أشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إلى إن بعض المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد ينتجون مخدر الكبتاغون وهو المركب الكيميائي fenethylline hydrochloride ويبيعونه، وأن نسبة كبيرة من هذه التجارة تشرف عليها الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش السوري التي يقودها الأخ الأصغر للرئيس السوري، وأحد أقوى رجال سوريا ماهر الأسد.
وبحسب التقرير، نمت صناعة المخدرات على رماد 10 سنوات من الحرب في سوريا، إلى عمليات تدر مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية السورية ومحولة البلد إلى أحدث مصدّر للمخدرات في العالم.
ويقول التقرير إن المنتج الرئيسي هو الكبتاغون، وهو عقار أمفيتامين غير قانوني، يسبب الإدمان. وتنطلق صناعة تلك الحبوب في سوريا من ورش تصنيع ومصانع تعبئة حتى تصديرها، عبر شبكات التهريب ونقلها إلى الأسواق في الخارج.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية، استند إلى معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول وعشرات المقابلات مع خبراء في عالم المخدرات دوليين وإقليميين، وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات ومسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة، إن من بين اللاعبين الرئيسيين في انتاج وتجارة الكبتاغون رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، وبجماعة حزب الله اللبنانية وأفراد من عائلة الرئيس، بما يضمن لهم الحماية من الأنشطة غير القانونية.
ولفت التقرير، الى اكتشاف مسؤولين في إيطاليا 84 مليون حبة كبتاغون مخبأة في لفات ضخمة من الورق والتروس المعدنية العام الماضي، كما اكتشفت السلطات الماليزية أكثر من 94 مليون حبة داخل عجلات عربة في آذار (مارس).
وأشار التقرير، الى قول خبراء المخدرات إن هذه المضبوطات ربما لا تمثل سوى جزء بسيط من الكميات المهرّبة. فقد تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن هذا العام، أي أكثر من 18 مرة الكمية التي تم ضبطها قبل أربع سنوات.
ويقول مسؤولو الأمن الإقليمي أن أكثر ما يثير قلق الحكومات في المنطقة، هو أن الشبكة السورية لتهريب الكبتاغون بدأت نقل مخدرات أكثر خطورة، مثل الكريستال ميث.
قال جويل رايبيرن، المبعوث الأميركي الخاص لسوريا خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب: "إن فكرة الذهاب إلى الحكومة السورية لطلب التعاون في هذا الموضوع هي فكرة سخيفة، لأن الحكومة هناك هي التي تصدّر المخدرات".
وأضاف التقرير، أن مختبرات الكبتاغون تنتشر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، والأراضي التي يسيطر عليها حزب الله قرب الحدود اللبنانية، وحول مدينة اللاذقية الساحلية، وفقًا لسوريين في المناطق التي يتم فيها إنتاج المخدرات.
ويجري إخفاء الحبوب الجاهزة في حاويات الشحن، وعبوات الحليب والشاي والصابون، وشحنات العنب والبرتقال والرمان. ثم يجري تهريبها برا وبحرا وجواK وخلال السنوات الأخيرة، صادرت السلطات في كل من اليونان وإيطاليا والسعودية وأماكن أخرى مئات الملايين من الحبوب المخدرة، مصدر معظمها من ميناء تسيطر عليه الحكومة في سوريا، وبعضها في عمليات شحن قد تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار.