عين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، الجمعة، النائب الأول جوناثان مور، لقيادة فرقة عمل تابعة للوزارة، خاصة بالتحقيق بشأن متلازمة هافانا الغامضة، التي أصابت دبلوماسيين أميركيين، وغيرهم من الموظفين في الخارج.
وقال بلينكن إن من المهم معرفة من يقف وراء ظهور هذه الحالات، لوقف حدوثها، وإن وزارته تركز على الوصول إلى جميع الحقائق بشأن هوية المسؤول عن متلازمة هافانا، وتابع في إفادة لوزارة الخارجية: "هذه أولوية ملحة بالنسبة للرئيس بايدن، وبالنسبة لي، ولحكومتنا بأكملها" ثم تابع"سنفعل ما في وسعنا، ولن ندخر أي جهد"، بحسب قناة "الحرة".
وجاء إعلان بلينكن، وسط انتقادات من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، أكدوا فيها أن "إدارة بايدن لم تأخذ المرض على محمل الجد بما فيه الكفاية".
وحل مور محل باميلا سبراتلين، التي واجهت انتقادات من بعض الضحايا وعائلاتهم، وأعلن بلينكين تعيين السفيرة المتقاعدة مارغريت أويهارا لرئاسة جهود رعاية موظفي وزارة الخارجية.
متلازمة هافانا
وظهرت المتلازمة لأول مرة في عام 2016 عندما أصيب عشرات الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في هافانا، وهو سر تسمية هذه الأعراض بـ "متلازمة هافانا".
ومتلازمة هافانا، مرض يسبب أعراضا مثل الصداع النصفي والدوار وارتباك الذاكرة، ويُعتقد أن حوالي 200 دبلوماسي أميركي ومسؤول سابق، وأفراد عائلاتهم في الخارج أصيبوا بالمرض، فيما تحقق وكالات الاستخبارات والدفاع الأميركية في هذه الحالات، لكن لم يحدد المسؤولون الأميركيون، حتى الآن، سبب المتلازمة أو ما إذا كانت إحدى الدول وراءها.
وقال بلينكين: "نحن نعمل بلا كلل مع شركاء عبر الحكومة لتحديد سبب هذه الحوادث ومعرفة من المسؤول".
وفي مواجهة انتقادات الكونغرس، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن على قانون في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، يوفر المساعدة المالية والرعاية الصحية لأولئك الذين يعانون من هذا المرض.
ويوفر القانون الجديد أيضا التمويل لجمع المزيد من المعلومات الاستخبارية وتحليلها لتحديد سبب المتلازمة.
ما دور روسيا؟
وتتزايد الشكوك حول دور ورسي محتمل في "متلازمة هافانا"، وفق ما نقلت سابقا، مصادر حكومية لصحيفة "واشنطن إكزامينر".
وفي الوقت الذي لم تحدد فيه بعد أجهزة الاستخبارات الجهة المسؤولة عن متلازمة هافانا، وتقول إنه من السابق لآوانه اتهام جهة ما، نقلت الصحيفة عن مصادر حكومية أن المؤشرات تشير إلى تورط روسي في الهجوم.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي للصحيفة: "بدأت أجهزة الاستخبارات تحقيقا واسع النطاق في الأسباب المحتملة للحالة الصحية. وتدرس مجموعة من الفرضيات ولكنها لم تتخذ أي قرار بشأن سبب هذه الحوادث أو من هو المسؤول عنها".
وقالت مصادر مختلفة للصحيفة إن هناك مؤشرات متزايدة على تورط روسيا، مشيرة إلى تواجد أفراد المخابرات الروسية في المواقع التي أبلغ فيها عن حوادث متلازمة هافانا.
وتقول بعض المصادر للصحيفة إن الخلية الروسية من المرجح أن تكون وحدة صغيرة تعمل خارج هيكل التحكم في جهاز الاستخبارات الروسي GRU، وهو تكتيك معتاد في عمل الاستخبارات الروسية التي تخفي عمل بعض وحداتها.