على وقع الأزمات المستمرة، انعكس الوضع السياسي الأخير في لبنان وتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج القرداحي ضد السعودية أيضا، على سعر الليرة اللبنانية التي تراجعت أمام الدولار الأميركي بشكل ملحوظ، لا سيما إثر "الإجراءات العقابية" التي اتخذتها الرياض تجاه بيروت، والتي تضمنت وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، فضلا عن استدعاء سفيرها في لبنان للتشاور والطلب من سفير لبنان لدى المملكة المغادرة خلال الـ 48 ساعة القادمة.

وفي هذا السياق، طالبت البحرين أيضاً مساء أمس الجمعة السفير اللبناني بمغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، كما واستدعت الإمارات، السفير اللبناني لديها، وأعربت عن "استنكارها واستهجانها الشديدين"، إزاء التصريحات التي وصفتها بـ"المشينة والمتحيزة"، التي أدلى بها جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني.

وبعد أن سجل سعر الدولار مقابل الليرة استقرارا معظم يوم الأمس في السوق السوداء على سعر بين 20100 و20200 ليرة، عاد وارتفع مساء أمس ألف ليرة إلى 21100 و21200 ليرة.

بدأت الأزمة بعد نشر مقابلة تلفزيونية قبل أيام قليلة تم تسجيلها مع جورج قرداحي، وقبل أن يتولى مهامه كوزير للإعلام في لبنان، أطلق تصريحات حول حرب اليمن في برنامج "برلمان شعب" الذي يبث على إحدى منصات الجزيرة الرقمية، وقد أثارت غضبا يمنيا وسعوديا كبيرا واستدعاء سفراء لبنان في عدة دول خليجية للتعبير عن الاحتجاج، اعتبر فيها أن جماعة "أنصار الله" اليمنية "تدافع عن نفسها في لبنان، وفي مواجهة العدوان الخارجي على اليمن منذ سنوات ".

ومما زاد من تفاقم الأزمة، رفض قرداحي الاعتذار، مؤكدا أنه كان سيعتذر عن تصريحاته لو أدلى بها وهو في منصبه الرسمي.