info@zawayamedia.com
علوم

البلاستيك والتنوع البيولوجي والأوبئة محاور أساسية لما بعد قمة المناخ COP26!

البلاستيك والتنوع البيولوجي والأوبئة محاور أساسية  لما بعد قمة  المناخ COP26!

على الرغم من اعتبار تغير المناخ من أكبر وأخطر التحديات التي يواجهها الإنسان والكوكب، وهو الموضوع الذي هيمن على المفاوضات الدولية  وخصوصا قمة المناخ COP26 التي اختتمت في غلاسكو في الفترة الأخيرة. إلا أن تغير المناخ ليس الموضوع الوحيد الذي يحظى بإهتمام الدول، وليس الوحيد لجهة الأهمية للإنسان والكوكب، وبالفعل في الأشهر الستة المقبلة فإن ثمة ثلاثة ملفات رئيسية أخرى سوف تكون محط الاهتمام الدولي بصورة كبيرة، ومن المتوقع أن تغطي هذه الملفات على تغير المناخ لجهة الأهمية والإلحاح لمقاربتها وإيجاد حلول ملزمة.


وفي هذا المجال، قال المستشار الدولي في سياسات تغير المناخ، ومسؤول تخطيط وتنمية إدارية في حزب الخضر اللبناني، والذي يشغل صفة مستشار الحزب حول الاقتصاد الأخضر، تغير المناخ، والمعاهدات الدولية، لموقعنا "زوايا ميديا"،  أن "المرحلة القادمة تتمحور حول ثلاثة مواضيع رئيسية، تتمحور حول البيئة والصحة ومستقبل التنوع البيولوجي، وهي ملفات أساسية، بعضها لم يتم وضع اتفاقية إطارية حوله، وهو ما يعد أمرا أساسيا للتعامل مع التحديات المقبلة".


معاهدة حول الأوبئة


وأشار حميدان إلى أن "الملف الأول هو مفاوضات ضمن منظمة الصحة العالمية، للتوصل لإتفاق حول الحاجة الملّحة لوضع اتفاقية اطارية جديدة حول الأوبئة (Pandemic Treaty)، وهو ما دعا إليه خبراء في المنظمة قبيل مؤتمر لوزراء الصحة الأسبوع المقبل، بين 29 تشرين الثاني (نوفمبر) و1 كانون أول (يناير) لجهة ضرورة تعزيز منظمة الصحة العالمية بمزيد من التمويل وقدرة أكبر على التحقيق في الأوبئة من خلال معاهدة جديدة، حيث سيجتمع أصحاب القرار في عدد من الدول، لأخذ القرار إن كان سوف يتم البدأ بسلسلة مفاوضات جديدة لوضع اتفاقية اطارية للتعامل مع الأوبئة ضمن منظمة الصحة العالمية، ويبدو حتى الآن بأن هنالك شبه اجماع حول البدء بوضع هكذا اتفاقية، وسيتمحور النقاش أيضا حول إمكانية تضمين مهمة هذه الاتفاقية الوقاية من وتفادي حصول أوبئة في المستقبل أم كيفية العمل إن حصل وباء جديد، فحسب"، موضحا أنه "وفقا للمعلومات للعام 2020، فإن تكلفة وباء كوفيد 19 العالمية بلغت بين 8.1 و15.8 تريليون دولار، وتميل إلى الإرتفاع مع انتشار الجائحة وتداعياتها على المجتمعات والإقتصاد، وبالمقابل، فإن تكلفة الوقاية من انتشار جائحة جديدة أو أنواع أخرى من الأمراض السارية من مصادر معينة ومنها الحياة البرية، تقدر بما لا ينوف عن 2 بالمئة من التكاليف لمواجهة جائحة أو جوائح جديدة"، لافتا إلى أن "الوقاية أفضل من العلاج، وتكاليف التعامل مع الجائحة باهظة للغاية على حياة الناس والإقتصاد وعمليات الحظر للحد من انتشار الأمراض"، وأشار حميدان أن "هذه القمة ستجمع وزراء الصحة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 دولة، لمدة ثلاثة أيام للتفاوض بشأن معاهدة تهدف إلى منع الأوبئة في المستقبل، وهي ستكون المعاهدة الثانية للصحة العامة عالميا، بعد اتفاقية عام 2003 للسيطرة على استخدام التبغ".


معاهدة حول البلاستيك


وتابع حميدان: أما الموضوع الثاني الملح، فهو مماثل للأول، لجهة عدم وجود اتفاقية إطارية بين الدول حوله، ولا يزال في بداياته، وهو إرادة مجموعة من الدول لجهة وضع اتفاقية جديدة حول مادة البلاستيك، وهذا موضوع سيطرح للنقاش في UN Environmental Assembly الخامس الذي سيعقد في نيروبي من 28 شباط (فبراير) الى 2 أذار(مارس) 2022، خصوصا ما لهذه المادة من تداعيات كارثية على المسطحات المائية والكائنات الحية، ويكفي القول أن هناك قارة جديدة من مخلفات البلاستيك في المحيط الهادئ، وهي تكبر بانتظام، وقد ابتدأ النقاش حول البلاستيك من قبل المجتمع المدني منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي يؤكد على خطورة هذه المادة وضرورة تقليص استخدامها إلى أقصى حد، وللأسف فكافة المحاولات للتقليل من استخدام مادة البلاستيك باءت بالفشل، إذ كان التركيز متمحورا على إدارة النفايات، بدلا من التركيز على إدارة استخدام وتصنيع مادة البلاستيك، لذلك فهناك حاجة ملحة لاتفاقية ملزمة حول الحد من استخدام مادة البلاستيك".


معاهدة حول التنوع البيولوجي


وقال حميدان: "أما الملف الثالث فهو مفاوضات دولية كانت قد بدأت قبل الجائحة، حول وضع اهداف اطارية جديدة لما بعد 2020 لوقف التدهور في التنوع البيولوجي، وحقيقة فهذه المفاوضات تعتبر مهمة بقدر مفاوضات تغير المناخ التي توصلت الى اتفاقية باريس التاريخية، بحيث أن عددا كبيرا من الدول وعدد كبير من المنظمات الغير حكومية التي تتابع هذه المفاوضات، تطالب بالاتفاق الملزم للعمل على وقف خسائر التنوع البيولوجي بالكامل بحلول سنة 2030 وتصنيف 30 بالمئة من جميع الأراضي والبحار كمحميات طبيعية، وهذا قد يعني أن هذه المفاوضات قد تتوصل لحماية 30 بالمئة من الكرة الأرضية، وحاليا، فقد وجدت قاعدة البيانات العالمية حول المناطق المحمية، وهي مشروع مشترك بين برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي للحفظ في الطبيعة، أن حوالي 15 بالمئة من مساحة اليابسة على الأرض وحوالي ثلاثة بالمئة من مساحة المحيط مناطق محمية، أي أن المساحة الكلية المحمية في كامل الكوكب لا تتجاوز 10 بالمئة، وتترأس الصين هذه المفاوضات، تحت إطار اتفاقية التنوع البيولوجي ومن المقرر بأن تنتهي هذه المفاوضات في قمة تتضمن مفاوضات على مستوى رؤساء الدول ستقام في كومينغ الصين من 25 نيسان (أبريل) الى 8 أيار (مايو) 2022، وهو متابعة للجزء الأول الذي أقيم افتراضيا بين 23 آب (أغسطس) و3 أيلول (سبتمبر) 2021، كما من المقرر أن تعقد الدورة الإستئنافية للاجتماع، إلى جانب الدورات الإستئنافية للاجتماع الرابع والعشرين للهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتقنية والتكنولوجية (SBSTTA 24) والاجتماع الثالث للهيئة الفرعية للتنفيذ (SBI 3) في جنيف، سويسرا بين 12 و28 كانون الأول (يناير) 2022.


وختم حميدان: "من الضروري مشاركة لبنان في هذه المفاوضات، ولا سيما تلك المتعلقة بالتنوع البيولوجي والبلاستيك، والعمل على دعم الوصول إلى حماية 30 بالمئة من الكوكب لحماية التنوع البيولوجي، وأن نكون من الدول التي تدفع لاتفاقية جديدة حول البلاستيك في نيروبي العام القادم".


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: