أعلنت الحكومة البريطانية أن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة في المملكة المتحدة سيكونون من بين الأوائل في العالم في الوصول إلى العلاجات المنقذة للحياة والمتطورة المضادة للفيروسات والأجسام المضادة.

وقد أطلقت جامعة أكسفورد Oxford University دراسة وطنية "بانوراميك" PANORAMIC، بالتعاون الوثيق مع مراكز موزعة في المملكة، وتقوم الآن بتجنيد حوالي 10 آلاف مريض بريطاني معرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة نتيجة كوفيد COVID-19 لإتاحة الفرصة  لهم لتلقي العلاج molnupiravir في المنزل بعد التأكد من اختبار PCR إيجابي.

سيتمكن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو مرضى السرطان أو المصابين بمتلازمة داون - من الوصول إما إلى مولنوبيرافير أو الجسم المضاد أحادي النسيلة Monoclonal antibody الجديد "رونابريف" Ronapreve  خارج الدراسة اعتبارًا من 16 كانون الأول (ديسمبر).

سيضمن ذلك أن تساعد هذه العلاجات في حماية الأشخاص الأكثر تعرضًا لخطر الفيروس خلال أشهر الشتاء، مما يقلل من عدد مرات دخول المستشفى وبالتالي الضغوط على"خدمات الصحة الوطنية" NHS National Health Service، وسيكون هذا مهمًا لأولئك الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف والذين يمكن أن تكون اللقاحات أقل فعالية بالنسبة لهم.

أظهر Molnupiravir في التجارب السريرية أنه يقلل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة بالنسبة للبالغين المعرضين للخطر، وغير المقيمين في المستشفى المصابين بفيروس COVID-19 الخفيف إلى المعتدل بنسبة 30 بالمئة، وخفض Ronapreve الخطر بنسبة 70 بالمئة.

وزير الصحة البريطاني

قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية ساجد جاويد: "تعد المملكة المتحدة رائدة عالميًا في تقديم العلاجات المبتكرة للمرضى الذين يحتاجون إليها، وهي اليوم علامة فارقة تاريخية في معركتنا ضد الفيروس، حيث سيتمكن توفير الأدوية الأولى للأشخاص المعرضين للخطر ومن تناولها خارج المستشفى وبراحة تامة. منازلهم لحماية أنفسهم"، وأضاف: "يفتح هذا الأمر حقبة جديدة من علاج COVID-19، حقبة يمكننا أن نبدأ فيها في تغطية كل مرحلة من مراحل الإصابة بهذا المرض الفتاك سواء كان ذلك قبل أن تصاب به، أو بعد إصابتك به مباشرة، أو إذا ظهرت عليك أعراض أو إذا ظهرت عليك الأعراض. تتطلب رعاية المستشفى".

وناشد جاويد المرضى بالإلتحاق بالدراسة: "إذا كنت مؤهلاً، فالرجاء الاشتراك في الدراسة في أقرب وقت ممكن والعب دورك المميز في التاريخ".

بروفسور فان تام

قال نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا البروفيسور جوناثان فان تام Jonathan Van-Tam:"خلال هذا الوباء، حددنا بسرعة ونشرنا بعضًا من أفضل العلاجات في العالم لـ COVID-19 لمرضى المملكة المتحدة بما في ذلك ديكساميثازون dexamethasone وتوسيليزوماب tocilizumab  وساريلوماب sarilumab، ستكون الأدوية المضادة للفيروسات تدخلًا حيويًا لسنوات قادمة، مما يساعد على حماية أولئك الذين لا يستطيعون تحمل نفس استجابة الجسم المضاد للقاحات".

وأكد فان تام بأن "هذه أخبار إيجابية حقًا لمستقبل استجابتنا لـ COVID-19 - يرجى الاشتراك في الدراسة إذا كنت مؤهلاً في أقرب وقت ممكن".

الدراسة الوطنية لمولنوبيرافير

تم إطلاق الدراسة، المخصصة حاليًا لـ  molnupiravir، للسماح للخبراء الطبيين بجمع المزيد من البيانات حول الفوائد المحتملة التي يجلبها هذا العلاج للمرضى الذين تم تطعيمهم، وستساعد NHS على تطوير خطط لنشر مضادات الفيروسات لمزيد من المرضى في العام المقبل .

إنه مفتوح لأي شخص في المملكة المتحدة، بشرط:

تلقي اختبار PCR إيجابي ؛ الشعور بتوعك مع أعراض COVID-19 التي بدأت في الأيام الخمسة الماضية ؛ ويبلغ من العمر 50 عامًا أو أكثر أو من 18 إلى 49 عامًا يعانون من حالة صحية أساسية تجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ COVID-19 الشديد.

إذا كان مؤهلاً، فسيتم الاتصال بالأشخاص الذين يتلقون اختبار PCR إيجابيًا من قبل فريق الدراسة أو أخصائي رعاية صحية محلي، على سبيل المثال طبيبهم العام، للتسجيل في التجربة. بدلاً من ذلك، يمكن للأشخاص الاشتراك بأنفسهم من خلال موقع الدراسة على الويب. من الأهمية بمكان أن يسجل المشاركون المؤهلون في الدراسة على وجه السرعة لضمان حصولهم على فرصة الوصول إلى العلاجات المضادة للفيروسات في غضون الأيام الخمسة الأولى من ظهور أعراض COVID-19.

تتطلب المشاركة في الدراسة من المشاركين إكمال يوميات يومية لمدة 28 يومًا من خلال موقع بانورامي أو تلقي مكالمة هاتفية من فريق التجربة في الأيام 7 و 14 و 28 للتحدث عن أعراضهم. من المتوقع ظهور المجموعة الأولى من نتائج التجربة في أوائل عام 2022.

للوصول إلى العلاج خارج الدراسة، سيتم إخطار أولئك الذين هم في المجموعة الأكثر عرضة للخطر من قبل NHS إذا كان لديهم حالة تجعلهم مؤهلين لتلقي هذه العلاجات، إذا كانت نتيجة اختبارهم إيجابية لـ COVID-19. تم تحديد المجموعات المؤهلة من قبل مجموعة خبراء مستقلة بتكليف من DHSC وتم تضمينها في السياسة السريرية المتفق عليها من قبل جميع المسؤولين الطبيين الأربعة في المملكة المتحدة.

سيتمكن هؤلاء المرضى من الاحتفاظ باختبار PCR في المنزل من NHS Test and Trace لدعم الاختبار السريع، حتى يتمكنوا من الوصول إلى العلاجات في أقرب وقت ممكن بعد بدء الأعراض.

وسيتم تقييم المرضى المؤهلين الذين يتلقون اختبارًا إيجابيًا عبر الهاتف من قبل طبيب خبير من وحدة توصيل أدوية COVID التابعة لـ NHS، والذي سيراجع ويناقش مع المريض ما هو العلاج الأنسب بالنسبة لهم.

وقد حصلت الحكومة على 480 ألف دورة من عقار مولنوبيرافير من شركة الأدوية Merck Sharp and Dohme (MSD)، كما قامت بتأمين 250 ألف دورة من المضاد للفيروسات PF-07321332، والتي تم الانتهاء منها حاليًا من تجارب المرحلة الثالثة.

شركة الأدوية

ومن جانبه قال رئيس فريق عمل الأدوية المضادة للفيروسات إدي جراي: "يعد هذا تقدمًا مهمًا في علاج COVID-19 في المملكة المتحدة ويمثل خطوة مهمة في طموح فريق عمل الأدوية المضادة للفيروسات لطرح اثنين من مضادات الفيروسات الجديدة للمرضى، وأكد موقع الحكومة البريطانية أن العمل لا يزال جاريًا لتحديد المزيد من الخيارات بأسرع ما يمكن - لحماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص المعرضين للخطر في جميع أنحاء البلاد".

مضادات الفيروسات

ومضادات الفيروسات هي علاجات تستخدم إما لعلاج المصابين بفيروس أو لحماية الأفراد المعرضين من الإصابة. وهي تستهدف الفيروس في مرحلة مبكرة، ويمنع المريض من الوصول إلى أعراض أكثر حدة، أو حتى حرجة.

وستواصل فرقة العمل المعنية بالأدوية المضادة للفيروسات النظر في عدد من الخيارات الإضافية، والتي تشمل مجموعة من الآليات المختلفة المضادة للفيروسات. إلى جانب عمل فريق عمل العلاجات، سيضمن ذلك حماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص من COVID-19 والمتغيرات المستقبلية والأمراض المستقبلية الأخرى.

ومنذ بداية الوباء، أثبتت المملكة المتحدة أنها رائدة عالميًا في تحديد ونشر العلاجات الفعالة لـ COVID-19 - بما في ذلك أول علاج في العالم ديكساميثازون، والذي أنقذ منذ ذلك الحين أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

ويعتبر قطاع علوم الحياة الشهير في المملكة المتحدة منه القاعدة المثالية لألمع المبتكرين العالميين للبحث عن العلاجات المتطورة لـ COVID-19 وإحراز تقدم فيها من خلال عملية التجارب السريرية هنا في بريطانيا.

PANORAMIC

قال البروفيسور كريس بتلر، أستاذ الرعاية الأولية في قسم نوفيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد والمحقق الرئيسي المشارك في دراسة PANORAMIC: "أثارت الدراسات التي أجريت على أعداد صغيرة نسبيًا من الأشخاص المصابين بـ COVID-19 الذين لم يتم تطعيمهم بعد، تفاؤلًا بأن هذه الأدوية الجديدة المضادة للفيروسات، إذا تم استخدامها على نطاق واسع، يمكن أن تقلل من حاجة الأشخاص إلى دخول المستشفى ومساعدتهم على التعافي بشكل أسرع"، وأضاف: "تجربة "بانوراميك" هي أول دراسة في العالم للحصول على الأدلة التي نحتاجها بشكل عاجل حول العلاج المبكر على نطاق واسع بأدوية جديدة مضادة للفيروسات للأشخاص الذين تم تطعيمهم جميعًا، ولا يزالون في حالة جيدة بما يكفي ليكونوا في المجتمع، والذين هم أكثر عرضة للإصابة مضاعفات كوفيد -19".

هيئة خدمات الصحة الوطنية

قال البروفيسور ستيفن بويس، المدير الطبي الوطني لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا: "يمثل طرح الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والأدوية المضادة للفيروسات سلاحًا آخر في ترسانتنا لتقليل مخاطر إصابة المرضى الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بأمراض خطيرة ويحتاجون إلى الاستشفاء من COVID-19"، ويضيف: "إنه يمثل إنجازًا آخر لـ NHS بعد برنامج التطعيم الرائد عالميًا الذي قدم الآن 100 مليون لقاح في إنجلترا، بما في ذلك أكثر من 17 مليون لقاح معزز".

وختم "التطعيم هو أفضل طريقة لحمايتك أنت وأحبائك من COVID-19 وأود أن أحث الجميع على التقدم للحصول على اللقاح - سواء كان ذلك هو اللقاح الأول أو الثاني أو التعزيز".