info@zawayamedia.com
بيئة

سابقة في الإجرام البيئي: بعد افتراسه دواجنه... ينتقم من ابن آوى بقتله والتهامه!

سابقة في الإجرام البيئي: بعد افتراسه دواجنه... ينتقم من ابن آوى بقتله والتهامه!

إلى أي درك وصلنا؟؟؟ وفي سابقة في الإجرام البيئي، ينتقم أحدهم من إبن آوى بقتله وسلخه والتهامه، لأنه أكل دواجنه! وليس ذلك فحسب، بل يتباهى بذلك على مواقع التواصل الإجتماعي، والأدهى من ذلك أن هذا الشخص مسؤول بلدي سابق، وناشط بيئي وفرد من مجتمع وعائلة وربما "رب عائلة"، فأي قدوة قدمها ويقدمها مثل هذا الشخص لمن حوله ولمجتمعه ولأطفاله بل لكل منطقته عكار الأبية؟


نحفاوي... مجرم مقزز!


وإذ نعتذر من ذائقة قرائنا، فليس هناك أي كلام إضافي أو أبلغ يمكن أن يقال أو أن يصف ما قام به هذا الشخص، أكثر مما كتبته الناشطة في مجال الرفق بالحيوانات غنى نحفاوي عبر حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي، موثقة منشوراتها بالصور، والتي لم نجدها على حساب الشخص المذكور، ويبدو أنه حذفها، لا ندري إن كان خجلا مما اقترفته يداه، أو خوفا من العقوبة، وكتبت نحفاوي: "خالد الزعبي الجيلاني رئيس جمعية صدى الشباب، نائب رئيس المجلس المدني لانماء عكار، رئيس بلدية مشحا السابق وناشط بيئي هيك معرّف عن حاله، ومتفاخر بجريمة الاكل!!"


وتابعت "‏مجرم مقزز يعتدي على الحياة البرية! قتل واكل ابن آوى (واوي) لأنو اكل دجاج. يا بلا ضمير، انت اللي لازم تحمي دجاجاتك وتعلّي سياج الحظيرة بحسب القانون 580، ابن آوى دوره مهم في الطبيعة لجهة التخلص من الجيّف والفضلات، قوصتو، علقتو، وسلختو واكلتو! الله لا يشبّعك، اذا ناشط بيئي وهيك!! يا عيب الشوم عليك!"، وتاؤعت تم تبليغ Lebanese Internal Security Forces ووزير البيئة د. ناصر ياسين ووزير الزراعة Abbas Al Hajj Hassan  لمحاسبة هالديناصور اللي نسي ينقرض مع اللي انقرضوا!".


وكان الشخص المذكور قد نشر عبر حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي، صورا ونصا جاء فيه: "هيدي أخرة الثعلب (تبين أنه ابن آوى)، يلي عمل مجزرة بجاجاتي (دجاجات) وحبشاتي، دبحتو وسلختو وشويتو وأكلتو".


دينيا!


وفي مجال النص الديني في الإسلام، فأكل كل ذي ناب من الحيوانات وكل ذي مخلب من الطيور حرام، وفقا للحديث النبوي الشريف: " أكل كل ذي ناب من السباع حرام"، وعن ابن عباس قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير"، وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع"، وقال: "حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع"، والمقصود بهذه الأحاديث الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم مثل الذئب والثعلب وابن آوى والكلاب وغيرها، والتي يحتوي تجويفها الفموي على أربعة أنياب، أما ذوات المخالب من الطيور، كونها تفترس الطرائد.


علميا!


ومن الناحية العلمية فإن الحيوانات آكلة اللحوم من "الأنواع الأساسية" - أي الأنواع التي لها تأثير أكبر نسبيًا على بيئتها من الأنواع الأخرى- فهي تتربع على قمة الهرم الغذائي في النظم البيئية، كما وأن أعدادها أقل بكثير من آكلة الأعشاب وغيرها، ولا تتكاثر مثلها، ومن الخطر صيدها، ومن الصعوبة تدجينها، فعلى سبيل المثال ، هناك الكثير من الحيوانات التي تأكل العشب: الأرانب ، والغزلان ، وأطنان من الحشرات مثل الجنادب، وهناك بدائل عدة لآكلة الأعشاب لكن ليس هناك الكثير من الحيوانات التي تفترس آكلة الأعشاب، لذلك فإن التعرض لأحد الحيوانات المفترسة الرئيسية بالقتل والتنكيل كما حصل ويحصل في العالم، فإن عدد الأرانب على سبيل المثال سيزداد بشكل كبير، ولن نتمكن من السيطرة على أعدادها، وبالتالي يؤثر على توازن النظم الإيكولوجية، كما وأنه كلما ارتفعنا في الهرم الغذائي تتراكم السموم أيضًا، حيث يتم استهلاك الحيوانات في أسفل الهرم الغذائي ومع هذه الحيوانات ابتلاع كميات من السموم منها مبيدات الآفات والزئبق والرصاص التي تتناولها الحيوانات العاشبة، وبالتالي تحصل الحيوانات آكلة اللحوم التي تأكل الحيوانات العاشبة على أضعاف هذه الكمية عبر استهلاك الحيوانات العاشبة، وحتى في النظم البيئية البحرية، فالأسماك التي تكون في قمة الهرم الغذائي تتراكم في أعضائها السموم، ومن الضرر تناولها مثل القرش والحوت وغيره. كما وينتهي الأمر بمعظم الحيوانات آكلة اللحوم البرية بطفيليات من نوع ما، ما يتوجب إزالتها أو إتلافها عن طريق الطهي المناسب والتي قد تجعل اللحوم غير صالحة للأكل.


وفي التقاليد والمتعارف عليه، فإن تناول هذا النوع من الحيوانات والطيور الجارحة، غير مقبول وغير محبذ، وخصوصا في هذه الحالة فإن ابن آوى يتغذى على الجيف وبقايا الحيوانات، وفي النهاية، ليس الهدف من أي مقاربة لهذه القضايا التشهير بأحد، أو الإشارة إلى منطقة بعينها، بل فضح مثل هذه الممارسات وفي أي مكان في العالم، والتوعية حولها بهدف المحافظة على البيئة وكائناتها، ولكننا بديهيا، لا يمكننا إلا ان نتساءل، هل نصل إلى هذه الدرجة من الحضيض أمام الله والجميع في التفكير بالإنتقام بالقتل والتنكيل والسلخ وأيضا المباهاة يمثل هذه الأفعال، كما ونأمل ألا تتخاذل الجهات المعنية في إيجاد العقوبة لهذا الفعل وأمثاله، ليكون عبرة لكل معتد ورادعا من تكرار مثل هذا الفعل المشين... وغيره!


الصورة

سابقة في الإجرام البيئي: بعد افتراسه دواجنه... ينتقم من ابن آوى بقتله والتهامه! 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: