خلال تجوالي في البلدة في دير استيا، والتي تتربع على قمم المرتفعات والتلال وسط مشهد طبيعي خلاب من أشجار الزيتون العريقة، حيث تبعد 5 كلم الى الشمال من بلدة سلفيت في قلب المرتفعات الوسطى في الضفة الغربية في فلسطين، وجدتها كما كانت عند أول زيارة لها منذ العام 2004 آية في الروعة فيها الجمال الريفي والتفاصيل المعمارية الرائعة، فهي تحتوي نمطا عمرانيا فريدا فيها المضافات والمراكز المجتمعية والساحات العامة وأزقة الحارات الضيقة والملتوية وأجمل ما فيها بلدتها القديمة ببيوتها الرائعة وسكانها الطيبون.
وبدعوة من رئيس بلدية دير استيا الصديق سعيد زيدان وابتسام القادي من وزارة الثقافة شاركت مع بعض الأصدقاء حضور إطلاق فعاليات سوق العاصمة الثقافي في البلدة القديمة في دير استيا تحت رعاية محافظة سلفيت، ووزارة الثقافة، وبالتعاون مع بلدية دير استيا والغرفة التجارية.
وضم السوق الحرف اليدويّة الفلسطينيّة من المشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر، والتي انتجتها النساء في البيوت بشكل فردي او جماعي، وتحتل هذه الصناعات التقليدية مكانة خاصة بين فروع الصناعة في فلسطين، نظرًا للبعدين التراثي والاقتصادي اللذان تحملهما هذه الصناعة. فهي من جهة، تعبر عن تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني وتجسّد وجوده على أرضه عبر حضارات متواصلة، كما تشكل هذه الصناعات مصدرًا لتنمية الدخل للعديد من الأسر الفلسطينية، وباتت تُسند الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
ومن الصناعات والحرف التقليديّة التي عرضت في سوق العاصمة داخل أروقة وغرف قصر عبد الرحيم أبو حجلة : الخزف، الزجاج اليدوي التقليدي، الفخار، التطريز اليدوي، منتجات خشب الزيتون، الخيزران، القشيات، المكرمات، إضافة إلى الكريمات المصنوعة من شمع العسل، فضلا عن بعض المنتجات الغذائية التراثية مثل المأكولات الشعبية والمخللات والحلويات والشوكولاتة، وهذه المنتجات الغذائية التي تنتجها السيدات في البيوت خالية من المواد الحافظة، كما ضم السوق، زاوية للكتب، ولوحات من الفن التشكيلي لمجموعة من فناني المحافظة .
وذكر رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان "أبو علي" أن تاريخ بلدة دير استيا يرجع الى الحقبة المملوكية، حيث تشكل عمارة البلدة القديمة في البلدة نموذجا فريدا يمثل نمط العمارة المملوكية التقليدية الممزوجة باضافات من الطراز العثماني. تتوسط البلدة القديمة النسيج العمراني لدير استيا، ويفصلها عن الإمتداد العمراني الحديث أربع بوابات مما ساهم في الحفاظ على أصالة البيئة العمرانية التاريخية للموقع .
وأضاف أبو علي "لقد اعتمدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، أربعة مواقع فلسطينية ضمن قائمة التراث، وتضمنت المواقع: قصر هشام في مدينة أريحا، ميناء البلاخية أو ميناء الأنثيدون الأثري في غزة، ومدينة نابلس القديمة وضواحيها، بالإضافة إلى قرى الكراسي ومنها دير استيا .
تقول إبتسام القادي والتي أشرفت على تنظيم فعاليات السوق " لقد تم اختيار بلدة دير استيا لتكون مسرحا لفعاليات سوق العاصمة الثقافي، لما تشكله البلدة من موقع هام على خارطة التراث الثقافي للمنطقة، حيث يأتيها الفلسطينيون من كل حدب وصوب لمشاهدة طرازها المعماري الفريد، وللتمتع بجمالها والتجول بين أزقتها وحاراتها ولتحقيق الأغراض الثقافية والسياحية والتعليمية والمجتمعية ليس لأهالي دير استيا وسلفيت فحسب، بل لعموم الوطن.









