" أشيـرا"، وهو عرض مسرحي فلسطيني، مزج بين الأسطورة القديمة، والإرث الكنعاني المستلهم من وحي التاريخ القديم، وبين مجموعة القصص التي تحاكي الواقع الفلسطيني المعاش .
"أشيـرا"، إلهة البحر وربة الخصوبة في الطبيعة والإنسان، ومرضعة النبلاء على امتداد السلالات، التي خرجت من دم الحكايات، ومن رحم الغيم والتي صارت امرأة فاتنة وبارعة ومقدسة .
"أشيـرا"، احتفاء بأساسية القيمة الجمالية من خلال الرقص والموسيقى والغناء، كلغة فنية فلسطينية معاصرة تكمن بلاغتها في عمق انتمائها لجذورها وفي تواصلها الثقافي مع العالم العربي وفي ملامستها للعالمية قلبا وقالبا .
العرض مأخوذ عن أسطورة كنعانية تقوم فيها الفتاة " أشيـرا "، بمنح قصفة من شجرة رمان لأهل بلدتها ليزرعوها في حقولهم، ولأنها لم تأخذ إذن الأقدار في ذلك تتم معاقبتها بإرسالها إلى العالم السفلي، حيث تُعذب كي تنسى بلدتها وبيوتها وحقولها، ومن حدث إلى آخر تُدمر البلدة وتُقتلع أشجارها ويُهجر أهلها.
" أشيـرا"، هذا العمل الفني الجديد والذي استغرق انتاجه خمس سنوات قبل أن يخرج للجمهور، يأتي لتتويج أكثر من ثلاثة عقود من تاريخ "فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية" والتي تهدف من خلاله الى " إبراز جمالية الرقص والغناء والموسيقى الفلسطينية بما يعزز تعميق الإنتماء للجذور والتواصل الثقافي مع العالم"، فبعد سنين من التجارب والحوار والبناء الفكري، وبعد التعامل مع أجناس وعناصر جديدة في الموسيقى والرقص والأزياء، يأتي عمل "أشيـرا" الجديد ليؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الفرقة، والذي سيساهم بتطوير الفنون الادائية في فلسطين ويحمل هوية الرقص الفلسطيني المعاصر الى أبعاد جغرافية عالمية تسعى الفرقة من خلالها وضع إسم فلسطين على خارطة الرقص العالمي.
العرض الذي قدمته "فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية" على مسرح قصر رام الله الثقافي، وضع فكرته وكتب كلماته وسيم الكردي، وأخرجته نورا أبو بكر وأنس أبو عون، وشارك فيه أكثر من 100 فنان بين راقصين وموسيقيين ومغنين، وهو يمزج بين فنون الرقص والموسيقى والصور السينمائية، ويحاكي العرض على وقع سرد الحكايات تارة، وعلى أغاني وألحان موسيقية تارة أخرى، ويعكس ما يعيشه الفلسطينيون حديثا، وكأن ما حدث في الأسطورة ما زال قائما في وقتنا الحاضر.
ويعود تاريخ تأسيس فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية لعام 1979، وأنتجت العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، ويأتي عرض "أشيـرا" في ختام عروضها لهذا العام.
