info@zawayamedia.com
بيئة

اليوم العالمي للتربة... للحد من خسائر بمليارات الدولارات نتيجة تملح التربة!

اليوم العالمي للتربة... للحد من خسائر بمليارات الدولارات نتيجة تملح التربة!

تحتفل منظمة الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم 5 كانون الأول (يناير) من كل عام باليوم العالمي للتربة، اعترافَا بأهمية التربة، والعمل على حل المشاكل المتعلقة حيث أكدت المنظمة أن تملح التربة وتغذيتها من أهم المشاكل العالمية المتعلقة بالإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والاستدامة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، كما وأن خسائر تدهور الأراضي نتيجة التملح تقدر بمليارات الدولارات.


وتاريخيا، قدم الاتحاد الدولي لعلوم التربة  International Union of Soil Sciences (IUSS)اقتراحا في عام 2002، بإقرار الاحتفال باليوم العالمي للتربة في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) لأهمية التربة واعتبارها عنصرا حاسما من النظام الطبيعي ولإسهامها الحيوي في رفاه الإنسان، وقد دعمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) — في إطار "الشراكة العالمية من أجل التربة" — تدشين يوم دولي رسمي للتربة بغرض إذكاء الوعي العالمي، كما  ويأتي شعار هذا العام "الحد (وقف) من تملح التربة وزيادة إنتاجيتها" Halt soil salinization, enhance soil production، الهادف  إلى زيادة الوعي بأهمية صون النظم البيئية الصحية، ورفاهية الإنسان من خلال مواجهة التحديات المتزايدة في إدارة التربة، ومكافحة تملحها، والتعريف بأهمية التربة وتشجيع المجتمعات على تحسين سلامة التربة.


 


وفي 22 تموز (يوليو) من العام 2013، أقر مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في دورته الثامنة والثلاثين بالإجماع اليوم الدولي للتربة، وطلب اعتماده رسميا من الجمعية العامة في دورتها الثامنة والستين. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2013، اعلنت الجمعية العامة أن 5 كانون الأول (ديسمبر) هو اليوم العالمي للتربة، حيث تنظم الشراكة العالمية من أجل التربة بالشراكة من منظمة الأغذية والزراعية فعاليات للإحتفال بهذا اليوم الهام منذ 2012.



تملح التربة


ووفقا لـ "الفاو" يعتبر تملح التربة وصوديوميتها (الصوديومية هي امتلاء التربة بالصوديوم) من العمليات الرئيسة لتدهور التربة التي تهدد النظم الإيكولوجية، ومن المسلم به أنها من بين أهم المشاكل العالمية في ما يتصل بالإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والاستدامة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.


الصورة


وللملوحة تأثيرات خطيرة على وظائف التربة، مثل انخفاض الإنتاجية الزراعية، ونوعية المياه، والتنوع البيولوجي للتربة وتآكلها، فضلا عن أن التربة المتأثرة بالملوحة ضعيفة في عزل الملوثات وتصفيتها، فضلا عن إضعافها قدرة المحاصيل على امتصاص المياه وتقلل من وجود المغذيات الدقيقة. كما أنها تركز الأيونات السامة للنباتات وهو ما يؤدي إلى تدهور بنية التربة.


ويؤدي تملح التربة إلى خسائر تصل إلى مليون ونصف هكتار من الأراضي الزراعية المنتجة سنويا، كما وتقدر الخسائر السنوية في الإنتاجية الزراعية بسبب التملح إلى حوالي 31 مليون دولار أميركي، وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 833 مليون هكتار من التربة المتأثرة بالملوحة (أي 8.7 بالمئة من مساحة الأرض).


احتفالية هذا العام في إيران


سيتم تنظيم الفعالية بالتعاون مع دائرة البيئة ووزارة الزراعة والناشطين في مجال التربة وحماية البيئة في العاصمة الإيرانية طهران.


ولعل الوظيفة الأكثر شهرة للتربة هي دعمها لإنتاج الغذاء، وتشير التقديرات إلى أن 95 بالمئة من طعامنا ينتج بشكل مباشر أو غير مباشر على التربة، وتوفر التربة الصحية العناصر الغذائية الأساسية والمياه والأوكسجين التي تحتاجها النباتات المختلفة المنتجة للغذاء للنمو والازدهار.


تعتبر التربة ضرورية أيضًا لضمان استمرار النمو والحفاظ على النباتات الطبيعية والزراعية، بما في ذلك الغابات والأراضي العشبية المتنوعة واتساع الأنواع والأصناف التي تُزرع أو تُدار من أجل غذائها وأعلافها ووقودها وأليافها ومنتجاتها الطبية.


 


تآكل التربة في إيران 8 مرات أعلى من المتوسط ​​العالمي


وفقًا لآخر الإحصاءات، تفقد إيران 2 مليار طن من التربة سنويًا، والتي وفقًا لتقرير 2018 لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يبلغ إجمالي تآكل التربة العالمي 24 مليار طن، لذلك يحدث واحد على 12 من تآكل التربة العالمي، في إيران.


هذا بينما تمتلك إيران حوالي واحد بالمئة من مساحة الأرض في العالم، مما يعني أن معدل تآكلها أعلى بثماني مرات من المتوسط ​​العالمي، لذلك تعاني إيران من تدهور شديد وتآكل التربة، لفهم أهمية حماية التربة، فمن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الأمر يستغرق في المتوسط ​​400 عام لتكوين سنتيمتر واحد من التربة على هذا الكوكب.


وفي إيران، بسبب التآكل الشديد، يستغرق الأمر ما يقدر بنحو 800 عام لإنتاج سنتيمتر واحد من التربة، لذلك يجب أن يكون اهتمام الناس والحكومة في المتوسط ​​ضعف المتوسط ​​العالمي.


وتقدر قيمة كل طن من التربة بـ 28 دولارًا من خامات المعادن، وبالتالي فإن خسارة ملياري طن من التربة سنويًا تعني خسارة سنوية قدرها 56 مليار دولار، وهو ما يزيد عن عائدات بيع النفط والمنتجات الزراعية والحدائق والثروة الحيوانية، الدواجن والثروة السمكية.


الخارطة العالمية للتربة المتأثرة بالملوحة


الخريطة العالمية للتربة المتأثرة بالملح (GSASmap) عبارة عن منتج يحتوي على مساهمات من أكثر من 118 دولة مع 257,419 موقعًا حول العالم تحتوي على بيانات مقاسة للتربة. شارك أكثر من 350 خبيرًا وطنيًا في تنسيق بيانات المدخلات وطرق رسم خرائط التربة المتأثرة بالملوحة (SAS) وتم تدريبهم على أحدث الأساليب لرسم خرائط التربة الرقمية. ثم أنتجت كل دولة خرائطها وفقًا للمواصفات الفنية المتفق عليها. وتوفر هذه العملية التشاركية التي تحركها الدولة المزيد من الفرص للتحديث الدوري المستقبلي ، وهو جانب مهم كان مفقودًا في معلومات SAS العالمية السابقة.


تعد خريطة GSASmap أداة مهمة لتحديد التربة المتأثرة بالملوحة حيث يجب تبني ممارسات إدارة التربة المستدامة لوقف التملح والصوديومية، كما أنها أساس لإطلاق إطار عمل للرصد لتتبع تملح التربة وصوديوميتها والانتقال إلى الكشف المبكر، وتوفر الخريطة معلومات مفيدة لتطوير قرارات قائمة على الأدلة للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية المتأثرة بالملح، وإدارتها بشكل مستدام ، واستعادة المناطق التي فقدت إمكاناتها الأصلية بسبب تراكم الملح.


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: