لا تكف الطبيعة عن إبهارنا بظواهرها الطبيعية الفريدة والغريبة، والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من سحر النظم الطبيعية، لتأسرنا وتشدنا إلى اكتشاف المزيد، ومن هذه الظواهر ما نشرته مجموعة "درب عكار" على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" ظاهرة تسمى المفاغمة Inosculationأو التلاحم أو "عناق الأشجار"، وليس شرطا أن تكون هذه الأشجار من النوع نفسه، لكنها تلتقي ببعضها البعض وتندمج مكونة نسيجا مشتركا، وكأنها علاقة صداقة ترتبط فيها أرواح هذه الأشجار.
وكتبت المجموعة: "كثيرةٌ هي الظواهر التي بإمكانك ملاحظتها وانت تسير في الغابة، ربما تجد لها تفسيراً وربما لا، ولكنها في النهاية تبقى ساحرة ومذهلة وتزرع الحيرة في العقول".
وتابعت "ما تلاحظونه في هذه الصور هي واحد من اروع الظواهر في الغابات، وتسمى بالتنظيم او المُفاغَمَة (Inosculation)، وهي تتمثل في تلاحم جذوع الأشجار فيما بينها، في عمليةٍ مشابهةٍ لتطعيم الأشجار، وهنا تشاركت شجرة الشوح المعمرة بغذائها مع شجرة القيقب، فضمّتها اليها وجعلتها حبيستها، فتعيشان سوياً وربما تموتان سويا!".
ووفقا لوايكيبيديا فالمفاغمة Inosculation هي ظاهرة طبيعية حيث تنمو فيها جذوع أو فروع أو جذور شجرتين معًا، إنه يشبه عملية التطعيم من الناحية البيولوجية ويشار إلى هذه الأشجار في الغابات باسم gemels، من الكلمة اللاتينية التي تعني "زوج"، كما ويطلق عليها لقب "الزوج والزوجة"
من الأكثر شيوعًا أن تنمو فروع شجرتين من نفس النوع معًا، على الرغم من أنه يمكن ملاحظة هذه الظاهرة عبر الأنواع ذات الصلة، تنمو الفروع أولاً بشكل منفصل بالقرب من بعضها البعض حتى تتلامس. في هذه المرحلة ، يتآكل اللحاء على الأسطح الملامسة تدريجياً بعيدًا مع تحرك الأشجار في مهب الريح، وبمجرد أن تتلامس طبقة الكامبيوم Cambium في الشجرتين، فهي في بعض الأحيان ترتبط ذاتيًا وتنمو معًا مع توسعها في القطر.
ويستخدم هذا المصطلح في سياق الجراحة التجميلية ، كإحدى الآليات الثلاث التي يتم من خلالها أخذ ترقيع الجلد في الموقع المضيف، يُعتقد أن الأوعية الدموية من الموقع المتلقي تتصل بتلك الموجودة في القطعة المزروعة من أجل استعادة الأوعية الدموية.
ونترك لكم بعض الصور التي توضح هذه الظاهرة الرائعة والفريدة.
عن موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، وبعد أن تم قطع هذه الشجرة، تمكنت الشجرة الكبيرة من إبقائها حية بعد عملية "المفاغمة".