الجزء الأول :

كانت المحطة الأولى في رحلة " مسارات فلسطينية " رقم 57 يوم الإثنين الى حقل الرعاة المعلم الديني والتاريخي الهام في مدينة بيت ساحور والذي شهد على حياة نسكية متقشفة، ويقع على بعد كيلو متر شرق مدينة بيت لحم المدينة التي ولد فيها السيد المسيح "عليه السلام".

وسار الفريق في المدخل الرئيس لحقل الرعاة، وفي ظلال اشجار الصنوبر العملاقة تظلل الطريق المعبدة، وكان الحقل نظيفا مزينا بنباتات الصبار المختلفة والورود الجميلة التي تجعل الزوار في حالة نفسية مريحة وطمأنينة، ووسط الساحة اقيم نصب تذكاري وسط بركة جميلة مليئة بالمياه ضمت أربعة تماثيل لخراف تتدفق من فمها المياه، فيما يقف تمثالا لراع يحمل عصا فوق هذه الخراف، وشُيــّــــد لتخليد ذكرى الرعاة وكرمز لحقل الرعاة .

وعلى بعد عدة أمتار، كانت هناك مغارة استعملها بعض الرعاة مسكنًا لهم، واستعملت لاحقا ككنيسة، وتقع أسفل سطح الأرض، حيث نزل الفريق الى المغارة عبر درجات رصعت أرضيتها بالفسيفساء الملونة الجميلة، وحسب ما ورد في الانجيل أنه في هذه المغارة، كان هناك رعاة وهم أول من بشرهم الملائكة بميلاد السيد المسيح "عليه السلام ".

وغالبا ما يسلك الحجاج من كافة دول العالم الطريق إلى حقل الرعاة في بيت ساحور، والذي يعتقد أن فيه بقايا أديرة بيزنطية تعود إلى القرن الرابع، لتتبُع خطى سلكها الحجاج الأوائل، حيث كانوا ينطلقون من كنيسة المهد نحو حقل الرعاة للتعبُد في المكان الذي تمت فيه رؤية نجمة بيت لحم الأولى، وحيث زفَت الملائكة البشارة للرعاة .

يشير التقليد إلى الكهف حيث  كانوا يحرسون في الليلة التي وُلد فيها السيد المسيح، حيث يتحدث تاريخ حياة القديسين بأن الملاك جبرائيل تحدث للرعاة الساهرين على قطيعهم وعرفوا بالنبأ السعيد كما ظهرت النجمة للرعاة، وعندئذ سمعت ترنيمة الملائكة الثانية في ربى بيت لحم: ( ٱلْمَجْدُ لِلّٰهِ فِي ٱلأَعَالِي، وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّةُ )،(لوقا 2:14).