شرط العقد السياسي الجديد وصاية تأهيلية على "لبنان"
المحور الأول:
عناصر هيكلية المقال
يختلف أسلوب البحث العلمي عن أسسلوب المقالات الصحفية والمقابلات المتلفزة, ومن خلال ما صرح به الفيلسوف عن مقالاته السابقة, كانت بداية القصيدة.... التي طالب فيها بالأستبداد المستنير (داخليا) رغم ان كل حكومات الفيلسوف من طبقة "العسكريتاريا" ثم عدل عنها في مقالات أخرى بعد ان لم يفلح الفيلسوف في التعامل مع السلطة السياسية والسلطات الأجتماعية , ومن فوق برجه العاجي طالب "بالوصاية الأممية" (خارجيا) , من خلال :
تعزيز اللامركزية الموسعة في نظام فدرالي قد قتلته بحثا , خيمة مجلس النواب ووزارة الداخلية (الأجهزة الأمنية والدرك) وعندما لم يصلح ما يتمناه الفيلسوف , التجأ الي لعبة أخرى اشد ضراوة على حس الشعب اللبناني , وهي وصاية اممية مؤقتة تأهيلية من الخارج , بعد "ان جرب اللبنانيون كل شيء".
واذا كانت تلك مقدمة المقالات السابقة فقد حدد هنا الأسباب اللازمة والتي منها:
ضرورة الالتئام اللبناني
استدعاء الوصاية افضل من السبل المنحرفة.
يبدو لي ان الوصاية هي وحدها تضمن السلم الأهلي.
اعتقد ان الوصاية بفضل الاجماع الدولي تستطيع وحدها ان تحمي لبنان الضعيف.
يفترض في الوصاية ان تضمن التعددية أسباب البقاء /الازدهار/ وسبيلها الفيدرالية بصفة دستورية.
ولم يكتف الفيلسوف بأستدعاء الوصاية التي تؤهلنا بعد ثلاثة عقود للأضطلاع بمسؤوليتنا , اطلاعا مستقلا.
أولا: شكل المقال:
باعتبار ان الفيلسوف لا ينفك عن تدريس المنطق في تناول القضايا , والتي تتراوح ما بين قضايا حملية وأخرى تحليلية وثالثة تركيبية , تستلزم جميعها احكاما نابعة من مقدمات تفضي الي نتائج عند عملية الأستدلال, على صحة نسبة ما او خطئها , وهذا معلوم لدى طلاب الفلسفة وعلماء المنطق, وهو ما يعرف عند علماء النحو والصرف حينما ميزوا بين الجملة الخبرية والجملة الأنشائية , لذا تعتبر "الألسنية" من أهم المقومات الكاشفة عن وعي فرد ما وجماعة ما , وفهم صورها الذهنية ومواقفها السياسية تجاه القضايا المصيرية , خاصة في أدمغة النخبة سواء كانوا من الحكام على المستوى الرسمي تجاه نظرائهم وبالأخص شعوبهم.
من هنا اعتبر علماء المنطق واللغة النسبة او الحكم قد يقرر تحديد مسار ومصير أمة لا بد فيها من يقين أو ظن أو شك.
ومن هنا أيضا تكمن أهمية الفهم والاستفهام من وقوع نسبة يجهل المستفهم تحققها لتحقيق عملية الفهم للمفاهيم والمصطلحات, لأن الفهم هو معرفتك الشيء بالقلب , وفهمت الشيء عرفته وعلمته وفأدته باضمام القلب على معنى نفذا اليه من شيء خارجي , كما هو في عملية الفهم واصل الي عمقه , وما الفهم الا هيئة للإنسان بها تحقيق معاني بما يحسن ان يقال.
وبـــــــــــــــــــادىء ذي بــــــــــــــــــــــــــــــدء
عنوان المقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال:
بدأ بشرط وأنتهى بوصاية ,عبارتان لا استقلال لأحدهما عن الآخرى , لذلك لا يعتبر المناطقة والنحاة القضية او الجملة الشرطية , قضية أصلا , لأن الثانية معلقة على الأولى , فأن تحقق فعل الشرط سوف يتحقق جواب الشرط. وبما ان التحشيد الكبير بأسوأ الألفاظ والصفات المسيئة للشعب اللبناني , والتي لا تحقق الشروط المتوجبة , فمن المستحيل للوصاية الدولية ان تفرض على الشعب الا بمنطق الاكراه والتبرير "البراغماتي الأميركي", وقد تراوح المقال بالعديد من الصياغات الأنشائية /كالشرط/والاستفهام والصفات الفضفاضة / عصرية/ موسعة/ كونية, وبحساب المناطقة القضايا لا تتحدث الا عن نفسها, اما ان تتدخل الذاتية في المسائل فهذا يخرجها عن نطاق الموضوعية / ادركت/ اجد نفسي مضطرا/ على اللبنانيين/ على وضعهم/ ومجتمعهم/ ومعينهم/ وشراكتهم/.
الا يبدو ذلك ذاتوية استعلائية تنفرد فيها ( الآنا) بمعزل عن (هم) للغائبين و(نحن) , وتكرر (الآنا) تقفي الثابت , فأين ال (نا) الدالة على الفاعلين /حين عانيت ثم أصبحت أطالب بالوصاية , والألف واللام للتعريف الذي يفيد عموم الاستغراق الكلي الشامل , / وفي رأيي الأفضل/ واعتقد الوصاية / ,واستخدم أساليب افعل التفضيل لمنظومته وهي من أساليب الأنشاء.
وبلغة حساب المنطق والمنهجية العلمية, وقع الفيلسوف في الحيرة بين " الحتمية " و "الجبرية " وقد حرم الفيلسوف نفسه من منهج المقارنة بين العلوم الأنسانية التي أساسها الحرية والأستقلال , وبين العلوم الطبيعية التي تخضع لقوانين الحتمية الجبرية , وحرم نفسه أيضا من علوم اللاهوت التي تضع الانسان في مصاف ( الآله الأبن).
ولم يدرك أيضا قيمة القول ( في البدء كان الكلمة) فسيادة المنطق الجبري والفلسفة الواقعية الساذجة بادية من ألفاظ " لا بد من منطق الواقعية المقيدة / استدعاءا منطقيا.
ان المنهج المزين بوصاية الأمم المتحضرة , هذا منطق تبريري مبني على افتراضيات يصادر بعضها بعضا لصالح غاية معينة , وهي الأستقواء بطلب الوصاية الدولية من الخارج , فضلا عن ان الافتراضات لا تصمد أمام التجارب السابقة للمحتلين والغزاة و وتوابعهم من السياسيين العالمانيين " جربوا كل شيء" , فماذا كانت النتيجة أيها الفيلسوف ؟؟!! الغزو الصهيوني , واحتلال فرنسي مخزي لثلث قرن , وبعد نصف قرن الحرب الاهلية المدمرة .
عدا عن أدوات النفي والنهي ولن التأبيدية , بما يذكرنا بأبيات شعر للراحل مظفر النواب " تنعقد الجلسة .. لا .. ولن ... ولم .. !!
ب المفاهيــــــــــــــــــــــــــــــــــم والمصطلحـــــــــــــــــــــــات.
لا يمكن للفيلسوف او أي اختصاصي الا ان يحدد التعريفات في حقل اختصاصه وما يقع في حقولها وميادينها وهي أساس كل عمل للولوج في موضوع بحثه , وهذه التعريفات مدرجة في المعاجم والقواميس والموسوعات , ولها دلالات صريحة وضمنية , ومسكوت عنها خاصة في المعاجم السياسية, لكن ما يهمنا في أبسط تعبير الحقل المعجمي والحقل الدلالي والحقل الاستعمالي وأخيرا الحقل الافهومي.
وتتراوح التعريفات ما بين: منطقية/ لغوية/ سياسية/ اقتصادية/ اجتماعية/ وشرعية/ ومتشرعة/ وفلسفية, ولم يحدد الفيلسوف لنا مصطلحاته من أمثال :" العقد السياسي/ الاصطراع الحاد/ الطائفية/ الحزبية المؤدلجة/ المذهبية الدينية/ الفيدرالية الموسعة اللامركزية/ الديمقراطية/ الوصاية المحايدة/ والمؤقتة/ الاستقلال/ الواقعية المقيدة/ الاستبداد المستنير والعادل/ الأمم المتحدة "ونسي عصبة الأمم "/ العقل السليم/ حضارة الاجماع الإنساني الكوني/ القبيلة.
كلام هلامي ومصطلحات مجردة تحيا في عالم المثل , وليس لها نصيب من الواقع , فماذا صنعت عصبة الأمم؟ والأمم المضطهدة للشعوب المضطهدة؟؟؟ وخير دليل على ذلك ضياع فلسطين في مجلدات حقوق الانسان , لكن الكلمة الفصل فيها دائما وابدا تكون لمجلس الأمن.
المحـــــــــــــــــور الثانــــــــــــــــــــــــي :
دعــــــــــــــــــــــاوى الفيلسوف
المحتوى المضمــــــــــــــونـــي
توزعت دعاوى الفيلسوف بدءا من المتحدات الثقافية والاجتماعية ولا ندري عن أي متحدات يتحدث عنه , ام انها قطائعية بائسة :
أـ على المستوى الديني الديني , يهودي/ نصراني/ إسلامي , بينهم ما صنع "الحداد"
ب القطائعية الأيديولوجية المعلمنة.
اما على المستوى السياسي , فالحزبية وما يكتنفها من توزعات أيديولوجية
واما على المستوى الثقافي وتوزعه بين تراثات لم تنل حظها من " التثوير" طيلة ازمنة , فضلا عن التراث العالمي وضغوطاته , الأول قد تكلس والثاني لا يصلح لبيئتنا.
وعلى المستوى الاجتماعي لكل الطوائف فهي كتل عضوية غير وظائفية لا تحمل طاقات ابتكارية في مواجهة مشكلات مجتمعاتهم المأزومة " كل ديك يؤذن على مزبلته" . فعن أي متحدات يتحدث عنها الفيلسوف ؟, وهل أبقت اتفاقية سايكس بيكو " سازنوف " ( فرنسا /روسيا/ إنكلترا) منفرجا لأي متحد ؟, وهل يمكن تفسير " عوامل الاصطراع الحاد " في الحرب الاهلية بعد نصف قرن , مكرسا فيها القطائعية الأولى (ديني ديني)؟ ونحن كرسنا القطائعية الثانية (ديني علماني) /شيوعي/ ليبرالي/ ماركسي/ بعثي/ قومي/ فكيف تقوم دولة على هكذا توزعات بين اتجاهات حادة ؟, اما الديني فقد توزع باتجاهات مذهبية عدة , فعلى المستوى المسيحي /ماروني/ ارثوذكسي/ كاثوليكي/ ارثوذكس الخ اما على المستوى الإسلامي فالتوزعات /سني/ شيعي/ سلفي/ علوي/ الخ والخطورة تكمن في الجذور التاريخية لتشكل عمقا في ذهنية تلك الجماعات , فضلا عما صنع " الحداد " بينهم .
ناهيك عن ذلك دعوة الفيلسوف الي تكريس وتعميق خطوط التماس بين كل هذه التوجهات عبر تعزيز " اللامركزية " واسبغ عليها كريما من نوع خاص وبنكهات وألوان متنوعة , ما بين " العصرية الموسعة " , وهو لم يأت بشيء جديد , فقد استغرقت خيمة مجلس النواب مناقشة اللامركزية / الفيدرالية/ ولم تكن المسألة المسيحية الا " كالنوبة" في مصر بعيدة عن اختها لبنان , وليست العراق بعيدة جغرافيا عن لبنان في تطبيق الفيدرالية التي افضت الي استقلال إقليم كردستان , باستحواذها عن النفط حتى الميزانية , والأفدح من ذلك خروج العشائر على شاشات التلفزة بمظاهرات تطالب بأن الأقليم هو الحل.
مطالــــــــــــــــــــــــــــــب الفيلسوف "صون الهوية" .
"لا اكراه/ لا استفزاز/ لا مزاحمة/ لا لأقصاء/ وذلك على أساس حرية المبادرة الذاتية الفردية" وقد رده محاور" قناة الميادين" بالجماعية.
ـ لكنه اغفل طاولة الحوار " سماحة السيد حسن نصر الله " .
ـ ولكي يحقق اللا اكراهية طالب ( بوصاية محايدة) , لكنها عند الاجراء اكراهية , وهو بذلك يكرس مرة أخرى سايكس بيكو (2).
المصــــــــــــــــــــــــــــادرة على المطلـــــــــــوب.
حينما صرح الفيلسوف " جرب اللبنانيون وجرب الآخرون على لبنان كل شيء" ؟؟؟؟!!!!
أيها الفيلسوف المنطيق ألا ترى ان هذا هو عين المنطق التبريري لصالح الخارج بعد ان جربنا كل شيء في الداخل.
لقد غاب الإحساس بمأساة أمتنا ما بين احتلالات متنوعة كتجارب فئران المختبرات, والتي يعدلونها كلما احتاجت مصالحهم الي تعديل, واقصد الدور الفرنسي والأميركي والروسي والصهيوني والألماني وهلم جــــــــــرا ....
وهذه التجارب الخارجية في الغالب مشروعات غربية بعثات علمية خبراء أجانب مشاريع دولية متعدية الجنسيات , لا تحتاج الي برهنة فلسفية, لأن الفلسفة بنت العقل, وعلى قول أمثلة اللبنانيين " الي مجرب مجرب, كان عقله مخرب ".
ان الخطأ الكبير الذي وقعت فيه طلائع البعثات العلمية لأوروبا وأميركا وروسيا , فضلا عن الغزو الغربي للمنطقة , انهم استجلبوا اعلافا معالجة من بيئات معينة في سياقات تاريخية معينة وقدموها لشعوبنا على انها خلاصة الحبوب السبعة للسعادة , والتحرر والخلاص من افسادنا نحن , وهذا ما شخصه بالضبط " مالكولمكير " مدير الجامعة الأميركية في الستينات والذي قتل أبوابها ( مشكلتكم انكم واقعون تحت التأثير الالكتروني للثقافة الغربية).
وعلى ما يبدو انه قد غاب عن الفيلسوف, طب المناطق القآرية الخاص , حتى ان المثل الشعبي يقول : " لا يداوى المريض الا بعشب بلاده " .
دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى أخرى "الاستبداد المستنير والعادل".
ادعى الفيلسوف سابقا بالاستبداد العادل , وهو مطلب ليس قاصرا عليه وحده وليست جديدة, ففي ظل الاحتلالات الغربية للمنطقة نادى الاتراك بما يعرف " بالمشروطة " بينما توزع الإيرانيون ما بين " المشروطة" و " المستبدة " حصدت الاف القتلى بين المرجعيات الدينية , وبينما في مصر أمسكوا العصا من منتصفها فنادوا " بالمستبد العادل " ( محمد عبدو) وان دل هذا على شيء , دخول المنطقة العربية والإسلامية مع مطلع القرن التاسع عشر, وهم غير جاهزين باطار تنظيري يحل لهم مشكلة النظام السياسي للدولة , ويرجع ذلك الى انه لا يمكن ان ننظر أيديولوجية ذات رؤية سياسية " واللص داخل البيت" الاحتلال الأجنبي هذا من جهة, ويدفعنا التأمل لفكرة أعم تطال خمسة عشرقرن من تراث تكديسي لم ينظر فيه , ولم تراكم فيه الخبرات ولم يفلتر بعد , ولم يعالج بعد , ولم توظف فيه القيم الإيجابية تجاه حركة الثورة العقلانية , فكيف يستقيم اذا " الظل والعود أعوج" , ومن جهة ثالثة لا يمكن ان نتجاوز الاتجاهات المختلفة الصراعية المأزومة واقعها دون الاحتمال المسكوت عنه بدلا عن الوصاية باحياء بل والتفاعل مع قيم التراث الذاتي والعالمي, ومن جهة رابعة الا يكفيك أيها الفيلسوف ان المنطقة العربية قد وفرت لك ما تطلب من استبداد عسكريتاري مرة من خلال تجارب حية على أرض الواقع من خلال 45 انقلابا عسكريا زهقوا فيه روحية شعوبهم بلا رحمة ولا رأفة , اخرها القضاء على ثورات الربيع العربي.
دعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى أخرى "الوصاية الأممية"
طالب الفيلسوف بالوصاية الأممية, فحينما تنكب الامة فلا محيص لها من احتمالين , اما ان تنزع نحو تغيير نفسها من الداخل وفق منظومتين : في التغيير
الأول: نفسية , اجتماعية ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
والثانية: قيمية , دينية أي مجمل المقومات الأساسية في بناء الأمم والدول / كاللغة/ الدين/ العادات/ التقاليد/ الأعراف/ النظم الاجتماعية والذاكرة التاريخية والجغرافية السياسية.
وان فلتت أزمة السيطرة على مقدرات الدولة وعلى قاعدة ابن خلدون (فالمغلوب يقلد الغالب ) هكذا فعل حزب مصر الفتاة , ونكاية بالانكليز طالبوا الألمان بقيادة ( رومل ) تقدم الي الامام يا رومل تقدم ... تقدم الي الامام ....
ولكي لا ندعي تقولا على الفيلسوف , لا بد من الأستئناس بأسباب مطالباته وقد تقدم .. راجع اول مقدمة مقاله.
أسبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب المطالــــــــــــــــــــــــــــــــب.
أولا:
" الاقتناع اللبناني بضرورة الألتئام التشاوري الشامل, الجريء / مشروع الآفاق" !!!!
وهذه وتلك مصادرة على المطلوب ثانية , لأن التاريخ سيرورة وكيف تطالب بالوصاية ولديك مشروع الآفاق.
اما عن "صوغ النظام الجديد يراعي التحولات الديموغرافية الطارئة" , فالهجرة أيها الفيلسوف واعداد التناسل العددي وموضوع اللاجئين ليست بيدنا كمفكرين, انما هي معطيات اجتماعية خارجية عن السيطرة السياسية , وهذا يعود لعدم وجود تنظير على المستوى الاجتماعي من جهة , وأخطر من ذلك تكريس هذه الديموغرافية في مناطق التماس بين الطوائف, ومن المفترض على الباحث الاجتماعي السياسي ان يقوم بتفكيك تلك البنى عبر توزيعها وظائفيا على المساحات الجغرافية للبنان شمالا وجنوبا, شرقا وغربا لكي لا يتخندق كل في بيئته.
اما عن (مراعاة المتغيرات الإقليمية الاستراتيجية الجارفة), تدلل على المسكوت عنه او الغمز بطريقة غير مباشرة والمقصود بها الثورة الإسلامية في ايران والنقلة النوعية لتركيا مع انه لم يذكر في طول المقال وعرضه كلمة واحدة عن الكيان الإسرائيلي, فضلا عن ما طرحه الفيلسوف " التبدلات الكونية الضاربة في الاجتماع السياسي" , عبارة ميتافيزقية لا محل لها من الاعراب او المنطق , لانها تتعلق بوضعية الدول في علاقتها الدبلوماسية والصراعية, ثم كرر مقولة سابقة " افترض باللبنانيين يجمعون على إرادة التغيير" فمن المفترض أيضا بل والمؤكد ان التغيير يتم من الداخل البنية الاجتماعية وليس بالوصاية الأممية هذا من جهة , والافتراض يعبر عن تناقض اخر يتعلق بالموقف التشاؤمي والسلبي من الفيلسوف عن صورته الذهنية عن اللبنانيين , وذلك الشعب المقاوم لخير دليل.
ناهيك عن ان الافتراض بلغة المنطق هو تفسير عقلي مؤقت يضاهي ( الوصاية الدولية المؤقتة) , الا تعتبر ما فعلته أوروبا وأميركا في افناء مئة وخمسين مليون هندي احمر, اكانت هجرات الأوروبيين مؤقتة؟؟ وأين هم الان, وأين فلسطين والفلسطنسسن الآن في زقاق غزة وبعض حارات الضفة ؟؟ وأين الأردنيين بعد ضم أراضيهم؟
وافترض ان "الواقعية الفطنة مضطرة للاعتراف انهم لن يتجاوزوا عتبة الاجماع" والفكر الفلسفي المنطقي لا يتعامل مع أدوات النفي التأبيدي الا ان ينم ذلك عن عقلية متحجرة, لماذا؟ فقد ارجع السبب في ذلك " فلكل حزب قبيلة/ تصور مختلف/ يتشاجرون على الدستور والقانون/ ولا على مقادير التمثيل/ ولا على قوة التنفيذية/ ولا على أليات المناقشة/ ولا على سبيل الاقناع/ ولا على لمباحثهم) , وفي موقع اخر " اللبنانيون ليسوا متفقين على مؤتمر إصلاحي بنيوي" , لقد صادر الفيلسوف على "ضرورة الالتئام التشاوري الشامل/ اللبنانيون يجمعون على إرادة التغيير" , الا تعتبر تلك الائنتمائات والاجتماعات مصادرة على المطلوب "ليسوا متفقين", ولماذا التغاضي ولم نقل بالتعامي الفعلي , وخير دليل لذلك طاولة الحوار التشاوري في بعبدا التي دعا اليها جميع الافرقاء اللبنانييين.
ثانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا:
وبلغة المنطق النتيجة تتبع اخس المقدمات, فما بالنا بتزيين الاستدعاء على انه افضل من السبل المنحرفة , وليس هذا صحيح الي حد ما , لان مؤقت الفيلسوف من الشعب اللبناني مسيطر على ثلث المقال بصورة سلبية, لذا قام باستحضار الاستعمارات الخارجية والعبوديات الغربية لأستحمار شعوبنا , نتيجة ظاهرها عسل وفي باطنها سم زعاف , ظاهرها كلمة حق لكن يراد بها باطل , وان يستبدل وصاية أيديولوجية مقنعة ومنفعية طارئة " بوصاية اممية شرعية ,مستنيرة, حكيمة, محايدة," لكن ما مبرر الفيلسوف وحجته "لأنه فات كل جماعة ان كل تدخل يروم الفوز بسلطان توسعي وانتهاكا للسيادة" , وهذه هي حجة عليه لأن من سيوجه الوصاية الأممية ومن يقف خلفها , ومن يسعى لها ولأي أغراض لها, الا يكفيك أيها الفيلسفوف قوات الطوارئ الدولية الحاجزة بيننا وبين العدو, لنراكمها بوصاية اممية , الأولى بيننا وبين العدو , والثانية بيننا وبين أعداء انفسنا؟؟؟
وقد اثار حجة أخرى " بأن الموالاة للخارج ينصفها مما سواها", وهذا يا فيلسوف المطلوب سياسة( فرق تسد) , ولقد تعلمنا من أساليب الذكاء والغباء لؤم الثعلب في توزيع قطعة الجبن بين غرابين , والرحمة لأحمد شوقي (برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين) بل ان مشاهدات عالم الحيوان قد صورت غزالان يتناطحان فهجم عليهما أسد واحد وأفترسهما , فهل يكفي الادعاء بأنه " لا بد من ان يختار العقل السليم وصاية الأمم المتحضرة " , فهل بعد كل الامثلى السابقة من عقل سليم بأتي ( بالدب الي كرمه) ؟؟.
" وفي رأيي الأفضل هو سبيل الفدرالية الثقافية" الم يقرأ فيلسوفنا كتاب ( الطريق الثالث) لا لليسار ولا لليمين لعالم الاجتماع البريطاني ( انطوني جادينز) لكي يتعلم منه , ان السبل والطرق الاحتمالية متعددة بدلا من تكريس كل من الطائفية/ العشائرية/ القبلية/ المذهبية/ الجهوية/ حتى مظلة الفدرلة والتي يشترط فيها "تمييز من غير ان تفصل/ تنعش من غير ان تنبذ/ تحي من ان تغرق/ "ولكي يعزز تلك الميزات الجاذبة , زين تكريس المجتمع المنقسم على ذاته بمجموعة " من فضائل الفيدرالية اللامركزية" " نحافظ على وحدة الأرض"!!!!! , فأين هي بيروت الغربية من بيروت الشرقية من الاحراش او الخط الفاصل بين كنيسة مار مخايل والشياح ؟؟, ولم يقتصر الامر على لبنان, أين بغداد من كردستان والعشائرية القبلية التي تنادي بأن الأقليم هو الحل؟ , " تتيح الإفصاح عن التصورات الثقافية والاجتماعية في نطاق الإقليم الجغرافي" , ماذا يفرق هذا التفكير الفلسفي عن عقلية العشائرية البدوية في العراق؟؟؟؟!!.
ان خطورة النخب الفكرية تقوم بتكريس واقع مأزوم , وما المظاهرات الأخيرة في (17 تشرين) رافعة شعارات طائفية مضادة , الكتائب والقوات من جهة والشيعة من جهة أخرى.
اولم يقدم وزير الداخلية السابق مشروع الفدرلة؟ اوليس مشروع الفدرلة الذي شطر الدولة القطرية المصطنعة والتي ما زال العدو يقتطع منها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونهر الوزاني لتزيد الفدرلة كدرلة.
ثالثـــــــــــــــــــــــــــــــــأ:
"الوصاية هذه وحدها تضمن السلم الاهلي من التفكك والتحلل والانهيار".
خرافة أخرى تتمثل في "وحدها" المعبرة عن أحادية الاتجاه والتي تركت للوصاية الأممية الاجتماع وحده, ان هذه العقلية الاختزالية تستسهل الوجبات السريعة والتي يصنعها الغير , وكأن ليس هناك استعداد ذاتي, اجتماعي بنيوي لحلول احتمالية أخرى من داخل البنية الاجتماعية يشترك فيها :
البــــــــــــــــــــــــدائل المتاحة
علماء اختصاصيون , وخبراء ملتزمون بقيم أخلاقية ترتكز على الايمان والعمل والعلم والكفاءة اقصد بذلك , العقول العلمية التي هاجرت من بطش السلطات
وحلول اجتماعية أخرى تتمثل في توظيف المنهجية العلمية في تناول قضايا الواقع بدءا من تجميع المعطيات وفلترتها ومعالجتها وتوظيفها.
حلول أخرى تنصب على تشخيص الواقع وتثير التراثات المكلسة وفق مقولة ( الثورة العقلانية).
حلول أخرى إعادة النظر في صحة ما تحمله من علوم إنسانية تشكل فيها الخصوصية (مرجلا للصهر والتصحيح) , اما دعوة أخرى تاريخية , اللعب فيها على المأساة في العقود الأربعة اختلت الموازين, اهتراء بنيوي.
عن أي سلاح نتحدث.
استيقظ الفيلسوف فجأة على انتصار حزب الله التاريخي على العدو الصهيوني وجعجعة باقي الفصائل وتنحنحت ولاكت صمغيات مجموعة تباين" الاستقواء/ استعلاء / السلاح/ الشارع دون الدستور/ "ولم نرى على امتداد الصحافة اللبنانية والاعلام اللبناني حديث عن سلاح القوات والكتائب اللبنانية ذات النوعية الإسرائيلية, ولكن يضخم الفيلسوف مسألة سلاح المقاومة , قام بتعديد أنواع السلاح على طريقة الحواشي والتفريعات:
ـ سلاح مقاوم " يفوق قدرة الدولة على تخزينه, ينقلب الي سلاح أيديولوجي اذا لم يوضع طوعا في أمرة الجيش اللبناني " , وهل يقدر يا فيلسوف الجيش اللبناني على الاحتفاظ به وحده دون إرادة شعبية تسنده في مواجهة العدو!!؟؟؟
وتأـي مزينات الفيلسوف الانشائية لتوضح السبب والحجة( حتى ينزهه عن الارتباط ارتباطا وثيقا بالتطورات الجيوسياسية العابرة للأوطان , والتوازنات الإقليمية والدولية) , وبالطبع الفيلسوف قفز قفزة عابرة على القوى العربية والإقليمية ,.
ـ سلاح الاصوليات / المفلت / اثارة النعرات / عنف دموي .
ـ سلاح المافيات / المجرمين , المنحرفين / , حتى المسالم المحتشد / سلوك بدائي قبلي / غير نظامي .
على ما يبدو ان الفيلسوف لم يمد بصره عبر الحدود اللبنانية برا وبحرا وجوا , حتى الأطفال في الكيان الصهيوني يدربوهم على السلاح .
وردد الفيلسوف " وحده هذا السبب المهدد للكيان يستدعي وصاية اممية/ نافذة/ فاعلة من شهوة تسلحهم الأفنائي للسيطرة على الانفلات والفوضى".
وكأن الفيلسوف لم يستقرأ العدوان المتكرر من العدو الصهيوني والقوات الأميركية والفرنسية (قوات المارينز) وحضور البوارج الحربية الأميركية والفرنسية والبريطانية الي مرفأ بيروت تحت دعاوى حب لبنان وتكريس الديمقراطية والقضاء على الإرهاب, ومرة أخرى لم يستشعر الفيلسوف ويستنهض حواسه الخارجية والوسطى والداخلية ليشتم رائحة النفط والغاز وباقي الموارد وسياحة ( مادلين اولبريت).
وبلغة الحكيم المتفلسف " لايظنن احد بقوته الذاتية الهيمنة على الوطن اللبناني /ذئبانا/ لن ينفع السلاح/.
والنتيجة يا فيلسوف " ان لم تكن وصاية اممية فسيسقط الهيكل على الجميع في جب الهلاك"؟؟
اتهديد ذلك ام استبطان ضمني ام قضية شرطية بدأها في عنوان المقال وختم بها في نهاية المقال , فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن لا يتعظ , هذا هو الفكر اللاهوتي والفلسفي معا.
" يفترض في الوصاية الأممية الحكيمة ان تضمن التعددية , أسباب البقاء" " ما تفرز علاقات الجماعات الديموغرافية / الاحجام/ الاثقال/ الاكتاف العضلية.. فلكل جماعة مقامها في الاختيار بمنعزل عن عزة القبيلة وعنفوان الاقتدار".
وهنا إحالة افتراضية معلقة في الهواء, لأن السؤال سيتكرر مرة أخرى على الجبهة الصهيونية , فماذا تصنع قوات الطوارئ الدولية على كل الجبهات الحربية العربية من جهة؟ ومن جهة أخرى التكرار الذي يستبطن التخوف من الديموغرافية ؟,وتغافل من جهة ثالثة عزة فرنسا مقارنة بعزة القبيلة في مجال الاقتدار؟
وركز في الضمانة على التحقيق والتنفيذ "فمن يضمن للوعي التعددي" ذلك , ويتساءل بلغة الاستفهام الاستنكاري " افليس بنا بحاجة الي وصاية اممية تحمي الجماعات" وبلغة الحكيم المتدثر بعباءة السياسي "الحل سبيل الفيدرالية, ارقى السبل طرا" !! , ولم يكتف فقد قال " أحث اللبنانيين على المطالبة بوصاية اممية مؤقتة" متدثرا بعباءة الخوري , الا انه لم يرتمي في أحضان ماكرون كماجدة الرومي , ولم يستقبل ماكرون كفيروز, الا انه عبر عن مطالب الدهماء 36 الف توقيع لاعادة انتاج هراء سايكس بيكو (1) الي سايكس بيكو (2) مدعمة هذه المرة بمظلة أميركية وإسرائيلية . ولكي يدعم هذا التوجه, أحال المسألة الي " لست اظن ان اللبنانيين قادرون اليوم على حماية اختبارهم" !! " ولست مقتنعا بمسرحية التكاذب والتخادع" ؟! " ولست راضيا ان يفرج الزعماء اذا ما التئموا"؟!! . ورتب على هذه الحجج الواهية نتيجة " لذلك أطالب بالوصاية الأممية العاقلة الحكيمة المدبرة, المواكبة بخطوات التفتح اللبناني , على مسرى النضج الذي يؤهلنا " وبلغة الاستراتيجي السياسي المحنك " لكي نطلع بعد عقدين او ثلاثة بمسؤوليتنا , اضطلاعا مستقلا , حكيما رزينا مثمرا".
يتبع: الجزء الثاني والأخير