"قرى بسمنة، وقرى بزيت" تحول المثل في البقاع الغربي من الإشارة للإنسان إلى مجتمع بأكمله يعاني مع أزمة الكهرباء، حيث وفقا لمواطنين يتم تفضيل قرى في منطقة من البقاع الغربي، على أخرى في مسألة التيار الكهربائي، وعلى الرغم أنها تحصل على التيار الكهربائي من ذات "المنبع" (محطة تقوية في جب جنين)، فبينما بقيت قرى تغوص في "العتمة" والظلام، تبقى قرى أخرى تنعم بالضوء الكهربائي.
تسع قرى مغبونة!
ووفقا لمصدر تواصل مع موقعنا "زوايا ميديا" فإن تسع قرى ضهر الأحمر، العقبة الضيعة، راشيا، بكيفا، بيت لهيا، عين حرشا، تنورة، عيحا وكفرقوق، تعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي ومنذ حوالي الأسبوع، بينما قرى المحيدثة والرفيد والبيرة تبقى فيها الكهرباء لساعات طويلة، وعادة تكون الكهرباء "مداورة" أي تأتي في هذه القرى لتنقطع في أخرى.
وما زاد في معاناة الأهالي التقنين في المولدات الكهربائية، بسبب أسعار المازوت، وبالتالي فإن هذه القرى تعاني الأمرين لجهة الإهمال والغبن.
وتتفاقم الأزمة مع انقطاع شبه تام للمياه، واشتكى المصدر عينه بأن تكلفة نقلة المياه تنوف عن 250 ألف ليرة لبنانية، وهو ما يراكم المعاناة من كل النواحي، فلا قدرة للمواطن على شراء الكثير من حاجاته الأساسية ليضاف إليها أسعار المياه وغيرها من المصاريف الإضافية.
وضخ المياه مرتبط بالكهرباء، ولكن هناك انقطاع شبه كامل للمياه، ووفقا لأحد الناشطين، فإن المياه التي تصل راشيا محطتها في منطقة لوسي، والتي تأتي من عنجر والسلطان يعقوب، وبسبب استجرار المياه لري المناطق الزراعية، يتم قطعها عن القرى في أقصى البقاع الغربي ومنها راشيا ومحيطها، علما أن مصدر المياه الوحيد هو الآبار، لذا يضطر الأهالي لشراء المياه.
راشيا وقلعة الإستقلال!
وفي هذا السياق، فقد شكى رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" – راشيا، شوقي دلال في رسالة أمس إلى المسؤولين بمناسبة عيد الإستقلال عن "الإهمال الكبير الذي تعانيه بلدة استقلال لبنان راشيا الوادي ومنطقتها، ولا سيما في يوم الاستقلال"، وقال: "تطل علينا اليوم ذكرى الاستقلال الذي انبثق من قلعة راشيا الوادي، وهنا نوجه التهاني لجميع اللبنانيين، لكن أن يصل الإهمال لبلدة الاستقلال وقلعتها الى هذا المستوى من جميع المسؤولين فهو أمر لم يعد يطاق، فبلدة الاستقلال راشيا ومنطقتها تعاني انقطاعا كليا من الكهرباء منذ أكثر من أسبوع، وهي كانت في الأصل تأتي ساعة في النهار، أما اليوم فالظلام يخيم على راشيا وقلعتها"، وسأل: "ألا يرف لكم جفن أنكم ترسلون ممثلين لكم الى قلعة راشيا لوضع أكاليل وهذه القلعة غارقة بالظلام والإهمال هي وأهلها؟ ألا يخجل كل مسؤول أن يحتفل بهذا اليوم وبلدة الاستقلال لا تصلها الكهرباء ولا المياه وكل مؤسساتها الحكومية مشلولة؟".
وختم: "اليوم لن أشكو من ظلمكم، لأن اللبنانيين تساووا بالظلم معكم، لكن أقول لكم يا خجلة الاستقلال وقلعتها مما أوصلتمونا إليه".
مناشدة
وناشد أهالي المنطقة المعنيين والقيمين في وزارة الطاقة والمياه التحقيق في سبب انقطاع الكهرباء والمياه بهذا الشكل، وقد وصلت معاناتهم الى حدود غير مسبوقة، مطالبين بضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الانقطاع الدائم وبصورة غير مسبوقة.