من يقنع جبران باسيل أن تياره السياسي (التيار الوطني الحر) صار نسيا منسيا أو يكاد، من يقنعه وها هو اليوم "يقد مراجل" غير مدرك أنه انتهى كمشروع "زعامة" وإلى الأبد، أو أنه لا يقرأ جيدا المزاج اللبناني عموما والمسيحي بشكل خاص، لا سيما وأن استطلاعات الرأي أظهرت أن التيار الوطني الحر لن يحظى في الانتخابات النيابية المقبلة بأكثر من عشرة نواب، وهذا مؤشر كان يمكن لحظه دون الحاجة لـ "سونداجات" واستمزاج آراء المواطنين.
نتفهم أن باسيل يدأب اليوم لشد عصب تياره، أو من بقي على قناعة بأن "القوة" عملة يمكن أن تُصرف في لبنان، وهذه مشكلة تطاول سائر القوى السياسية المحكومة بـ "لعنة القوة"، فيما ليس ثمة قوة حقيقية في لبنان إلا قوة المنطق والتعايش والتسويات العادلة بين سائر مكوناته.
مشكلة باسيل الحقيقية أنه بدلا من رفد الساحة السياسية اللبنانية بخطاب جديد، انغمس في منظومة الفساد، وصار جزءا أساس من المنظومة "البرسيلية" التي نظفت البلد، المنظومة التي تنضوي فيها أقوى مساحيق التنظيف من "برسيل" إلى غيره من المنظفات، وقد أثبت باسيل، خصوصا في ملف الكهرباء وبواخرها أنه "برسيليُّ" التوجه والخيارات.
كان الله في عون لبنان!