تحت عنوان رئيس "لبنان من التعثر الى التعافي المستدام"، عقد "حزب الخضر اللبناني" مؤتمرا صحافيا، في مقر نادي الصحافة - فرن الشباك، عرض فيه رؤية الحزب وخطة عمله للمرحلة المقبلة.
وفي هذا المجال، وبحضور عدد من أعضاء اللجنة السياسية والهيئة التنسيقية، وعدد من الإعلاميين، تلا رئيس الحزب الدكتور فادي أبي علام بيانا جاء فيه:
"لأن لبناننا هو كنز طبيعي متوارث فإن لبنان لا يبرر وجوده الطوائف المتنوعة فيه كما يعتقد الكثيرون بقدر ما يبرر وجوده بالنسبة لنا قدرة دولته على الحفاظ على هذه الأرض وعلى هذه الطبيعة.
إعتقد الكثير من اللبنانيين أن هذه الدولة هي من أجل حماية الطوائف فيها وقد تكون نجحت في هذه المهمة حيث عاشت فيها الطوائف، إنما للأسف مات فيها الإنسان، مات فقرا، مات جوعاً، مات مرضاً، مات جهلاً، مات احباطا، مات خوفا، مات حياً. لا لم تنجح هذه الدولة بالحفاظ على الإنسان فيها ليعيش بكرامته وحريته في تاريخنا القديم والحديث.
كنا ننتقل من حرب إلى أخرى وتحت مبررات مختلفة انما النتيجة كانت واحدة، ضحايا وخسائر، مهجرين لم تطوى قضيتهم، مفقودين لم يعرف مصيرهم، معوقين لم ينظر بحقوقهم،
وملايين الاجئين،فهل يعقل أن بلدا عدد سكانه المقيمين أربعة ملايين وعدد مهاجرينه ما يقارب الأثني عشر مليونا، وكل الحروب لدينا كانت تنتهي على أساس لا غالب ولا مغلوب، انما المغلوب دائما كان الوطن والانسان الذي يعيش فيه ، والعدالة عندنا ما كانت يوما انتقالية،انما ثأرية أنتقامية أنتقائية. ويستمر هذا المسار مع كل قضية وتحت مسميات مختلفة حتى اخرها كان هو الذي نعيشه اليوم مع جريمة تفجير المرفأ.
نعم فشل هذا النظام بتأمين شروط الحياة الحرة الكريمة لمواطنيه، كما فشل بالحفاظ على لبنان الإرث الطبيعي المتوارث، ونحن نعتقد في هذا الحزب أن الأرض لا طائفة لها.
لم يعد لبنان الأخضر، لا في شجره ولا في بشره، مساحاته الخضراء تتقلص سنة بعد سنة، وإنسانه المثقف والمنفتح يعيش أبشع مراحل التعصب والتقوقع والخوف من الآخر ومن المستقبل، بات يشعر أن هذا الوطن ليس بوطنه. أما اليوم قد تكون العودة إلى الأرض والتي حصلت قسراً مع الإنهيار الإقتصادي والمالي، قد تكون هذه العودة هي بداية لمسار جديد بعلاقة جديدة مع الذات ومع الآخر فلننظر اليه بعين التسامح ولنرى الحياة بالتنوع لأن الموت يكمن بالتماثل. لبنان التنوع هو لبنان الرسالة، أما من التنوع إلى الرسالة فهناك طريق خضراء لا تعرف لغة العنف انما فقط لغة الحوار.
إنها طريق حزب الخضر اللبناني،
حزب يحمل رؤية الدولة العلمانية المدنية الديمقراطية الحديثة، حزب يعتبر المسائل البيئية جوهرية في المشهد السياسي والإجتماعي والثقافي، ونضاله لقيام نظام علماني وديمقراطي هو بهدف تحقيق تنمية إجتماعية وإقتصادية تتناسب مع الإدارة الصحيحة للموارد الطبيعية كي تكون هذه التنمية مستدامة.
في العام 2008 نشأ حزبنا على عشرة مبادىء أساسية وهي التالية: تلازم الإنسان والطبيعة، التنمية المستدامة،احترام التنوع والأختلاف،المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، الدولة الحديثة والمواطنية، اللامركزية الإدارية الواعية، الإقتصاد الحر والمنظم ، اللاعنف، الإنتفتاح والتعاون مع العالم.
أما اليوم وبعد مرور اثني عشر عاما على انطلاقة هذا الحزب نعتبر أن أهم ما يميزه عن سائر الأحزاب الأخرى هو التالي: تداول السلطة فيه مع أربعة رؤساء وليس حزب المؤسس. المشاركة الفاعلة للمرأة والشباب وذوي الإعاقة حيث ترأسته في الولاية الثانية امرأة كما المشاركة الوازنة للمرأة والشباب في المكتب السياسي وفي سائر مؤسساته الأخرى.حزب غير طأئفي بقيادته وأعضائه وممارساته.وعضويته هي من كل المناطق اللبنانية من دون استثناء ، وبيئة حزبنا هي المجتمع اللبناني بكافة أطيافه ومكوناته ، ديموقراطيته تشاركية وحيث صناعة القرار فيه تتجه دائما من الاسفل الى الأعلى ، وقضاياه هي أنسانية عالمية نلاقي فيها أهم تحديات العصر التي تواجه الانسانية جمعاء وعلى رأسها تغير المناخ.
على الصعيد الوطني
ان الأزمة الحالية والقوة التغييرية التي انبثقت من انتفاضة الشعب اللبناني في 17 أكتوبر 2019 أعطت لبنان فرصة قد لا تتكرر في المستقبل القريب أو المتوسط. هنالك رغبة كبيرة في تغيير الطبقة الحاكمة والفرصة متاحة اليوم من خلال الانتخابات النيابية في العام المقبل 2022 والانتخابات البلدية في العام 2023 وهذا التغيير ممكن اذا ما تم التحضير لها بشكل جيد وفعال. فيجب أن لا نستسلم للإحباط وفقدان الأمل مما يخفض عدد المنتخبين الذين يؤيدون التغيير. ويجب تجنب الانقسام بين القوى التغييرية في هذه الإنتخابات والعمل على توحيد لوائحهم الإنتخابية، وهذا أمر لن يفشل الإنتخابات فقط، بل سوف يؤدي الى فقدان كامل الثقة بهذه القوة من قبل الشعب اللبناني.
ان الإنهيار شبه الكامل للاقتصاد اللبناني بالرغم من كارثيته يعطي أيضا فرصة فريدة لللبنانيين . إذ على الحكومة اللبنانية أن تضع خطة جديدة أو تعدل في الخطط السابقة لإعادة بناء الإقتصاد اللبناني من الصفر تقريبا والعمل المركز على تحويله من أقتصاد ريعي هش الى اقتصاد منتج وأخضر يتضمن الإستثمار بشكل كبير في البنية التحتية المناسبة له. انها فرصتنا اليوم لبناء أقتصاد فعال ومستدام، إن لم نبن اقتصادنا بشكل صحيح، لن تعود هذه الفرصة مجددا ربما إلا بعد عقود. لذلك علينا أن نتأكد بأن الخطة الجديدة مبنية على مفهوم الإقتصاد الأخضر الذي تبناه الحزب، والذي هو اقتصاد المستقبل حيث كل دول العالم تتوجه اليه وحيث هنالك فرص أكثر للنمو، ,ان كلفته أصبحت أقل وأكثر فاعلية من التكنولوجيا التقليدية. هكذا فان الحزب يسعى الى تحقيق سياسة إقتصادية مبنية على الإقتصاد الأخضر والإنماء المتوازن بين جميع المناطق اللبنانية، من دون أي تمييز بينها لجهة حق كل منها في التنمية المستدامه والبيئة السليمة. ويؤمن الحزب بضرورة تحقيق اللامركزية الإدارية لتعزيز قدرات الدولة الاقتصادية والإنمائية في لبنان. إقتصاد أخضر يحافظ على البيئة وعلى التنمية المستدامة والطاقات المتجددة باعتماد التوظيف البيئي، ويرتكز على ثروات لبنان الإنسانية والطبيعية، المائية والحرجية والحيوانية والماديه، إقتصاد مبني على احترام الثقافة اللبنانية والتراث اللبناني.
يعمل حزب الخضر اللبناني على تفعيل قيام الدولة الحديثة المدنيه ، الراعية والجامعة لكل أبنائها. دولة القانون والمؤسسات القادرة والفاعلة التي تجسيد المصلحة العامة من دون أي اعتبار فئوي، طائفي ، مذهبي او اجتماعي منقوص.ولا سيما سلطته القضائية ، كما يؤمن بقدرات جيشه وقواه الأمنية بحماية شعبه وصون استقلاله ويطالب بتوفير كل الدعم لهم ،انهم يستحقون ذلك ، كما يطالب باعادة اطلاق مسار الحوار الوطني لاقرار استرتيجية دفاعية وطنية شاملة ليتم من خلالها تحرير كامل الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي والحفاظ على سيادة الدولة.
ويسعى حزب الخضر اللبناني الى بناء الدولة التي تعمل على تأمين حقوق المواطن وكرامته. دولة المواطنين الذين يتمتعون بكافة حرياتهم العامة، ويتساوون في الحقوق والواجبات، بعيداً عن التوازنات والمحاصصات الطائفية والمذهبية والمناطقية. دولة مبنية على تكافوء الفرص على أساس الكفاءات العلمية والاخلاقية في الادارة لضمان فاعليتها وتأمين الرقابة والمحاسبة والشفافية على السواء. ويعمل على بناء دولة مدنية تحترم أديان المواطنين وتؤمن لهم حرية المعتقد، وحرية ممارسة شعائرهم وفروضهم الدينية، مع فصل كامل للدين عن سلطات الدولة. يؤمن حزب الخضر اللبناني بقيام عقد اجتماعي جديد يعيد تنظيم علاقة المواطن بالدولة، تكون إحدى ركائزه إلغاء الطائفية السياسية كشرط أساسي لتحقيق العدالة والمساواة، واعتماد الدولة المدنية ذات مفاهيم المجتمع المدني الفاعل والمؤثر. ويعمل الحزب على الغاء الطائفية السياسية من خلال المؤسسات الدستورية بطريقة مبرمجة تضمن الحقوق المدنية للطوائف من خلال مجلس شيوخ، مما يحافظ على مجتمع لبناني تعددي يطبق العيش المشترك بطريقة سليمة، إضافةً إلى إقرار قانون إنتخابات عصري يأخذ بحق الإنسان بالتمثيل الصحيح كما الحفاظ على الوحدة الوطنية. ويؤيد الحزب الاعتماد على المؤسسات الدستورية وحدها كإطار للخروج من الأزمات الوطنية.
ويعمل الحزب من أجل تحقيق الدولة للعدالة الاجتماعية، ومن أجل حفاظها على كرامة المواطن وانسانيته في تأمين فرص العمل له وحمايته من المنافسة غير المشروعة. ويجهد من أجل تكريس ودعم استقلالية العمل النقابي والحركات النقابية وفقاً لمصالح العمال وحاجاتهم بعيداً عن أي تدخلات سياسية، طائفية أو فئوية. ويسعى الحزب الى إرساء القانون المدني الاختياري للأحوال الشخصية. كما يسعى الى تأمين حقوق المرأة والطفل والمعوق وفقاً للإتفاقات الدولية ذات الصلة والتي أقرها لبنان.
ومن أجل ذلك يعمل حزبنا على التالي:
التنسيق مع القوى التغييرية لتوحيد الجهود من أجل إحداث تغيير في الإنتخابات النيابية المقبلة، والتأكد بأن جميع مجموعات القوى التغييرية تعمل كفريق واحد في لائحة انتخابية واحدة.التعاون مع خبراء لوضع والترويج لخطة اقتصادية واجتماعية مبنية على الاقتصاد الأخضر تكون الحل الأفضل للكارثة الاقتصادية في لبنان، والتأكد من تبني هذا الحل في الاستراتيجية الرسمية الجديدة التي تعمل عليها الحكومة اللبنانية.
التعاون مع وزارة البيئه، ودعم الجمعيات البيئيه، في مواجهة المشاكل البيئيه التي تؤثر في نوعية حياة المواطن، وتحد من تأمين الحياة الكريمه للمجتمع.
الاستفادة من الحضور العالمي للحزب وتطوير برامج عمل مشتركة للمساهمة في نهوض هذا الوطن وتعافيه .
العمل مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي على الزام العدو الصهيوني على تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتعويض اليوم قبل الغد على لبنان بمبلغ 856.4 مليون دولار نتيجة الاضرار التي تكبدها جراء التسرب النفطي ابان عدوان تموز في العام 2006 باعتبار أن هذا الحق هو مكتسب وغير قابل للتفاوض ومنذ ذلك الحين حتى اليوم تصدر الجمعية العامة قرارات بهذا الشأن.
العمل على إسترداد اللبنانيين لأموالهم المحتجزة فب القطاع المصرفي وإستعادة الأموال المهربة إلى الخارج بطرق غير أخلاقية وغير مشروعة.
الإصرار على متابعة كل التحقيقات القضائية في جريمة المرفأ كما في الملفات القضائية الأخرى ولا سيما أحداث الشياح/عين الرمانة وكشف الحقائق والإقتصاص من جميع المجرمين.
العمل على اعادة تصويب علاقاتنا الخارجية بما يتناسب مع مصالحنا الوطنية التي تعكس احتياجات الشعب اللبناني بأسره وبما ينسجم مع هويتنا الوطنية والعربية وانفتاحنا على العالم.
على الصعيد العالمي
ان العالم يتغير، تنمو فيه الأحزاب الخضراء أسرع من غيرها، وسنة بعد سنة تفوز بشكل أكبر في الإنتخابات التي تحصل لديها وكان اخرها الفوز الكاسح لهذا الحزب في المانيا. وهذا أمر مشجع جدا في الوقت الذي تنمو فيه أيضاً الأحزاب اليمينية المتطرفة. لذلك يعتبر العديد بأن الأحزاب الخضراء حول العالم أنها قد تكون الأنسب لمجابهة فقدان الأمل في التغيير من قبل الأحزاب اليسارية.
لا لن تتزعزع ثقتنا بقدرة شعبنا على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا ويعود طير الفينيق ليحلق مجددا في سماء العزة والكرامة.
عشتم وعاش لبنان أخضرا سيدا مستقلا".