مع تباشير صباح اليوم الجمعة الموافق  26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، شق فريق "يلا نمشي" المقدسي، والمكون من خمسين مشاركاً ومشاركة من هواة المشي واستكشاف الطبيعة، والتعرف على جغرافيا فلسطين في مدينة القدس ومحيطها، بخطواتهم مسارا بيئيا عبر "درب شقائق النعمان" حيث محمية "أم التوت" في محافظة جنين.

جاءت الزيارة تأكيداً لعلاقات التعاون والتبادل المشترك، ووحدة الحال الفلسطيني، وأن الحدود المصنعة لن تكون حائلا للإلتقاء أو الفصل ما بين أبناء الشعب الواحد، وتشديدا على أهمية القدس في الوجدان الوطني والعربي والعالمي الحي، حيث استقبلت لجنة تنشيط وتطوير السياحة في محافظة جنين فريق "يلا نمشي" المقدسي، بالتنسيق مع عضو اللجنة الباحث البيئي خالد ابو علي، الذي استقبل الفريق وبرفقته منسق اللجنة ربيع ياسين وعميد كلية التربية الرياضية في الجامعة العربية الامريكية د. سبأ جرار.

استهل الفريق رحلته من أمام الجامعة العربية الامريكية، فمحمية ام التوت حتى مشارف غابة النصر، قدم أبو علي خلالها شرحا عن الجامعة ونشأتها ورمزيتها الهامة باحتضان الكل الفلسطيني للدراسة فيها والمشاريع المحيطة بها، كما استعرض اهمية الموقع الجغرافي للمحمية والتجمعات المحيطة بمدينة جنبن وامتداداتها من جهاتها الاربع، وتوزع المحميات في ربوع المحافظة، والتنوع الحيوي النباتي والحيواني الواسع فيها، والمسارات البيئية التي تعكس الموروث الثقافي والمشهد الطبيعي الزاخر للمحافظة

كما استعرض أبو خالد خلال المسير، التنوع الحيوي المتعدد عبر المسار من حيث الاشجار الحرجية كالبطم والسريس والخروب والبلوط وغيرها، علاوة على الاعشاب والنباتات البرية الاخرى، مستعرضاً الاستخدامات العلمية والطبية وارتباطها بالموروث الثقافي الشعبي من أمثال وحكايات واستخدامات علاجية لبعضها، كما تطرق الى بعض الحيوانات التي تم تسجيلها وتوثيقها داخل المحمية كالضباع والخنازير والثعالب، فضلاً عن أنواع الطيور والزواحف المتعددة الأخرى فيها، إضافة إلى انواع الصخور في المحمية لاسيما الكلسية واستخداماتها في الموروث الثقافي للبناء بعد الحرق لأسابيع لإنتاج مادة الشيد، او الصخور البركانية واستخدامها في انتاج الرحى (الجاروشة)، كما استمع المشركون والمشاركات الى بعض الإرشادات الواجب اتباعها عند القيام بالمسارات واحترام البيئة وعدم العبث بها، وما تبعثه المسارات من تجديد للطاقة الايجابية في النفس البشرية، والإضاءة على الاعتداءات البشرية في المحميات والتي يتوجب رفع الوعي العام تجاهها وانفاذ القانون للمخالفين.

واختتمت الرحلة بزيارة قرية حداد السياحية، حيث قدم مديرها العام عضو اللجنة بسام حداد شرحا عن نشأتها والمرافق التي تضمها القرية، لاسيما متحف فلسطين الذي يعكس كامل الحياة والتراث الفلسطيني.

من جانبهم عبر المشاركون عن سعادتهم بالمسار والشرح الوافي والمعلومات الزاخرة التي قدمها أبو علي، مؤكدين التواصل مستقبلا لتنظيم مزيد من الرحلات والمسارات البيئية بالشراكة مع لجنة تنشيط وتطوير السياحة في محافظة جنين.