حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر من أن هناك أزمة ثقة في قدرة الحكومة اللبنانية على الاستجابة لاحتياجات السكان وأن البلاد تخاطر بأن تصبح "جمهورية للمنظمات غير الحكومية".
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر، أوليفييه دي شوتر Olivier De Schutter، لـ "العربية": "هناك ما أسميه أزمة ثقة في قدرة الحكومة على الاستجابة لاحتياجات السكان. يشعر الكثير من الأشخاص الذين تحدثت إليهم بأنهم مهملون، ويشعرون بخيبة أمل، وفقدوا الثقة في رغبة الحكومة وقدرتها على تقديم الحلول، وأنا قلق من أن العديد من الإجابات التي يقدمها لبنان اليوم ليست ذات طبيعة هيكلية، فهي كذلك ليس إجابات طويلة الأمد لمشاكل البلاد، إنها إجابات إنسانية قصيرة المدى، وللأسف يخاطر لبنان بأن يصبح جمهورية لمنظمات غير حكومية (NGOs) مع جهات فاعلة في المجال الإنساني".
وقد تركت تداعيات الانهيار المالي للبنان في 2019 قطاعات واسعة من البلاد في حالة فقر ويطالب المانحون الأجانب بمراجعة حسابات البنك المركزي وإجراء إصلاحات مالية قبل الإفراج عن الأموال.
كما حذرت وكالات الأمم المتحدة مرارا من كوارث اجتماعية، حيث ذكر أحد التقارير أن أكثر من نصف العائلات في لبنان لديها طفل واحد على الأقل لم يحصل على وجبة من وجبات الطعام وسط تدهور كبير في الظروف المعيشية.
إن الوضع أسوأ حتى بالنسبة لبعض الفئات السكانية في لبنان، ليس أقلهم اللاجئين، ولكن جميع السكان في لبنان تأثروا بالأزمة المالية والاقتصادية. لذلك، نعم، على المدى القصير، نحن بحاجة إلى دعم إنساني، وليس هناك من خيار سوى برنامج الغذاء العالمي، والأونروا UNRWA والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، واليونيسيف UNicef وغيرها للتدخل في البلاد لدعم السكان.
كما وتسببت الأزمة التي لا تنتهي على ما يبدو في انهيار العملة اللبنانية بأكثر من 90 في المائة، وتسببت في ارتفاع معدلات الفقر، ودفعت العديد من اللبنانيين إلى الهجرة.
وقد تشكلت حكومة ميقاتي أخيرًا بعد عام من الصراع السياسي على المقاعد الوزارية الذي أدى إلى تفاقم الأزمة.
وفي آب/أغسطس 2021، في الذكرى الأولى للانفجار الكيمياوي الضخم في ميناء بيروت (انفجار مرفأ بيروت) والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف وتسبب بأضرار بمليارات الدولارات، وعد البابا فرانسيس بزيارة لبنان في أقرب وقت يسمح به الوضع.
قسم الترجمة في "زوايا ميديا" بتصرف عن العربية باللغة الإنجليزية.
