من أوحى بأن لبنان يسير بخطة ثابتة نحو الجحيم لم يكن مخطئا، فها نحن اليوم نتقلب بين لهيب الدولار ونار الأسعار، والسلطة الفاسدة تراعي خاطر وزير، أو ترهن لبنان إلى ممانعة مقنعة أفضت بنا إلى المجهول، ولا من يسأل، أين الدواء؟ وأين الغذاء والكساء؟ وكأن كل هذه الضروريات باتت في عرف من باعوا لبنان كماليات أو لزوم ما لا يلزم.
نعم، ثمة من باع لبنان، ويريدنا أسرى تزمته وأفكاره المعلبة، كرمى لهذا المحور أو ذاك، ولا يني يدفع بلبنان نحو أتون النار، مصادرا قراره ولاغيا حضوره لصالح محور بعينه، فيما لبنان لا يمكن أن يزدهر ويتطور بعيدا من عولمة حضارية وثقافية، وبعيدا من انتمائه العربي، فيما الأمور سائرة نحو المزيد من التدهور، وسط هواجس من أن يصبح لبنان صنو فنزويلا وكوريا الشمالية وما بقي من أنظمة استبدادية فوق هذه المعمورة.
في الماضي كان لبنان "سويسرا الشرق"، أما اليوم فثمة من يدفع به ليكون "فنزويلا الشرق"!
