اكتشفت بعثة تنقيب تابعة للمتحف البريطاني بالتعاون مع فريق عراقي محلي، مسجدا من الطين يعود تاريخه إلى حوالي 1300 عام في اكتشاف أثري نادر ومهم في العراق، حيث يعتبر اكتشاف هذا المسجد من أهم الاكتشافات الأثرية في العراق لأنه يعود إلى أقدم أيام الإسلام.
أفادت وكالة الأنباء العراقية (واع) الأسبوع الماضي، أن المسجد يعود إلى عام 679 ميلادي أي قبل 1300 سنة، عندما حكمت الأسرة الأموية العالم الإسلامي، وتم العثور عليه في منطقة الرفاعي بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد.
المسجد، الذي يبلغ عرضه 8 أمتار وارتفاعه 5 أمتار، يحتوي على محراب صغير في جدار المسجد للإمام يشير إلى اتجاه الصلاة ويتسع لحوالي 20 شخصًا، على الرغم من وجود القليل من بقايا المسجد بسبب عوامل التعرية والتآكل.
"يقع المسجد في وسط مدينة سكنية واضحة المعالم، ويعتبر من الاكتشافات المهمة لأنه يعود إلى بدايات ظهور الإسلام"، قال المدير العام لدائرة التحريات والتنقيبات علي شلغم، في حديث لوكالة الأنباء العراقية(INA) .
وأوضح شلغم أنَّ "المساجد تعد من الابنية الرائدة في الفترة الإسلامية المبكرة، ونحن هنا في موقع تل كبيبة الآثاري الذي يقع في محافظة ذي قار قضاء الرفاعي شمال مدينة الناصرية كان لنا نصيب في العثور، والكشف عن واحد من هذه المساجد والذي يعود للفترة الإسلامية الأموية لسنة ستين للهجرة تقريبا"ً .
وأكد أنَّ الاكتشاف يعد مهماً وكبيراً كون المسجد قد شُيّد من اللبن (الطين)، وقد اكتشف بالقرب من سطح الموقع لذا لم نجد منه الا بقايا قليلة للبناء بسبب عوامل التعرية من الرياح والأمطار، ويعد من الاكتشافات المهمة لأنه يؤرخ لبدايات ظهور الإسلام "، مشيرا الى أنَّ البعثات التنقيبية السابقة والحالية لم تجد الا القليل من المعلومات الواردة اليها في الكشف عن الفترات الإسلامية المبكرة.
وتشتهر محافظة ذي قار بمواقعها الأثرية ومنها مدينة أور الأثرية التي قام البابا فرنسيس بالتجول فيها خلال زيارته للعراق في وقت سابق من العام الجاري.
ودعا رئيس دائرة آثار ذي قار، عمار عبد الرزاق، الحكومة المقبلة إلى جعل المحافظة "العاصمة الأثرية للعراق" في مقابلة مع قناة إخبارية محلية، بحسب ما أوردته الجزيرة، وقال رزاق "تضاعف عدد السياح الأجانب والمحليين لهذا الموسم وهي فرصة لاغتنامها".
