وهو الكركمين curcumin- المكون النشط في الكركم Turmeric – وهي من المواد الطبيعية التي تحتوي على تركيزات عالية من مضادات الأكسدة، والذي قد يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وإحباط نمو الورم عند تناوله مع أدوية أخرى، كما ويمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وإحباط نمو الأورام بنسبة نحو 80 بالمئة.
ووفقا لمعهد Cancer Research UK وهي منظمة خيرية بحثية بريطانية في مجال السرطان، "يُعرف الكركم أيضًا باسم الزعفران الهندي Indian saffron وجيانغ هوانغ jiang huang وهريدرا haridra وهالدي haldi، وهو نوع من التوابل يزرع في العديد من البلدان الآسيوية، وينتمي إلى عائلة الزنجبيل حيث تستخدم الجذور، وهو مكون رئيسي في مسحوق الكاري"، وتابعت "أما العنصر النشط الرئيسي في الكركم هو الكركمين أو ديفيرولويل ميثان diferuloyl methane، وقد أظهرت الدراسات المعملية أن الكركمين له تأثيرات مضادة للسرطان على الخلايا السرطانية".
وتابعت المنظمة: "أظهرت الأبحاث انخفاض معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان في البلدان التي يأكل فيها الناس المزيد من الكركمين. هذا عند مستويات الكركمين من حوالي 100 مغم إلى 200 مغم يوميًا على مدى فترات طويلة من الزمن، وقد أظهرت بعض الدراسات المختبرية على الخلايا السرطانية أن الكركمين له تأثيرات مضادة للسرطان، يبدو أنه قادر على قتل الخلايا السرطانية ومنع المزيد من النمون وأن له أفضل التأثيرات على سرطان الثدي وسرطان الأمعاء وسرطان المعدة وخلايا سرطان الجلد"، مشيرة إلى أنه "في الوقت الحالي ، لا يوجد دليل واضح على البشر لإثبات أن الكركم أو الكركمين يمكن أن يمنعوا أو يعالجوا السرطان".
وتمحورت الدراسة حول حالة مرضية لشخص مصاب بنوع نادر نسبيا من السرطان وهو سرطان الغدة الدرقية الكيسي، وهو ورم يتطور في الغدد اللعابية أو مناطق أخرى من الرأس والرقبة عادة، وتم إعطاؤه الكركمين جنباً إلى جنب مع عقار "إيماتينيب" Imatinib، وهو علاج كيميائي يستخدم لعلاج عدد من أنواع السرطان المختلفة، ولمدة 6 أشهر، وقد لاحظ الباحثون بحلول نهاية الدراسة انخفاضا في كتلة الورم، بنسبة 80 بالمئة.
وفي العام 2018 قال أطباء في لندن إن امرأة بريطانية واسمها داينيك فيرغسون (60 عاماً) تمكنت من وقف انتشار سرطان نخاع العظام بعد تناولها الكركم، وكانت فيرغسون قد خضعت لعدة جلسات من العلاج الكيميائي، وزُرعت لها خلايا جذعية سليمة عام 2009 إلا أن حالتها كانت تزداد سوءاً.
ولجأت المريضة في العام 2011 إلى تناول 8 غرامات يومية من الكركمين على معدة خاوية من الطعام؛ ما أدى إلى منع نمو المرض الخبيث، وقال الأطباء إن حجم السرطان ظل مستقراً لديها بعد ذلك.
ويقول معهد أبحاث السرطان "أظهرت الدراسات المختبرية أن مادة الكركمين الموجودة في الكركم يمكن أن تقتل الخلايا السرطانية في بعض أنواع السرطان، لقدرتها على تقليل التورم والالتهابات"، ويضيف: "كما وأظهرت الأبحاث أيضاً معدلات أقل للمرض في البلدان التي يستهلك فيها الكركم على نطاق واسع".
وتشمل الفوائد الأخرى للكركم تقليل مخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين (المياه البيضاء) cataracts لدى مرضى السكري من النوع الثاني، والغلوكوما (المياه السوداء) glaucoma والتنكس البقعي macular degeneration، كما ثبت أن مضادات الأكسدة القوية الموجودة في هذا النوع من التوابل تخفض مستويات الكوليسترول لدى الأفراد المصابين بأمراض القلب أيضاً، ويمكن أن يستفيد منه في مرض السكري وداء الخرف والألزهايمر وغيره من الأمراض.
ومع ذلك، فعند تناول الكركم بجرعات كبيرة، فإنه من المحتمل أن يتسبب بأعراض جانبية خصوصا إن تم أخذه بكميات كبيرة، فقد يزعج المعدة، ويتسبب ارتجاع الأحماض، والإسهال، والدوخة، والصداع، وفقاً لخبراء الصحة، الذين ينصحون بضرورة تناوله باعتدال.