وصل وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين إلى منطقة الشمال، ضمن جولة طويلة بمنطقة عكار والشمال عناوينها العريضة موضوع النفايات وحرائق الغابات، ومن ضمنها زيارة لاتحاد بلديات الجومة ومنطقة حرار، فضلا عن زيارة لفريق "درب عكار" للإطلاع على نشاطاتهم الأخيرة ضمن فريق التدخل السريع في مجال المساهمة في إطفاء حرائق الغابات، عبر مبادرة لزاب وشوح الآليتين اللتا استخدمتا بصورة كبيرة في الحرائق الهائلة التي اجتاحت عكار، ووصل ياسين صباحا إلى منطقة ببنين في العبدة عكار، للإطلاع على التسرب النفطي الذي تكرر في المنطقة، بعد اعتداءات متكررة على الأنبوب النفطي.
ووفقا لـ "الأخبار"، حول التسرب النفطي، كان المدير العام المعاون لمنشآت النفط في طرابلس هادي الحسامي قد أكد أواخر الشهر الماضي في مؤتمر صحفي على وجود اعتداءات متكررة على الأنبوب نتيجة حقنه بالمياه ما أدى إلى اهتراء الشبكة، معيداً الكرة إلى ملعب البلديات ووزارة الداخلية بمطالبتها بالمتابعة للكشف عن المعتدين، وأشار الحسامي إلى أن "المنشآت أحصت 12 اعتداء خلال عام 2021، وفي كل مرة تتم معالجة التسرب وسحب الكميات المتسربة نفاجأ في اليوم التالي بحدوث تسرب آخر في موقع قريب على الخط مع خليط من المياه المضغوطة والنفط الخام، ما يؤكد وجود أعمال تخريبية وتعديات بهدف سرقة المواد النفطية"، لافتاً إلى أن "المنشآت قدّمت 15 شكوى لدى المخافر المختصة". وأفاد بأنه "تم تشكيل لجنة فنية من مستخدمي منشآت النفط في طرابلس تضم إليها، ممثلاً عن وزارة البيئة وآخر عن الأمن العام، للكشف على الخطوط ووضع الاقتراحات المناسبة لإيجاد الحلول السريعة".
وقد أثار حديث امتعاض المسؤولين في عكار من محافظ وبلديات، خصوصاً أن المنشآت هي الوحيدة المخولة الكشف على الخطوط وتملك خرائط لأنابيب النفط، ويمكنها بحال قامت بتسيير دوريات مع طلب مؤازرة أمنية تحديد أماكن الاعتداءات التي تحصل حكماً داخل حرم المنشآت.
وقالت مصادر متابعة إن "الكلام نفسه يتكرر منذ بدء الكارثة، والخطر يتفاقم يومياً في حين أن إهمال موظفي المنشآت واضح للعيان، والتقارير التي ترفع للإدارة في بيروت غير واضحة". وسألت: "لماذا لا يتم إقفال السكر الأساسي عند الحدود وإصلاح الخط بدل التذرع تارة بعدم وجود بنزين للقيام بالكشف اللازم، وأخرى بعدم وجود إمكانية للقيام بالإصلاحات".
ونأمل أن تأتي الزيارة بنتيجة إيجابية لجهة حشد الجهود للوصول إلى حلول جذرية لأزمة النفايات، والتمهيد لخطة شاملة لموضوع حرائق الغابات، التي تسببت بأكبر أضرار سجلت حتى الآن، فضلا عن التسرب النفطي، وهي مسائل مزمنة، بسبب الإهمال الحكومي في الفترة السابقة من الوزارات المعنية وخصوصا وزارة البيئة من جهة، وتقاذف للمسؤوليات من جهة أخرى، ما أدى لنتائج كارثية على البيئة والطبيعة في الشمال عموما وعكار خصوصا.