من المقرر أن يتم إدخال عملية "الاستئصال ببالونات التردد الراديوية" radiofrequency balloon ablation في عيادات القلب في كافة أنحاء بريطانيا في أعقاب موافقة واسعة النطاق من قبل مديري الصحة في الإدارة الوطنية للصحة NHS في بريطانيا، بهدف علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في ضربات القلب أو طبيا (الرجفان الأذيني) atrial fibrillation، وذلك عبر إدخال بالون صغير بحجم حبة العنب إلى الجسم، وخلال عملية لا تتطلب إلا تخدير موضعي، ويصف اختصاصيون بأنها "المجال الجديد" في علاج القلب، حيث تتطلب بضعة ساعات فقط ويعود المريض إلى منزله في أقل من يوم واحد.
ووفقا لـ "الديلي ميل" يعاني ما يقرب من 4.1 مليون بريطاني من هذه الحالة، وتحدث نتيجة اختلال الأعصاب في القلب، ويمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى تجمع الدم وتجلطه داخل القلب، ما يمكن التسبب في سكتة دماغية تهدد الحياة، أو يسبب خفقاناً موهناً، ودواراً، وضيقاً في التنفس، وإرهاقاً.
وتشبه العملية عملية قسطرة القلب (التمييل) حيث يتم إدخال بالون مزود بعشرة أقطاب كهربائية عبر شريان في الفخذ ثم ربطه إلى الأوردة الرئوية التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب حيث توجد عادة الأعصاب التالفة، وتتم مراقبة إشارات القلب الكهربائية فورا وبالوقت الحقيقي real time باستخدام مجس موجود في البالون، بعدها يقوم الجراحون بنفخ البالون، وإطلاق أقطاب كهربائية لإيصال رشقات دقيقة من الحرارة الشديدة، تعمل على تشكيل نسيجاً ندبياً بحيث تمنع النبضات غير الطبيعية، وهذه التقنية قادرة على تنظيم نبضات القلب في غضون عشر ثوانٍ فقط.
ويتم إجراء الجراحة تحت التخدير الموضعي، كما لا يتم المس بالأنسجة السليمة في القلب مما يعني أن المرضى يعانون من مضاعفات أقل، وأوضح استشاري أمراض القلب في مركز بارتس للقلب في لندن الدكتور مالكولم فينلي العملية أن: "هذه هي الحدود التالية لعلاج القلب، هذه التقنية سريعة للغاية ودقيقة بشكل لا يصدق، وهذا يعني أن المرضى يتعافون بشكل أسرع ويمكن أن يدخلوا ويخرجوا من المستشفى في أقل من يوم واحد.
والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب هم أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني بسبب الضغط الزائد على العضو، لكن في كثير من الحالات، لا يستطيع الأطباء تفسير سبب حدوث ذلك.
وقد تساعد عدد من الأدوية في هذه الحالة، بما في ذلك حاصرات بيتا beta-blockers لإبطاء نبض القلب، ومميعات الدم لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ولكن هذه ليست علاجًا كاملا، وقد يحتاج غالبية المصابين إلى الجراحة.
وحتى الآن، تم إجراء عمليتين جراحيتين خاصتين بهذه الحالة فيNHS، الأولى تسمى الاستئصال بالتبريد، حيث يستخدم غازًا شديد البرودة لحرق الأوردة الرئوية وتندبها، يتم ذلك أيضًا باستخدام بالون، يتم تبريده إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر ويتم نفخه عند مدخل كل من الأوردة الرئوية الأربعة.
ويعمل النسيج الندبي على قطع الإشارات الكهربائية غير الطبيعية للحفاظ على ضربات القلب الطبيعية، ولكن في ما يقرب من ثلث الحالات، يفشل البالون في إحداث ندوب مناسبة للأعصاب التالفة التي يصعب الوصول إليها. أوضح الدكتور فينلي: "غالبًا ما يحتاج المرضى إلى أكثر من إجراء واحد للتأكد من أننا قد هاجمنا كل جزء من المنطقة التي تتطلب العلاج".
في السنوات الأخيرة ، بدأ الجراحون في استخدام القسطرة بالترددات الراديوية. يستخدم هذا مسبارًا ساخنًا لحرق حلقة من النقاط حول الوريد التالف لتشكيل نسيج ندبي. لكن هذا الإجراء قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث ساعات وغالبًا ما يتضمن تخديرًا عامًا.
وتعتبر طريقة الاستئصال بالبالون بالترددات الراديوية مزيجا من هاتين الطريقتين.