تعرضت أشجار باحة قصر العدل في بيروت إلى جريمة موصوفة بقطعها دون هوادة بحجة تشذيب الأشجار، وعندما حاول المحامون منع الضابط المسؤول من فوج إطفاء مدينة بيروت من عملية القطع الجائر الذي تعرضت له هذه الأشجار، تعرض لهم بالعبارات النابية، وشتم المحامين والقضاة والنقابة.

وفي هذا السياق، تفاجأ مجلس نقابة المحامين يوم أمس بقيام عناصر من فوج الاطفاء بقطع الاشجار وهي من نوع أشجار الفيكوس المعمرة Ficus Religiosa في محيط قصر العدل في بيروت بطريقة لا تراعي اطلاقا الشروط البيئية، علما ان تلك العناصر كانت قد استحصلت على ترخيص من القضاء بتنقية بعض الاغصان كما هي العادة في كل سنة. ويتبين من طريقة القطع ان الاغصان معدة للاستعمال في المواقد المنزلية وبيعها بأسعار مرتفعة.

وقد بادر أمين سر نقابة المحامين في بيروت سعد الله الخطيب بالتواصل مع مدير عام وزارة العدل المصري والرئيس الأول لمحكمة الإستئناف في بيروت حبيب رزق الله، ولم يجد التدخل في وقف الاحتقان الحاصل، ما اضطر الخطيب للتواصل مع نقيب المحامين ناضر كسبار الذي قام مع عدد من المحامين باعتراض عناصر فوج الاطفاء، حيث تطاول الضابط على المحامين والقضاة، وحصل تلاسن حاد، ليتصل كسبار بالنائب العام التمييزي غسان عويدات، الذي عمل على ايقاف الأعمال، وفتح تحقيقا في هذه الحادثة، وترك الوضع على حاله.

وفي هذا المجال، كتب المحامي حبيب رزق عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "فلتقطع يد المجرمين الذين قاموا بقطع اجمل شجرة في بيروت وتحديدا في باحة قصر العدل في بيروت وذلك بحجة تشذيب وتشحيل الاشجار، والانكى ان الضابط المسؤول من فوج اطفاء بيروت لم تفلح كل المحاولات وكل الاتصالات معه من اعلى المراجع القضائية لوقفه عن هذه المجزرة البيئية، الذي عمد الى شتم المحامين والقضاة والنقابة ولول تدخل امين سر النقابة الاستاذ سعد الدين الخطيب وسعادة النقيب الاستاذ ناضر كسبار واعضاء مجلس النقابة الاساتذة فادي المصري والكسندر نجار وايلي بازرلي لكانت قطعت كل الاشجار العملاقة والتاريخية الموجودة في الباحة المذكورة والتي تشهد على تاريخ عمالقة وعلى ارث بيئي… لذلك نعلن تضامننا مع النقيب واعضاء مجلس نقابة المحامين في بيروت ونطلب منهم اتخاذ اقصى الاجراءات القضائية اللازمة بحق المجرمين الذين اقترفوا جرائم قطع الاشجار المعمرة والتهديد والقدح والذم والتحقيق معهم مطالبين من القضاء المختص انزال اقصى العقوبات بحقهم نظرا لفظاعة ما ارتكبته ايديهم وعبرة لمن تسول نفسه في المستقبل على التعدي على البيئة وعلى كرامة القضاة والمحامين".

كما وقد تم إبلاغ وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين ومحافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود من قبل الناشطين، ويتابعان عن كثب هذه الحادثة، ونناشد بدورنا في موقع "زوايا ميديا" الوزارات المعنية التواصل ومتابعة التحقيق لكشف ملابسات هذه الحادثة وإجراء المقتضى القانوني المطلوب.